كاميرا الفيديو الرقمية الجديدة تصوير وإبحار عبر الإنترنت.. حجمها مماثل لجهاز «بالم» ووزنها 340 غراما

TT

كاميرا الفيديو الرقمية الإلكترونية الجديدة «نتوورك هانديكام» من «سوني» Network Handycam تضع شيئا مختلفا في شاشتها الصغيرة: إنه الإنترنت، فعندما لا تصوّر بها تستطيع أن تبحر في عالم الإنترنت; تتصفّح الويب وتتبادل البريد الإلكتروني.

لقد قمت بتجربة الكاميرا «نتوورك هانديكام DCR-IP7BT» البالغ ثمنها 1700 دولار. تحتوي هذه الرائعة الصغيرة، بحجمها المماثل لحجم جهاز بالم ووزنها البالغ 12 أونصة (340 غراما)، على إبداعات تقنية في كلّ بوصة مربعة أكثر من أيّ جهاز آخر استخدمته من قبل. إنها تقريبا كاميرا نموذجية تحلّق في الخيال الهندسيّ بمحرّكاتها الصغيرة جدا والتي يحاكي صوتها صوت الناموس خفوتا.

لكن تعيق «نتوورك هانديكام» العديدُ من العيوب. فهذه الكاميرا تستخدم شريطا بتقنية (تهيئة) جديدة تُدعى «مايكرو إم في» Micro MV طوّرتها «سوني»، تخزّن ما نحوه ساعة من الفيديو على شريط بحجم علبة الثقاب ـ أصغر من أشرطة التسجيل الصوتي الصغيرة المستخدمة في تسجيل الحوارات. ولكي تحشر ساعة من الفيديو في علبة ثقاب، تقوم تهيئة «مايكرو إم في» بضغط الفيديو باستخدام تهيئة MPEG وهي تقنية الضغط نفسها المستخدمة في أقراص DVD وفي البثّ التلفزيوني عبر القمر الصناعي. جودة الفيديو رائعة، لكن طبيعة الضغط في MPEG تسبب العيب الأكبر في «نتوورك هانديكام» وهو أنّه في كلّ مرة يتغيّر المشهد أثناء إعادة العرض فإنّ الصوت ينقطع وتتجمّد الصورة لمدّة ثانية.

هذا الأمر يؤدّي إلى جعل عملية مشاهدة ما تمّ تصويره عملية مزعجة، خصوصا إذا تمّ توقيف عملية التصوير أكثر من مرة لتغيير المَشاهد. ولا يوجد هذا العيب في الكاميرات التي تستخدم أشرطة التسجيل الأكبر حجما من نوع mini-DV، فالانتقال بين المشاهد يمتاز فيها بالسلاسة واللحظية. وتظهر مشكلة أخرى في تهيئة «مايكرو إم في» عندما تفكّر في نقل مشهد الفيديو إلى الكومبيوتر لمعالجته. فلدى هذه الكاميرا منفذ «فاير واير» من «سوني» يدعى «آي لينك» i.Link، لكنها ـ أي الكاميرا ـ غير متوافقة مع بيئة «ماكنتوش» التي لا يتوفّر فيها برنامج تحرير فيديو يدعم التهيئة MPEG-2. وفي المقابل تعمل الكاميرا مع أجهزة ويندوز المجهّزة بمنفذ «فاير واير»، لكن فقط إذا استخدمت «موفي شيكر» Movie Shaker، وهو برنامج تحرير الفيديو من «سوني».

وقد جعل الحجم الصغير لكاميرا «نتوورك هانديكام» الأزرار صغيرة الحجم أيضا، مما يؤدّي إلى صعوبة التعامل معها من قبل أصحاب الأكفّ الكبيرة. وجدتُ بوضوح أن التحكّم بالتقريب Zoom غير مريح، ويبدو أنّني لست الوحيد الذي يقول ذلك، فها هي ورقة منفصلة مرفقة بدليل التشغيل الخاصّ بالكاميرا توضّح طريقة استعمال التقريب.

واحتوت الكاميرا التي جربتها أيضا على فتحة لبطاقة الذاكرة «ميموري ستِك» من «سوني»، والتي تستطيع أن تخزّن أفلاما قصيرة أو صورا ثابتة ملتقطة بوساطة الكاميرا عند اختيار نمط الكاميرا الرقمية. وبإمكانك نقل الصور المحفوظة إلى كومبيوتر ويندوز أو ماكنتوش باستخدام منفذ الناقل التسلسليّ العالمي USB المثبت أساسا في الكاميرا.

يمكنك أيضا إرسال مقطع الفيديو الذي صورته عبر البريد الإلكتروني باستخدام خاصية الاتصال بالإنترنت، والتي تمتاز بالبساطة والغرابة في آن واحد. وتتمثّل البساطة في أنّك تستطيع أن ترسل مقاطع الفيديو أو الصور الثابتة عبر البريد الإلكتروني مباشرة من الكاميرا، فلا حاجة لنقلها إلى الكومبيوتر أولاً. وتُعدّ مشاهدة صفحة ويب على شاشة الكاميرا التي تُطوى للخارج أمرا مثيرا. (تستطيع كذلك وصل الكاميرا إلى التلفاز لتتصفّح الويب على شاشة أكبر).

وللاتصال بالإنترنت ترتبط الكاميرا بمودم خارجي ذي سرعة 56 كيلوبت في الثانية عن طريق «بلوتوث»، وهي تقنية تشبيك لاسلكية مصمّمة لربط الملحقات في مدى قصير يبلغ حوالي 30 قدما (10 أمتار). ولسوء الحظّ لا توفّر «سوني» واجهة «بلوتوث» بينينة للاتصال بالإنترنت بسرعة عالية. أما الجانب الغريب في الموضوع، فهو إدخال عنوان بريد إلكتروني أو موقع ويب. لتفعل ذلك، عليك أن تختار الحروف حرفا حرفا من قائمة على الشاشة، وهي عملية بطيئة حتى مع الممارسة، إذ يحتاج الأمر إلى دقيقة لإدخال عنوان مثل www.latimes.com. وكذلك الأمر بالنسبة إلى اختيار وصلات الويب من الصفحات فهو متعب جدا.

وتتيح لوحة مفاتيح لاسلكية مدعومة بتقنية «بلوتوث» الاستفادة من خصائص الكاميرا بطريقة عملية، إلاّ أنّ أداة كهذه غير متوفّرة. أما إمكانية حمل «نتوورك هانديكام» في جيب القميص فجذابة. لكنني لا أستطيع أن أوصي بهذه الكاميرا وذلك بسبب الخلل في إعادة عرض المقاطع المصوّرة والناجم عن تهيئة «مايكرو إم في»، بالإضافة إلى محدودية التوافق مع الأجهزة الشخصية.

بدلا من هذه، فكّر بكاميرا ذات تهيئة mini-DV، التي تقدّم منها «سوني» بعض الخيارات المتميّزة، واحدة منها هي DCR-PC120BT ذات الألفي دولار، والتي تحتوي أيضا على مواصفات الإنترنت المثيرة تلك.

واحدة من موديلات «هانديكام» الجديدة من «سوني» تضيف إمكانات الإنترنت إلى الفيديو.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»