الائتلاف العربي لأسماء الإنترنت يعمل على أن يكون النواة الأولى على طريق تأسيس شبكة الإنترنت العربية

مديره التنفيذي : تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت واجب وعلى العالم العربي ألا يتأخر في الاستفادة من تقنياتها الحديثة

TT

بعد أن انهى الائتلاف العربي لاسماء الانترنت سلسلة اجتماعاته في تونس في منتصف الشهر الماضي، والتي تناولت اسماء النطاقات العربية وشروط التسجيل على الصعيدين العربي والعالمي لتوفير النواة الاولى للتصفح، ونعني بها الأسماء العربية للمواقع التي تعتبر مفاتيح الدخول لها. وفي سبيل تلخيص نتائج هذه الاجتماعات، التقت «الشرق الأوسط» الدكتور أسعد يحيى النجار المدير التنفيذي للائتلاف ورئيس مجلس ادارة شركة ملينيوم، الذي أكد على تحقيق تقدم ملموس في ذلك الاجتماع، الذي حضره ممثلو التسجيل في وزارات الاتصالات العربية، بالاضافة الى شركة «انتل» وشركة «آي بي أم» ومنظمة «آيكان» (ICANN) العالمية التي ترعى كل شؤون تسجيل الاسماء. ويذكر أن هذه الاجتماعات قد تمت برعاية وزارة تكنولوجيا المواصلات التونسية ووكالة الانترنت التونسية.

* نتائج مهمة

* وأشار الدكتور النجار بداية الى أن الائتلاف قد بدأ بقطف الثمرات الأولى لنشاطاته، ألا وهي نمو وعي المستخدم العربي بوجود النطاقات العربية وعدم الحاجة الى الحروف الانجليزية لتصفح المواقع العربية. وأضاف «وكان من أهم نتائج اجتماعاتنا الأخيرة اعتماد مقررات اللجنة اللغوية مما أعاننا على تقديم ملخص اللغة العربية في الاسبوع الماضي الى هيئة «آيكان» ليتم مناقشته عالميا. كما تم وضع القواعد الاولية لوضع قوانين لوقاية المستهلكين وجمع مقدمي التقنية حول بنك WHOIS موحد ووضع الاسس الاولى لمقاييس حل النزاعات وتسجيل الاسماء. كمت قدمت خطة عمل واضحة ومحددة الى اللجنة التقنية لتباشر العمل بالتنسيق مع مقدمي التقنية ومع الورشة الدولية لهندسة الانترنت IETF لتقديم الحلول العربية المثلى». كما أشار الى محاولة التوصل الى اتفاق مبدئي حول القوانين والاجراءات المتعلقة بأسماء نطاقات الدول، والوصول الى ورقة عمل موحدة ليتم اعتمادها في اجتماع سبتمبر (أيلول) المقبل. كما أكد على بدئ التنسيق بين اللجان الممثلة للغات العربية والفارسية والأوردية لاجتناب مسببات الاصطدام أو عدم الانسجام مستقبلا، وبخاصة وأن جميع هذه اللغات تستعمل الحروف العربية، الممثلة داخل اطار واحد في مقياس «يونيكود» (UNICODE) والوصول لحلول تقنية مشتركة، هذا بالاضافة الى العمل على توسيع الطرق لتطوير وعي الجمهور العربي بأهمية أسماء النطاقات العربية وبأهمية مشروع الانترنت العربي المعرب شكلا ومضمونا. من جانب آخر قال الدكتور النجار ان الائتلاف يقوم ببحث النواحي القانونية المتعلقة بالملكية الفكرية واعداد مشروع قانون تسجيل الأسماء وفض النزاعات بالتنسيق مع الهيئات القانونية العربية وبالتعاون مع «وايبو» (WIPO) وهي المؤسسة الدولية الوحيدة التي توفر القواعد الحالية لذلك. وهذا بالاضافة الى دراسة حلول واقتراحات قدمتها شركة «ملينيوم» لاستخدام تقنيات الاتصالات لتوفير خدمات باستخدام بروتوكول الانترنت لنقل البيانات والفيديو (Video and Data over IP)، وذلك لتمكين المستهلك العربي من الاستفادة من هذه التقنيات واستخدامها مع الدول المتقدمة.

* مستقبل الإنترنت في العالم العربي

* وفي سبيل العمل على وضع البنية الاساسية التي تشجع المجتمع العربي على المشاركة بفعالية في مجتمع الانترنت العالمي، اقترح الدكتور النجار مجموعة من الخطوات، من بينها توسيع نشر الصفحات العربية على الشبكة العالمية، حيث انها لا تشكل حاليا أكثر من واحد بالمائة من اجمالي الصفحات المنشورة بكل اللغات. وزيادة المواقع السياحية لحجز الفنادق والرحلات وتشجيع الاستقطاب العالمي للسياحة العربية، وتنظيم وضع الجامعات العربية على الشبكة بما يشمل التسجيل للصفوف ودفع الاجور الدراسية والاستعلام عن الدرجات وغير ذلك من الامور الادارية. بالاضافة الى البدء بتوفير صفوف التعليم على الشبكة باستخدام تقنية نقل الفيديو على بروتوكول الانترنت اعتمادا على البنية التحتية المتوفرة أصلا. كما أكد على ضرورة العمل على نشر استخدام المكتبات العربية الالكترونية لايصال الكتاب لكل بيت عربي، وتوسيع الاستخدامات المصرفية على الشبكة وزيادة استخدام العملة الالكترونية المشابهة لتجربة الدينار التونسي والتي لاقت نجاحا فائقا لحد الآن، بالاضافة الى نشر فكرة الحكومة الالكترونية وتوفير الخدمات والمعاملات اليومية باعتماد الانترنت. وأشار الدكتور النجار الى ضرورة استخدام تقنيات بروتوكول الانترنت لنقل الصوت (VoIP) في العالم العربي، لما له من أثر على تحسين الاتصالات الدولية وتوفيرها باسعار زهيدة. ويرى النجار أن استحداث نظام مقايضة البضائع بين الدول العربية كخطوة اولى وباقي دول العالم في مرحلة لاحقة واعتماد نظام الدينار العربي الموحد الذي يستخدم للمقايضة الالكترونية فقط، هو أمر بالغ الأهمية، خاصة انه يتكامل مع تشجيع المصانع العربية والتجار على البيع والتعامل على الشبكة وتشجيع تصدير المنتوجات العربية وغيرها من البضائع والخدمات الى الخارج. وأكد الدكتور أسعد النجار أنه من الواجب على كل مواطن ومواطنة عرب ان يشاركوا بتعزيز المحتوى العربي، من خلال نشر تجاربهم في الحياة على الشبكة مهما كانت مجالاتها، كالطب والهندسة والعلوم والقانون والزراعة والصناعة والتجارة، وحتى ولو كانت على مستوى صفحات الطبخ والتدبير المنزلي التي تشارك بها المرأة العربية قريناتها في جميع أنحاء العالم العربي. وأضاف «والحمد لله فهناك الكثير من قصص النجاح العربي الالكتروني، مثل موقع «أين» الذي يوفر الكثير من المعلومات، وموقع «مكتوب» للبريد العربي، والكثير من البرامج المقدمة من قبل شركات مثل صخر. كما لا بد من الاشادة بمحطات الاذاعة والتلفزة العربية التي تبث برامجها على شبكة الانترنت».

* اللغة العربية والإنترنت

* وردا على معارضي استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات في الانترنت بحجة أن الأحرف الانجليزية تفي بالحاجة، أكد الدكتور أسعد النجار على أن هذا الأمر هو ضرب من الوهم، وقال الواقع يقول ان الحروف الانجليزية غير كافية بتاتا لتمثيل الكلمات العربية لأنها تعجز أصلا عن تمثيل حروف عربية في منتهى الأهمية كالضاد والطاء والحاء والخاء والعين والغين والهمزة. وكم من المواقع العربية شوهت الحروف الانجليزية اسمه حتى اختل نطقه بشكل عجيب. وأضاف «أنظر الى الأمم الأخرى وقد احتضنت تقنيات أسماء النطاقات بلغاتها ببالغ التفاني، فالصينيون واليابانيون يتهافتون على شراء أسماء نطاقاتهم بلغاتهم الأم بفخر واعتزاز، فهل نحن أقل منهم عزة؟ بالطبع لا، فكل ما في الأمر هو نقص الوعي لدينا بخطورة الأمر». وفي الوقت الذي ما زال يشكك فيه كثيرون من جدوى استخدام العربية في الانترنت بل ومحاربة هذا التوجه أصلا، كما يقول الدكتور النجار فان الاهتمام بين العديد من مستخدمي الانترنت من العرب على الحصول على أسماء نطاقات باللغة العربية لمواقعهم على الانترنت ما زال في تزايد، ويعلق على ذلك قائلا «فالتحدي هنا هو في تقديم حل يمكن متصفح الانترنت من كتابة أسماء المواقع باللغة العربية او بلغات متعددة، من دون اجراء أي تغيير على جهازه ومن دون أي تغيير في شبكة مزود خدمات الانترنت، حيث ان أي تغيير ولو كان بسيطا سوف يكون من الصعوبة بمكان تطبيقه لوجود بنية حالية قائمة من المستحيل تغييرها». وأهاب الدكتور أسعد النجار بالمواطنين العرب بأن يتفاعلوا ايجابيا مع الائتلاف من أجل تحقيق أهدافه في بناء المجتمع الالكتروني العربي، التي تصب في مصلحتهم جميعا، ودعاهم للمشاركة باقتراحاتهم أو أفكارهم من خلال موقع الائتلاف على العنوان:

http://www.arabicdomainname.org.