دراسة بجامعة حلوان المصرية تنبه: احترس من مواقع تراقبك على الإنترنت دون علمك

لغة الجافا تتنصت عليك صوتا وصورة * التأثير السلبي على الأمن القومي المصري محدود لقلة انتشار تقنيات المعلومات في المجتمع

TT

رغم ان تقنية الاتصالات والمعلومات أعطت مؤسسات العدل والقانون ما لم يعطه أحد من قبل، سواء من وسائل تحليل الصور وصناعة العدسات والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، وأتاحت قدرا هائلا من البيانات عن الاحبار والأصباغ ذات الأصل المعدني، واستخدام أجهزة التنصت والمراقبة التلفزيونية، وحتى استخدام الأشعة تحت الحمراء في اكتشاف اسباب الحريق، إلا أن هذه الايجابيات قابلتها سلبيات تقنية جعلت حتى من استخدام الاتصالات المحمولة جريمة الكترونية جديدة. وقد قدمت دراسة شاملة أعدها قسم الاجتماع بكلية آداب جامعة حلوان تحت عنوان «سلبيات تقنية المعلومات» أهم هذه السلبيات، والتي تقدم «الشرق الأوسط» تلخيصا لها في ما يلي:

* جاسوس بلغة الجافا ترصد الدراسة نماذج سلبية في توظيف تقنية المعلومات والاتصالات (علاقات اتصالات الانترنت)، وظهور خدمات متخصصة لمراقبة الزوار للمواقع المختلفة، تقدم لرواد المواقع احصائيات مجانية هائلة اعتمادا على معلومات لا يمكن ان يتخيل الزائر انها تؤخذ عنه من دون علمه، وكان أهم هذه الخدمات هي خدمة Htbox، التي تظهر على هيئة اعلان عادي على صفحة الانترنت إلا أنها تجمع المعلومات التي يرسلها المتصفح لتشكيل قاعدة بيانات حقيقية عن زوار المواقع، لتصيغ تقارير عن اهتمامات الزوار حسب اللغة والبلد والوقت، وتقارير أخرى مختلفة من دون ان يحس بها زائر المواقع ودون ان يظهر شيء على شاشته. ويتم ذلك بأن يصمم مدير الموقع برنامجا صغيرا بلغة «جافا» (Java) أو يطلب البرنامج ويضمنه أوامر التجسس التي يريدها ويضعه على احدى صفحات موقعه لتتم العملية في لمح البصر قبل أن يحس بها المستخدم، ومن دون أن تترك أي أثر لها. وتكمن الخطورة في انها قد تظهر على أي صفحة من دون إذن المستثمر او المستخدم بحيث لا يمكن اعتراضها، حيث تكون الخطورة الأكبر في أن الموقع الذي يزوره المستخدم قد صمم أصلا لهذا الهدف، لأن هذه المعلومات يمكن ان تستخدم لاختبار طرق التأثير على الرأي العام، أو لايصال رسائل سياسية أو اجتماعية الى أناس محدودين على الانترنت، وفي الجانب المقابل اذا استخدمت تلك التقنيات الخاصة بالتجسس على مواقع التجارة الالكترونية فقد تعكس تهديدا لأمن المجتمع الاقتصادي للزائر ولأنها تتيح معرفة المواضيع التي يعنى بها.

* جواسيس الدردشة والحوار

* تأتي خدمات الحوار المباشر (Chatting) كأحد سلبيات الاستخدام للتقنية المعلوماتية على أمن المجتمعات فهذه الخدمة شائعة على الانترنت لدى أغلب المستخدمين لأنها تؤمن لهم الاتصال بأصدقاء في أماكن بعيدة خلال التحاور من خلال النصوص (Textchat) أو الفيديو أو المؤتمرات الفيديوية (VideoConference). إلا أنها قد تستخدم لارسال تقارير مفصلة ودقيقة عن التحركات والصفحات التي يزورها كل مستخدم، وكذلك كلمات السر التي يستخدمها ورسائل البريد التي يتلقاها، وساعات اتصاله بالشبكة وسرعة الاتصال، ونوع الوصلة المستخدمة. وتشير أحدث الاحصائيات الى ان متسللين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 عاما تمكنوا من دخول 26 موقعا خاصا في الولايات المتحدة وخارجها، وكانت لديهم لائحة تضم الأوامر الخاصة بها، وهي معلومات قد تهتم جهات مختلفة تعرف كيف تستفيد منها بشرائها.

* الاستخدام غير الاخلاقي

* تشير دراسة اميركية أجريت عام 1998، إلى وجود ما لا يقل عن 200 ألف شخص تتراوح اعمارهم ما بين 18 و19عاما في الولايات المتحدة الاميركية يدمنون زيارة مواقع اباحية وغرف الدردشة الجنسية على الإنترنت. وتشير الدراسة إلى أن ما يحدث في غرف الدردشة هذه لا يمت بصلة للواقع العربي، كما يدخل ضمن الاستخدام غير الاخلاقي. وأشارت كذلك إلى ما قامت به بعض الصحف عبر الانترنت من حملة منظمة تحت عنوان «احماء جنسي استعدادا لاولمبياد سيدني 2000» الماضية، حيث تم الترويج لتجارة الدعارة، كما اشارت دراسة أجرتها مجلة «ويتشن» الى خطورة الاستشارات الطبية غير الاخلاقية عبر الانترنت حيث وصف أحد المواقع حبوب فياغرا كعلاج للجنس لمريض في حين انه كان مصابا بالقلب، كما وصفت 5 مواقع أخرى دواء «زينيكال» وهو علاج خاص بتخفيض الوزن لمريض رغم انه غير مسموح له بأخذ ذلك الدواء. كما ساعدت تقنية الاتصالات والمعلومات عبر الانترنت على ارتفاع عدد مواقع التفرقة العنصرية، وإدعاء تفوق الجنس الأبيض من موقع واحد على الانترنت عام 1995 باسم «ستورم فرونت» الى أكثر من 2000 موقع الآن للعنصرية والنازية الجديدة.

* الأمن القومي والأنترنت

* وترصد الدراسة نجاح أجهزة الأمن في تطوير أجهزة الرقابة الالكترونية التي تثبت على أجساد المجرمين، والقياس الحيوي للأحماض النووية، التي تمكن من التعرف على الافراد بالاستعانة بالأدلة حسب تطابق صور قرنيات العيون وبصمات الاصابع، وذلك لتتبع مجرمي الاحتيال عبر الكومبيوتر. كما أوضحت أن شبكة الانترنت أوجدت هوة واسعة بين اغنياء الدول المتقدمة وفقراء الدول النامية، بسبب صعوبة الحصول على التقنية، وتضرب بشركة «واندودلر. بنت» الموجودة في منهاتن بنيويورك مثالا على ذلك، إذ أن لديها وحدها من الهواتف ما يعادل هواتف قارة افريقيا كلها باستثناء دولة جنوب افريقيا. كذلك ترصد الدراسة وجود تحديات تواجه عمليات مكافحة تجارة المخدرات في الأمم المتحدة، إذ أن الانترنت أصبحت وسيلة لترويج وزراعة المخدرات والاتجار فيها. وبشأن محاذير عصر المعلومات والأمن القومي المصري، تقول الدراسة أنه من ناحية واقع الاستخدام وأمن المجتمع بوجه عام، فإن أثر استخدام تقنيات الكومبيوتر التي دخلت مصر منذ عقد مضى محدودة، حتى في الجوانب السلبية التي تؤثر على الأمن القومي، ولم تشعر مصر بقوة بآثار استخداماتها الايجابية في مجال نظم المعلومات، كما لم تؤثر على زيادة الانتاجية في المجتمع بشكل ملموس. وما زالت مصر تغرق في مشكلات النظافة والمرور والصحة والرواتب والتموين والمستوى التعليمي المنخفض، وننسى ان هذه المشكلات مرتبطة بضرورة تنمية الاهتمام المجتمعي الشامل بأهمية دور التقنيات الخاصة بالمعلومات والاتصالات في حياتنا اليومية، باعتبارها تقنية متطورة، وكذلك تطوير منظومة ادارة الاقتصاد والمجتمع تطويرا شاملا. كذلك فإن اهم المعوقات التي تعمق الفجوة التقنية واستخداماتها الايجابية أو السلبية في واقع المجتمع المصري وتحد من انتشار التقنيات فيه، ارتفاع اسعار المكالمات الهاتفية، وارتفاع اسعار البرمجيات الاصلية، وضعف متوسط الدخول لدى الشريحة الأعظم من سكان البلاد.