تقنية جديدة لضغط صور JPEG وجعلها أوضح للمساعدة على تسريع تحميل مواقع الإنترنت

TT

ستخضع تهيئة الضغط التي تقلل حجم الصور من أجل تسهيل نقلها عبر الإنترنت هذا العام، إلى جراحة تجميلية كان من المفترض إجراؤها منذ فترة طويلة، والتي من شأنها أن تساعد مستخدمي الويب الذين تزعجهم فترات التحميل الطويلة والصور غير الواضحة، كما أنها تعد مصممي الويب بالمزيد من المزايا. المعيار الحالي المعروف بالاختصار JPEG (اختصار عبارة Joint Photographic Expert Group) أو معيار «مجموعة خبراء التصوير المتحدين»، ظهر أول الأمر في أواخر الثمانينات، وقد كان مبنيا بشكل أساسي على تقنية السبعينات من القرن الماضي. ويعمل هذا المعيار عن طريق ضغط الصورة إلى كتل بحجم 8x8 نقطة ضوئية Pixel تشفر ومن ثم تحفظ في ترتيب رقمي.

ويقول د. دانييل لي، مسؤول التقنية الرئيس لمنطقة آسيا في شركة «ياهو»: «في معظم الأحيان يعتقد مستخدمو الإنترنت عبر شبكات الطلب الهاتفي أن تحميل ملف JPEG سيستغرق وقتا طويلا جدا. وفي الحقيقة ليس أمامك خيار إلا الانتظار إذا ما كنت تود مشاهدة الصورة». وكان د. لي معنيا بتطوير المعيار الجديد، وعمل لهذه الغاية كرئيس لمجموعة من الأكاديميين والخبراء في هذا المجال قامت بابتكار التهيئة الجديدة التي سميت JPEG نسبة للعام الذي أصبحت فيه جاهزة.

الفرق الرئيسي بين معيار JPEG وسابقه هو ما سماه د. مايكل دبليو مارسيلن، عضو لجنة التطوير «الطريقة الوافية». ويقول مارسيلن، وهو أستاذ هندسة الكومبيوتر والإلكترونيات في جامعة أريزونا: «لا يدفعك المعيار الجديد للقبول بالصورة على مضض».

وتستخدم تهيئة JPEG تقنية الضغط المُوَيجي (WaveletCompression)، الذي يشفر الصورة ويرسلها في تدفق مستمر مما يُعطي كثافة نقطية Resolution أعلى للصورة عندما تفتح. ولذلك، يستطيع المستخدمون لمستعرضات الويب المجهزة للتعامل مع صور JPEG أن يختاروا تحميل ما يناسب حجم الشاشة أو سرعة الاتصال بالإنترنت لديهم فحسب.

ويعلق مارسيلن على هذا الأمر بقوله: «سيحصل الشخص الذي يستعرض الويب من خلال كومبيوتر كفي متصل بالإنترنت لاسلكيا على ما هو أساسي فحسب، بينما سيحصل الآخر، الذي لديه شاشة بقياس 21 بوصة وسرعة اتصال عالية بالإنترنت، على كل شيء».

ويمكن بتقنية الضغط المويجي تخفيض الوقت اللازم لتحميل صورة JPEG إلى النصف. وبما أن الصورة ذات الكثافة النقطية العالية هي مجرد نسخة مختلفة من ملف الصورة نفسه، يمكن للمستخدم تقريب وإبعاد Zoom in out أو تدوير أو قطع حواف الصور أثناء وجودها على المستعرض ومن دون الحاجة إلى إنشاء ملف جديد لها. فيمكنك النظر إلى صورة جوية لمدينة نيويورك، على سبيل المثال، وتقرب وتبعد الصورة إلى المستوى المطلوب دون أن تفقد الكثافة النقطية العالية، مثلما لو كنت تستخدم العدسة المكبرة في وثائق «أدوبي أكروبات» AdobeAcrobat. ويقول ديفيد توبمان، العضو في لجنة التطوير والمحاضر في جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا: «إن المعيار الجديد يستبدل النموذج الحالي المتعارف عليه في التحميل والعرض بآخر يُتيح المجال أمام المستخدمين للتعامل مع الصورة بطريقة تفاعلية».

ووفقا لتوبمان فإن من الفوائد التي يجنيها أصحاب الكاميرات الرقمية إمكانية أن تتيح تقنية JPEG لهم أن يخفضوا قليلا جودة الصور المحفوظة ليستطيعوا وضع صور أكثر على قرص الكاميرا بدلاً من حذف صورة لإيجاد مساحة أكبر.

كذلك سيرى المستخدمون صورا أكثر حدية بوساطة معيار الضغط الجديد، لا سيما إذا كانوا يستخدمون شاشات ذات كثافة نقطية عالية واتصالا سريعا بالإنترنت. وحاليا، فإن بعض التفاصيل تختفي من الصورة عندما يتم ضغطها لتقليل حجم الملف، ما يؤدي عادة إلى ظهور علامات أو بقع غير طبيعية حول حواف عنصر ما في الصورة عندما يُفتح الملف.

وبالنسبة لمصممي الويب، يوفر JPEG ميزتين لحماية الصور: الأولى آلية تجعل من الممكن قفل الصور ما يسمح لمواقع الويب، على سبيل المثال، أن توفر لزوارها صورا منخفضة الجودة بالمجان، لكن مع فرض رسوم على المستخدمين الذين يريدون أن يروا صوراً ذات جودة عالية. أما الميزة الثانية فهي أن JPEG ستسمح للعلامات المائية غير المرئية أن توضع على الصورة والتي ستبقى موجودة حتى إذا تم تغيير حجم الصورة أو لصقها في وثيقة أخرى.

ورغم أن معيار الضغط الجديد قد أنهي العمل به، إلا أن الاختبارات ما زالت جارية لمشغل إضافي سيسمح للمستخدمين أن يروا صور JPEG على مستعرض الويب نتسكيب نافيغيتر أو إنترنت إكسبلورر. ولن يكون هذا المشغل المجاني متاحا على نطاق واسع حتى أواخر الصيف أو في الخريف المقبل، حسبما يقول مارسيلن.

ويتوقع لكلا المستعرضين أن يتضمنا هذا المشغل في إصداراتهما المستقبلية. كما أن أجهزة مثل الكاميرات الرقمية والطابعات، وبرامج مثل «أدوبي فوتوشوب»، يتوقع لها أن تستخدم هذا المعيار الجديد في المنتجات التي ستشحن هذا الخريف أو في مقتبل العام المقبل.

* خدمة أخبار «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»