نظم CDMA المقسمة الشفرات قد تحيل نظم «جي إس إم» إلى التقاعد المبكر

TT

دعا خبراء الاتصالات المصريون وزارة الاتصالات وشركات الاتصالات الجوالة الخاصة، إلى إدخال تقنية الشفرة المقسمة متعددة النفاذ CDMA في شبكات الهاتف الجوال بمصر والمنطقة العربية لما لهذه التقنية من عوائد فنية وتقنية متقدمة تفوق نظام «جي إس إم» GSM وتسمح باعطاء كل الحيز الترددي (BandWidth) وتخصيص شفرة معينة لكل مستخدم، وكذلك تحقيق عوائد اقتصادية إيجابية خاصة في التكاليف الكلية للشبكة وتكاليف التشغيل، مما يعود على العميل والشركة صاحبة الشبكة بالنفع.

وقد تماشت نتائج الدراسات المصرية في هذا الصدد مع نتائج الدراسة العالمية التي أعدتها مكاتب «تليمنت موبايل»، و«انردو كونسلتينغ»، بمشاركة شركات جوال مثل «فودافون» و«كوالكم» و«تيلكوم» ايطاليا، و«سيمنز» وSFR، وكلها أكد على أن النظام الجديد أوفر من نظام «جي إس إم» من ناحية التكاليف الكلية للشبكة وتكاليف التشغيل.

ويشرح الدكتور احمد الشربيني مدير المعهد القومي للاتصالات بالقاهرة نظام CDMA بأنه نظام يتميز عن النظم الأخرى المناظرة له مثل FDMA وTDMA، بزيادة في السعة لعدد المستخدمين على الشبكة، وبمزيد من الأمان في نقل المعلومة، وكذلك سهولة المناولة، بالإضافة إلى توافقيته مع النظم الأخرى، مثل نظام AMPS العاملة في الولايات المتحدة، حيث توجد 3 أنواع من CDMA، الأول ويسمى DSCDMA ويتم من خلال عملية منطقية للمعلومات الرقمية مع تتابع رقمي معين، فينتج إشارة ذات حيز ترددي واسع، وبالتالي يحدث ما يسمى بالانتشار الطيفي. والنوع الثاني FHCDMA وفيه يتم تعريف التردد اللحظي الذي يتم الإرسال عليه بواسطة تتابع رقمي معين، ويمكن تقسيمه لنوعين، أحدهما سريع والآخر بطيء، أما الثالث فيطلق عليه THCDMAويتم خلاله تعريف لحظة الإرسال بواسطة تتابع رقمي معين، ويشير إلى إمكانية عمل دمج بين أكثر من نوع من تلك الأنواع السابقة، ولكن النظام من نوع DSCDMA هو المستخدم حاليا في الجيل الثاني والثالث للهاتف الجوال.

ويلخص الدكتور بهنسي نصير، أستاذ ورئيس قسم التراسل والشبكات بالمعهد القومي للاتصالات، الخصائص الأساسية لنظام CDMA في عدة نقاط، الأولى سعة النظام، فهي أكبر من مثيلاتها العاملة بالنظام التماثلي أو العاملة بالنظام الرقمي «ديجيتال»، مثل «جي إس إم» الأوروبي العامل حاليا في مصر، وهذه الزيادة في السعة تمنح إمكانية تشفير وتشكيل لمستخدم هذه النظم، بالإضافة إلى خاصية إعادة استخدام الطيف الترددي لكل محطة، ومن ناحية جودة الخدمة فيتميز CDMA باستخدام المستقبل المتعدد الذي يقوم بعمل دمج لأكثر من إشارة مستقبلة لتحسين جودة الخدمة، أما المميزات الاقتصادية فان CDMA أكثر وفرا لكل من المستخدم ومقدم الخدمة، لأنها من وجهة نظر مقدم الخدمة تعمل على عدد أقل من المحطات من تلك المطلوبة في حالة نظام «جي إس إم»، وبالنسبة للمستخدم فإنها تستهلك قدرة كهربية أقل، وبالتالي تعطي وفرا في البطارية واستهلاكها، وكذلك في أسعار العدد الهاتفية نفسها.

ويشرح الدكتور نصير مكونات نظام شبكات CDMA الأساسية بالجزء الراديوي للهاتف الجوال، والجزء الخاص بمعلومات المشتركين، وجزء الشبكة الراديوية وجزء المبادلات وقواعد البيانات.

وتشير دراسة اقتصادية فنية حول اقتصادات نظامCDMAأعدتها لجنة رفيعة المستوى من خبراء وزارة الاتصالات والمعلومات أن تكلفة الخدمة أقل من مثيلاتها للمستقبل، ومن ناحية تكلفة نقل المعلومة وحتى من جهة تكلفة جهاز الجوال، وتشير الدراسة أيضا إلى أن تكلفة سنترالات الجوال لشبكات هذا النظام تكلف تقريبا 25 دولارا للمشترك الواحد، ومن ناحية عدد العاملين للتشغيل فانه أقل من شبكات نظام CDMA نظرا لأنها لا تحتاج إلى تخطيط ترددات وان عملية التخطيط فيها أبسط كثيرا.

* حدود أمان أقل 100 مرة من المطلوب

* ويشير المهندس هشام البدوي، خبير نظم السنترالات بوزارة الاتصالات، إلى أن القدرة المغناطيسية المنبعثة من الأجهزة أقل بعشرة أمثال من تلك المنبعثة من الأجهزة المستخدمة في «جي إس إم» مثلا، ولكن ينصح عادة بعدم إطالة مدة المكالمة الواحدة لان الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من جميع محطات الجوال لها تأثير حراري فقط، وذلك لأنها تعمل في حيز ترددي له خواص تحويل الطاقة الكهرومغناطيسية الممتصة بواسطة الخلايا إلى طاقة حرارية، وليس لهذه الموجات أي تأثير متأين أو كيماوي على الخلايا.

ويضيف البدوي ان القيم الحقيقية للتعرض تكون أقل بكثير (حوالي 100 مرة) من الحد الأقصى للأمان، وذلك لسببين، الأول ارتفاع الأبراج الذي يبلغ أحيانا 45 مترا، والثاني أن مواد البناء الخرسانية بالمباني تعمل على تقليل القدرة الكهرومغناطيسية النافذة من خلالها.