نقاط البيع الذاتي.. بين التوفير في العمالة والخوف من السرقة

TT

قامت سلاسل المتاجر الكبرى الرئيسية قبل ست سنوات باختبار أنظمة البيع الذاتي التي تسمح للزبائن أن يتحققوا من سعر السلع بأنفسهم ويحاسبوا عليها. الفكرة بسيطة: يقوم المتسوقون بأخذ السلع التي يريدون شراءها ويمسحونها إلكترونيا باستخدام الجهاز ويدفعون ثمنها نقدا أو بوساطة البطاقة الائتمانية، ثم يخرجون من المتجر من دون تبادل عبارات المجاملة مع الباعة.

وفي الغالب فإن هذه التقنية غير متاحة على نطاق تجاري، لكن الأمر قد يستغرق بضع سنوات ليتم تصميم نظام سهل الاستخدام وضد السرقة يمكن أن تقبله المتاجر الكبرى. معظم الأنظمة متشابهة وتستخدم الصوت المُسجل والعلامات المرئية على شاشة تعمل باللمس لترشد المشترين خلال العملية. في المحصلة النهائية، يستخدم معظم المتاجر معايير يمكنها أن تكشف محاولات السرقة للبضاعة التي لم يقرأها الجهاز.ومن خلف الكواليس، تعمل كل نقطة بيع ذاتي مع الجهاز الخادم لشبكة المتجر، إذ تجمع السلع وترسل معلومات المبيعات إلى قواعد بيانات المحاسبة والمستودعات تماما كما لو كانت العملية تتم من قبل الصراف.

ولفهم فوائد أجهزة البيع الذاتي بالنسبة للزبائن، عليك ألا تنظر لأبعد من الأسماء القوية التي يطلقها المصنعون على أنظمتهم، إذ يطلق أهم ثلاثة مصنعين وهم «أوبتيمال روبوتكس» (Optimal Robotics) و«إن سي آر» (NCR) و«بي إس سي» (PSC) على أنظمتهم الأسماء: «يو سكان» (UScan)، و«فاست لين» (Fast Lane) و«كويك تشيك» (Quick Check) على التوالي.

في العادة، فأن الصرافين المدربين يقومون بمسح السلع إلكترونيا وتغليفها بشكل أسرع من أي مشترٍ مهما كان متحمسا. لكن السرعة الفعلية لنقطة البيع الذاتي هي جزء من القصة فحسب، إذ إن هناك تأثيرات نفسية لهذه الأنظمة: فطالما يأخذ المتسوق الأمر على عاتقه سيصبح إنجاز العمل أسرع، وعندما تكون هناك صفوف من الناس تنتظر من أجل المحاسبة، فلا بد أن نظام البيع الذاتي سيكون أسرع كذلك.

وتعد هذه الأنظمة مكلفة، فنظام «كويك تشيك» من «بي إس سي» على سبيل المثال يكلف 125 ألف دولار تقريبًا لأربعة خطوط ومحطة مساعدة، وهذا السعر لا يتضمن التركيب. لكن هناك ميزات أخرى للنظام تعود على المتاجر بالنفع والفائدة ما يجعله يستحق مثل تلك التكلفة.

فمسألة الحصول على موظفين يمكن الاعتماد عليهم في تشغيل خطوط أو نقاط البيع التقليدية أمر صعب، سيما في المتاجر التي تعمل على مدار الساعة. لكن أجهزة البيع الذاتي ليست آلية تماما، فنظام «يو سكان» من «أوبتيمل روبوتكس» مثلا، يحتاج إلى موظف لمراقبة النّشاط في مجموعة محطات البيع الذاتي الأربع، وبالتالي تقدم هذه المحطات خدمات كثيرة مقابل حاجة قليلة إلى العمالة مقارنة بنقاط البيع التقليدية. وتقدّر «أوبتيمل روبوتكس» أن «توليفة» المحطات الأربع مع عامل واحد تقدم مستوى من العمل يضاهي عمل موظفين لمدة 150 ساعة عمل إضافية أسبوعيا، ما يعني أن هذه الأنظمة يمكن أن تستعيد رأس مالها في تسعة أشهر، على حد قول الشركة. ولا يعتبر هذا الأمر مفاجئا، فالعديد من المتاجر الكبرى مثل «كروغر» و«ألبيرتسون» و«ميجر» و«جاينت» و«إيه آند بي»، قد احتضنت هذه التقنية، وهي تنتشر الآن لمنافذ البيع الأخرى متضمّنًة المرافق العامة والصيدليات والمحلات الكبرى مثل «كيمارت» و«بي جيه هولسيل كلوب» و«هوم ديبوت».

وحتّى الآن، تنتشر هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في أميركا الشمالية، لكنها بدأت في التوسع إلى مناطق أخرى أيضا. ورصدت أنظمة «إن سي آر» و«بي إس سي» اهتماما رائعا في أوروبا وشرق آسيا. بينما الاهتمام الأكبر يتمثل بمرحلة التقييم والبرنامج الإرشادي، فإن ذلك الاهتمام يتبع طريقة اعتماده في المتاجر الأميركية. وقبل أقل من ثلاث سنوات كان هناك عدة مئات فقط من نقاط البيع الذاتي في الولايات المتحدة، لكن تبين أحدث الإحصائيات أنه يوجد الآن أكثر من 10 آلاف نقطة بيع تعمل بهذه الأنظمة.

بالتّأكيد، يكره المشترون الانتظار في الصفوف لكن على القليل منهم أن ينتظموا بها بعد الآن.

* نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»