إعلام تقنية المعلومات المصري مازال محدودا وتقليديا وعاجزا عن ملاحقة التطور

صعوبة الحصول على التراخيص والتكلفة المرتفعة وضعف التمويل تعترض التوسع في إصدارات جديدة

TT

رغم ان حجم سوق تقنية المعلومات في مصر يتجاوز نحو 700 مليون دولار، وان هذا القطاع مؤهل لقيادة الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل المؤشرات الجديدة التي تنبئ بمعدلات نمو جيدة تتراوح بين 20% و25% في مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصية ومستخدمي الانترنت، علاوة على طفرة مماثلة في قطاع البرمجيات والاتصالات، وكذا زيادة في حجم الاستثمارات والشركات المنضمة سنويا لهذا القطاع الحيوي، رغم كل ذلك الا ان إعلام تقنية المعلومات المصري لاسيما المقروء منه، مازال عاجزا عن ترجمة هذا النمو ومعايشة المشاكل التي يعاني منها في مستوياته المختلفة، بداية من العميل المنتظر الراغب في دخول عالم الكومبيوتر ومرورا بالمستخدم العادي والمبرمج والشركات المتخصصة في ابحاث التطوير، ووصولا الى صانع القرار في الجمعيات المسؤولة. ولغة الارقام تشير حسبما يقول رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير مجلة «عالم الكومبيوتر» هشام نجيب الى أن اجمالي المجلات المتخصصة في مجال الكومبيوتر وتقنيه المعلومات والبرمجيات في مصر لا يتجاوز 7 مجلات هي «لغة العصر» و«عالم الكومبيوتر» و«مرشد الكومبيوتر» و«انترنت شوبر» و«أون لاين» و«ادفيزون B. C. A». ومجلة «سوق العصر» التي صدرت منذ فترة قريبة، موضحا ان كل الدوريات السابقة تصدر بتراخيص اجنبية فيما عدا لغة العصر التي تصدرها مؤسسة الاهرام. واعترف نجيب بأن محتوى هذه المجلات مازال فقيرا، في حين ان سوق تقنية المعلومات في مصر والوطن العربي يستوعب عشرات المجلات المتخصصة الاخرى، موضحا ان معظم المجلات تركز على الهدية المجانية الموزعة مع العدد بصرف النظر عن المضمون والمحتوى الوارد في المجلة، كما ان بعض هذه المجلات يتعمد ترجمة اجزاء من موضوعات في مجلات اجنبية متخصصة دون مراعاة اذا كانت هذه الموضوعات تناسب مستخدمي الكومبيوتر وشركات تقنية المعلومات والبرمجيات المصرية. وقدر نجيب توزيع كل مجلة بنحو 100 الف نسخة في العدد الواحد، علما بأنه لا توجد مؤسسات للتحقق من الانتشار في مصر.

واضاف ان السوق المصرية التي تنمو بمعدلات كبيرة في كل مجالات تقنية المعلومات، وينتظرها مستقبل طموح، يستحق إعلاما اكثر جدية وموضوعية تساند العاملين ومستخدمي الكومبيوتر والشركات المتخصصة في الابداع والابتكار والتطوير، مشيرا الى ان معظم الإعلام المتعلق بتقنية المعلومات في المجلات والصحف المصرية يركز على الموضوعات الترفيهية والعاب الكومبيوتر الجديدة ونغمات المحمول التي يمكن ارسالها واستقبالها عبر الانترنت باستخدام أجهزة الكومبيوتر الجديدة، علاوة على عناوين مواقع الاثارة والمنوعات والاغاني والفيديو كليب.

وعلل مسؤول بشركة «أون لاين» قلة وتواضع معظم إعلام تقنية المعلومات في مصر، بصعوبة الحصول على التراخيص اللازمة للتوسع في صدور اصدارات جديدة، علاوة على التكلفة المرتفعة للغاية لهذه النوعية من المجلات التي تحتاج الى ورق وطباعة والوان واجهزة حديثة لاخراجها بالشكل المناسب، كما اشار الى ان هذه التكلفة تنعكس بالطبع على سعر معظم المجلات الذي يتراوح ما بين 8 جنيهات و25 جنيهاً (1.7 و5.4 دولار) وهي اسعار محبطة لمعظم الشباب الراغبين في زيادة معلوماتهم في مجال تقنية المعلومات. واضاف ان الكثير من مستخدمي الكومبيوتر لا يهتمون بقراءة المجلات المتخــصصة ويفــــــضلون دخول الانترنت والاطلاع على احدث المعلومات والبيانات في معظم مجالات المعرفة، موضحا ان مجانية الانترنت ستؤدي الى تكريس هذا الوضع وزيادة صعوبة المأزق الذي تعانيه مجلات الكومبيوتر المتخصصة في مصر، وتابع ان مجلات الكومبيوتر وتقنية المعلومات المصرية تصدر شهريا فيما عدا مجلتي أدفيزون وB.C اللتين تصدران كل اسبوعين.

وقال حسام عبد الحميد رئيس تحرير«انترنت شوبر» ان اصدار مجلة متخصصة في الكومبيوتر للاطفال مسألة صعبة غير ذات جدوى اقتصادية، غير انه من الممكن تخصيص صفحات معينة لهذه الفئة تهتم بزيادة ثقافتهم في هذا المجال الحيوي، ومنحهم برامج تدريبية تنمي قدراتهم في مجال الكومبيوتر والانترنت وتقنية المعلومات بصفة عامة، وانتقد حسام تركيز الاهتمام بالاطفال في هذا المجال على العاب الكومبيوتر فقط.

واضاف عمرو الحجاوي مدير الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات، ان شركات الكومبيوتر والاتصالات والبرمجيات المصرية والعربية مدعوة لضخ جزء من رأسمالها في مجال الاعلام عن تقنية المعلومات، مؤكدا ان الاستثمار في هذا المجال سيسمح باصدرات قوية بأسعار في متناول دخول الافراد، وبالتالي يمكن محو امية تقنية المعلومات خاصة في مجال الكومبيوتر والانترنت، وشدد على ان يكون الاستثمار في مجال إعلام تقنية المعلومات متنوعا يشمل المقروء والمرىء والمسموع.

واضــــاف علاء غاوي، احد ناشري مجلة «سوق العصر»، ان المجلة الجديدة تهتم برصد الاوضاع في سوق مكونات الكومبيوتر المصرية وتمنح القارىء فرصة للتجول في هذه السوق عـــــبر صفحاتها، حــــيث تعرض اسعار تلك المكونات ومدى ملائمتها للمستخدم وجودتها، كما تحذر من اية مكونات غير اصلية تظهر في السوق، علاوة على انها تكشف الشركات المتلاعبة في سوق الكومبيوتر التي تدار من خلال شقق مفروشة مؤجره بشكل مؤقت وتمارس نشاطها في اشهر الصيف حيث يزداد الطلب على شراء الكومبيوترات الشخصية، موضحا انه جرى طبع 70 ألف نسخة من المجلة في عددها الاول ومن المنتظر ان تزداد النسخ حسب الاقبال على الشراء.