ميلاد أكبر مدينة لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات في اليمن

TT

يعد تدشين المرحلة الاولى من مشروع مدينة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات انطلاقة حقيقية لليمن في مجال تقنية المعلومات بمفهومها الشامل والمتكامل، بالنظر لمكونات المشروع واهدافه وآليات عمله باعتباره جزءاً من البرنامج الوطني لتقنية المعلومات، والذي سيفضي في محصلته النهائية الى ما يعرف بالحكومة الالكترونية.

ومدينة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات كمشروع حيوي، يجري تنفيذه على مرحلتين، هو في الواقع عبارة عن مجمع تقني متكامل يمتد على مساحة 100 الف متر مربع، ويجمع بين عناصر البحث والتدريب والصناعة المتصلة بتقنية وتكنولوجيا المعلومات، ويهدف الى نشر الثقافة المعلوماتية وجعلها جزءا من عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية من ناحية، ويهيء لقيام صناعة متطورة في مجالات البرمجيات وتجميع اجهزة الكومبيوتر واعداد كوادر بشرية مبدعة في ميدان تقنية المعلومات.

وتضم هذه المدينة، التي تكلفت مرحلتها الاولى 2.3 مليار ريال يمني عددا من المرافق والمراكز الخاصة بصناعة ثقافة المعلومات ونشرها، مثل مركز رعاية المبدعين الذي يضطلع بتنمية العناصر الموهوبة في علوم الكومبيوتر. ويوفر الامكانيات كافة لهؤلاء لتطوير افكارهم وتنفيذها كمشروعات في مجال تقنية المعلومات، ويعد نواة لايجاد كادر بشري وقاعدة لصناعة البرمجيات وتقنيات اجهزة الكومبيوتر، وهو جزء من مركز صناعة البرمجيات وتطويرها بالمدينة والذي يجري تشغيله حاليا باشراف خبراء تونسيين، ويقوم بتدريب مجموعة من الكوادر المختارة على اساليب انتاج البرامج وانشاء شبكات الكومبيوتر والانترنت وانتاج الاقراص الليزرية، الى جانب تقديم الاستشارات الفنية الخاصة بتقنية المعلومات.

ومن مكونات مدينة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، شبكة تراسل المعطيات وهي شبكة متطورة تعمل بتقنية الالياف الضوئية وتغطي حاليا 85 في المائة من محافظات البلاد عبر 25 موقعا، وتتيح نقل المعلومات وتبادلها بين مختلف اجهزة الدولة والمؤسسات والبنوك والشركات والجامعات ومراكز الابحاث. واصبح بمقدور مختلف المرافق والمؤسسات تبادل البيانات والمعلومات فيما بينها بصورة ترفع كفاءة الاداء وتوفر المزيد من الوقت والجهد. الى جانب البوابة اليمنية للانترنت التي تقدم التسهيلات اللازمة للمستفيدين من شبكة المعلومات العالمية بسرعة وكفاءة عالية، وهي قادرة على استيعاب 38 الف مشترك كمرحلة اولى ترتفع مستقبلا الى 110 آلاف مشترك وتوفر الفرصة لدخول 15 جهة من القطاع الخاص لتقديم خدمات الانترنت على اساس تنافسي.

بالاضافة الى ذلك تضم المدينة مركز خدمات الانترنت الذي يقدم خدماته للمشتركين من الافراد والمؤسسات والشركات ومراكز الابحاث بجودة عالية وبتكلفة رمزية، تمكن مختلف شرائح المجتمع من الاستفادة من الامكانيات الهائلة التي توفرها شبكة المعلومات العالمية، ثم نادي الانترنت الذي تم تزويده بوسائل ومعدات تقنية متطورة، ليعمل على اعادة الاعتبار لخدمة الانترنت ويوفرها لاكبر قطاع من طالبيها من خلال تنظيم دورات تدريبية للطلاب ولموظفي مختلف المؤسسات والدوائر على كيفية التعاطي مع شبكة الانترنت، ويرتبط بعدد من مراكز الابحاث والمؤسسات العالمية على نحو يمكن الطلاب والباحثين من الحصول على المراجع والمعلومات في مختلف ضروب العلم والمعرفة وبسرعة قياسية.

كما هناك برنامج خدمة الريال الالكتروني التي دشنت اخيرا والتي ستمكن المواطن اليمني من تسديد فواتير معظم الخدمات الاساسية كالكهرباء والمياه والاتصالات عبر الانترنت، الى جانب امكانية شراء بطاقات الاتصال الدولية مسبقة الدفع والطوابع البريدية والاشتراك في خدمة الانترنت. ويعد اليمن ثاني بلد عربي يدخل هذه الخدمة بعد الجمهورية التونسية.

وخدمة «الاديو تكست» Audio Text هي خدمة صوتية آلية يتم الرد من خلالها على استفسارات المتصلين حول مختلف الموضوعات السياسية والاقتصادية والسياحية والطبية وخدمات السفر ورحلات الطيران ونتائج اختبارات الشهادات العامة وغيرها. وفيما يتعلق بنشر ثقافة المعلومات والمعلوماتية تصدر المدينة مجلة شهرية متخصصة تحت اسم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تهتم بنشر كل ما يتصل بهذا الميدان من انجازات علمية ومعرفية، وتحظى باهتمام ومتابعة شرائح واسعة من القراء، باعتبارها الوحيدة المتخصصة في مجال تقنية المعلومات. اما المرحلة الثانية من مشروع مدينة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتي يتوقع انجازها منتصف العام القادم بتكلفة تصل الى 3.5 مليار ريال يمني، فتضم اربعة ابراج ضخمة تخصص كمقرات للشركات العاملة في مجال تقنية المعلومات ومركزاً للمعايير والمواصفات الخاصة بالتجهيزات التقنية والمعلوماتية وبنكاً الكترونياً، ومجمعاً صناعيا لتجميع اجهزة الكومبيوتر ومجمع الحكومة الالكرتونية، الى جانب معرض دائم للشركات المتخصصة في انتاج الاجهزة الخاصة بتقنية المعلومات وتسويقها.

وتسعى ادارة المدينة الى استقطاب عدد من الشركات العالمية لانشاء مراكز تدريبية داخل مبنى المدينة، الى جانب الشركات الاربع التي تم اختيارها في المرحلة الاولى للاستفادة من برامجها وخبراتها والوقوف على احدث منجزات تكنولوجيا المعلومات.

ويراهن القائمون على مدينة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات على دور القطاع الخاص في دعم برامج البحث والتدريب والصناعة المتصلة بالمعلوماتية والارتقاء بالمشروع بالنظر لمردوداته العلمية والمعرفية والاقتصادية.