الموظفون يقضون 35% من وقتهم في البحث عن المعلومات لإنجاز أعمالهم

«آي بي أم» تنفذ 20 مشروعا لإدارة المحتويات الرقمية بمصر ومديرها يصف البيئة التقنية للشركات بأنها معقدة

TT

لاتزال عملية ادارة المحتويات الرقمية تمثل عائقا كبيرا لدى الآلاف من الشركات والجهات الحكومية المصرية، فرغم الطفرة الهائلة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات المصري وجهود وزارة الاتصالات والمعلومات في ادخال تطبيقات الحكومة الالكترونية في كل الوزارات والهيئات الحكومية، الا ان هناك قطاعاً عريضاً من الشركات والمؤسسات ما زال يعتمد على الطرق التقليدية في ادارة المحتويات عن طريق الفاكس والرسائل، الامر الذي يستنفد وقتاً طويلاً في البحث عن الملفات والمستندات. ويقدر الخبراء في مجال الصناعة ان الموظفين يقضون حوالي 35% من وقتهم بالبحث عن المعلومات التي يحتاجونها لانجاز اعمالهم، كما يرى البعض ان التكاليف المرتفعة لانظمة ادارة المحتويات الرقمية قد تكون عائقا في ادخال هذا النوع من الانظمة للمؤسسات والهيئات المصرية.

ويرى الخبراء انه يتوقع لسوق البنية التحتية الخاصة بادارة المحتويات ان يصل حجمه بحلول عام 2004 الى حوالي 10 مليارات دولار، كما ان 95% من 2000 شركة عالمية ستضع البنية التحتية بادارة المحتويات بحلول عام 2004. وعن السوق المصرية يقول المهندس عمرو توفيق مدير عام شركة «آي بي أم» مصر، ان هناك حاجة ماسة لايجاد نظام مرن لادارة المحتويات، خاصة ان العديد من الشركات لاتزال تقوم باعمالها بالطريقة التقليدية عن طريق ارسال الرسائل والفاكس، مشيرا الى ان امكانية الحصول على المعلومات المخزنة بطريقة عملية هو الفرق الوحيد بين انجاز العمل أو محاولة حفظ الملفات في مخزن، مؤكدا على ان نظام ادارة المحتويات يساعد الموظفين على استغلال اوقاتهم في خدمة العملاء بدلا من قضاء الوقت في البحث في خزائن الملفات. واضاف ان معظم الشركات في مصر تمتلك بيئة تقنية معقدة بسبب امتلاكها معلومات محفوظة في اجهزة كومبيوتر مختلفة الانظمة وبقدرات مختلفة وانواع عديدة من البيانات.

وكشف توفيق عن اصدار جديد من مجموعة برامج rContent Manager التي تتولى ادارة المحتويات الرقمية في المؤسسات بهدف تسهيل عملية استرجاع المعلومات والحصول عليها، بغض النظر عن موقعها، وهو الاصدار الثامن الذي يشمل امكانية تصفح المعلومات والصور والصوت والاشكال، كما انه يجعل عملية ادارة العمليات مجدية ماديا عن طريق تفعيل المعلومات الموجودة. كما يعمل النظام على امكانية حفظ مؤلفات ومحفوظات تاريخية تمثل الثقافة العربية من آلاف السنين، كصور يتم مسحها ضوئيا ومعالجتها رقميا وتخزينها على شبكة الكومبيوتر ليتم استخدامها بواسطة الجميع.

واشار الى ان النظام يساعد الشركات والهيئات بالسوق المصرية على حفظ المعلومات بشكل رقمي وتعزيز كفاءتها، كما انه سهل الاستعمال ويعطي الحصول على البيانات اسرع بنسبة 25% ، ويتيح للمبرمجين انشاء تطبيقات بقدرات اسرع بنسبة 30%.

من جانبه قال احمد شنب المسؤول عن برامجrContra Manager ان عدداً من الوزارات والشركات والمؤسسات الكبرى بدأت في ادخال نظم ادارة المحتويات الرقمية، مؤكدا ان الاصدار الثامن يتيح البحث عن كل المستندات والانترنت والرسائل البريدية من خلال واجهة واحدة، وبدأت الشركة بالتوسع في ادخال هذه الاصدارات للسوق المصرية، التي يبلغ عدد عملاء «آي بي أم» فيها 20 عميلا، ابرزهم وزارة الخارجية التي قامت الشركة بعمل نظام لها لادارة المحتويات يتيح لاكثر من 350 مستخدما الدخول على النظام في وقت واحد، والبحث عن الملفات والرسائل الالكترونية والمعلومات الخاصة بموضوع معين في الوقت نفسه. وتقوم «آي بي أم» كذلك بتنفيذ مشروع لوزارة العدل لتخزين مستندات القضايا ويساعد القضاة في الحصول على اية بيانات عن الاحكام السابقة، بالاضافة الى تنفيذ مشروعات اخرى مع مصر للطيران وبنك مصر وشركات بترول.

وكشف شنب عن مشروع يجري حاليا الاعداد لتنفيذه في مجال ادارة المحتويات الرقمية مع مكتبة الازهر وهو حفظ التراث والوثائق التاريخية الاسلامية والمخطوطات القديمة ونشرها على الانترنت.