شبكة إلكترونية للتصويت في المجلس الوطني الكردستاني

TT

بدأت قبل أيام قليلة في مدينة أربيل في كردستان العراق أعمال البرلمان الكردستاني (المجلس الوطني الكردستاني)، ومع أن هذا البرلمان يشابه في وظيفته أي برلمان في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه تميز عنها بأنه الأول من نوعه وواحد من البرلمانات القليلة في العالم الذي يعتمد على أحدث ما تقدمه تقنية المعلومات من أجل القيام بوظائفه وتسيير شؤونه اليومية، بالاضافة إلى إعتماده على نظام إلكتروني للتصويت في الانتخابات. وقد تحقق ذلك بفضل الأنظمة التي وضعتها شركة «بي ـ بلان إنفورميشن سيستمز» (B-Plan Information Systems) وهي شركة كردية مقرها بريطانيا، وشركة «زانين تيكنولوجيز» (Zanine Technologies) التابعة لها في كردستان. وتم تطوير هذا الحل التقني من أجل تزويد المجلس بكل متطلباته الحالية والمستقبلية من دون الحاجة إلى تحديث النظام لفترة طويلة. ويطرح المشروع الذي أعدته الشركة تقنيات حديثة ونظما مختلفة تشمل إدارة المؤتمرات، وتوزيع وإدارة البيانات والمعلومات، وأتمتة ومعالجة الأعمال، وتقنيات الإنترنت والإنترانت، بالإضافة إلى البنية التحتية اللازمة لتحقيق كل ما ذكر. وتم جمع عدد من المكونات البرمجية المعيارية لهذا المشروع الذي طُور باستخدام برمجيات أنتجتها «بي ـ بلان» خصيصا لتحل كافة المتطلبات الوظيفية، بما في ذلك تطبيقات البريد الإلكتروني، والبث المرئي المتدفق، وبث الصوت من خلال بروتوكول الإنترنت، والمؤتمرات الفيديوية.

ويتألف المشروع من مجموعة من العناصر مثل منصة تشغيل مركزية من «مايكروسوفت» وغيرها، بالاضافة إلى بوابة إلكترونية على الويب تابعة للمجلس، ونظام إداري وتنظيمي متكامل، وإدارة للمستندات، وأدوات لإدارة مواقع الويب، ومكتبة إلكترونية (تضم المطبوعات الإلكترونية والتسجيلات الصوتية والمرئية والصور)، وتتسم العديد من خصائص النظام بكونها تدعم تقنيات الويب.

أما من ناحية البنى التحتية، فتقع طبقة التشبيك في نواتها، فقد تم بناء سعة كافية في النظام من أجل خدمة الاحتياجات الخاصة بتطبيقات عرض النطاق الحالية والمستقبلية. ولتحقيق هذا الأمر فقد تم ربط سلسلة من المحولات الشبكية عالية الأداء بعضها مع بعض للحصول على نطاق اتصال واسع، وشبكة عالية المرونة توفر اتصالا أساسيا بسرعة غيغابيت واحد من البيانات في الثانية لكل الطوابق في المبنى ا في حين يتم توجيه الحركة في الشبكة عبر جدر الحماية التي تضبط حركة البيانات الواردة والصادرة. وقد تم تركيب أكثر من 220 نقطة تشبيك في الطوابق الستة لمبنى المجلس، استهلكت ما نحوه 15 كيلومترا من كوابل UTP، التي تسير صعودا وهبوطا في المبنى لتصل إلى غرفة التحكم الواقعة في الطابق الأول منه.

وعندما افتتح البرلمان الكردستاني مؤتمره كان أول ديمقراطية في الشرق الأوسط تستفيد من التصويت الإلكتروني. فبدلا من الإجراءات السابقة التي كانت تتطلب من الأعضاء رفع الأيدي كي يتم عد الأصوات بطريقة تقليدية، أصبح بإمكان أعضاء التجمع الوطني ببساطة الضغط على زر في وحدة المايكروفون ليتم حساب عدد الأصوات رقميا وعرضها في غضون ثوان قليلة على شاشة بلازما ضخمة بقياس 60 بوصة بالإضافة إلى شاشتي عرض بالبلور السائل مركبتين على مكاتب الرئيس وممثلي الضيوف. ويتألف نظام «سي دي إس ـ 200» الذي ركبته «بي ـ بلان إنفورميشن» في القاعة الرئيسة من 120 مايكروفون مشترك وقارئ البطاقة الإلكترونية ووحدة تصويت، جميعها يعتمد على إشارات التحكم رقمية. وتتيح شبكة مؤلفة من أربع محطات كومبيوتر إشراف كل من رئيس المجلس والمسؤولين الآخرين على عدد من الإجراءات البرلمانية المحددة.

* بطاقات إلكترونية للوصول والأمن

* ويتم تخزين معلومات كل نائب في رقيقة إلكترونية دقيقة مثبتة في بطاقة تحمل شريطا ممغنطا مطبوع عليها اسمه ورقم البطاقة، وتمنح هذه البطاقة وصولا إلى مايكروفونات القاعة كما أنها توفر الأمان أثناء التصويت، ويجدر بالذكر أنه لا يمكن تفعيل نقاط التصويت أصلا من دون استخدام هذه البطاقات. وبسبب توفر هذه البطاقات تم تفصيل برنامج التحكم وفقا لاحتياجات المجلس، فهناك مثلا شاشة تعرض حالة المايكروفون، وتظهر إلى جانب ذلك اسم العضو والرمز الخاص به، وكلها مأخوذة من البطاقة الإلكترونية، لذا فمن الممكن بسرعة معرفة النائب الذي يطلب الفرصة للحديث. وبالإضافة إلى ذلك يمكن للأعضاء تغيير مقاعدهم إن أرادوا، وهذه المرة أيضا وباستخدام بطاقاتهم، تتم الإشارة إلى التغيير الذي طرأ على أماكن الجلوس من خلال شاشة العرض. وتتمثل الميزة الكبرى لهذا النظام في أنه يسرع وبشكل كبير من عمليات التجميع وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الدقة في النتائج. فعلى سبيل المثال، يتم ظهور نتائج التصويت لحظيا، ما يعني إمكانية تحميلها على الشبكة لإدارة البيانات من قبل المحررين، وبالتالي يكون بالإمكان إعداد التقارير الرسمية بسهولة، وتوزيعها على الدوائر التي تطلبها بشكل فوري.

وفي لقاء خاص أجرته معه «الشرق الأوسط»، قال خسرو كوران، مدير عام البرلمان الكردستاني: ان النظام التقني الجديد قد ساعد البرلمان على تحقيق قفزة نوعية في أعماله بعد أن كان يستخدم آلات الطباعة القديمة واسلوب احصاء الأصوات الذي استمر يدوياً حتى بعد استخدام البرلمان لأجهزة ماكنتوش ثم الأجهزة الشخصية. فربط جميع أجهزة المجلس بشبكة موحدة، وربط هذه الشبكة بالانترنت ساعدنا على تقديم خدماتنا للنواب وللمواطنين بشكل أسرع وأفضل. وردا حول سؤالنا عن درجة انتشار استخدام الانترنت في المدن الكردية، قال كوران ان الشركات الخاصة كانت تعتمد في البداية على الأقمار الصناعية للوصول إلى الانترنت، أما الآن فقد أتاحت شركة «كردستان نت» لجميع المواطنين أفرادا وشركات، الحصول على اشتراك بالإنترنت يتيح لهم الوصول إليها من خلال خطوط هواتفهم العادية سواء في أماكن العمل أو في المنازل، وذلك مقابل رسوم مناسبة، أما بالنسبة للمواطنين الذين لا يستطيعون الاشتراك من منازلهم، فبامكانهم زيارة عشرات من مقاهي الانترنت المنتشرة بكثرة، وذلك مقابل رسوم زهيدة. وأكد على أن خدمات الإنترنت قد أصبحت متوفرة في أغلبية الدوائر والكليات والمدارس الكردية.