سوق الإنترنت السعودية لديها فرصة للنمو من خلال توفير التطبيقات والمحتوى المفيد

الرئيس المفوض لشركة «أول نت»: السوق تواجه تحديات توفر الخدمة عن طريق الأقمار الفضائية والاتصال عبر الإنترنت فلماذا لا نقننها؟

TT

أكد الدكتور بدر البدر الرئيس المفوض لشركة «أول نت»، احدى اكبر شركات تقديم خدمة الانترنت في السعودية، في محاضرة أقيمت يوم الأحد الماضي في مقر الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، بعنوان (سوق الانترنت السعودي الواقع والتطلعات)، بان سوق الانترنت السعودية لديها فرصة كبيرة للنمو من خلال توفير التطبيقات والمحتوى المفيدة التي ستدفع الجمهور إلى استخدام الانترنت.

وأضاف الدكتور البدر قائلا «أن هنالك علاقة طردية مترابطة بين عدد المشتركين وتوفر المحتوى المفيد، وهو حافز للشركات التي تعنى بنشر المحتوى، فالسوق غير مشبعة وهي فرصة لمقدمي الخدمة ومزودي خدمات التطبيقات في العمل على زيادة عدد المشتركين الذي لا يتعدى 4 في المائة من عدد السكان السعودية».

وأوضح البدر أن هناك نوعين من عوامل نمو الاستخدام في أسواق الانترنت عالمياً، الأول منها عامل يتعلق بالخدمة المعروضة، التي تشتمل على تكلفة الحصول على الخدمة من جهاز كومبيوتر والاتصال والاشتراك بالخدمة، وجودة الخدمة. بينما أن عوامل مستقلة عن الخدمة تؤثر على نمو استخدام الخدمة كتوفر المحتوى المفيد والتطبيقات، ومدى الخبرة في استخدام الكومبيوتر والانترنت.

ورغم أن عدد طلبات الحصول على خدمة الخطوط الرقمية «دي إس إل» في السعودية بلغ حتى نهاية يوليو الماضي 2300 طلب، إلا انه لم يتم إيصال الخدمة سوى لنصف هذا العدد، وذلك لعدم قدرة شركة الاتصالات السعودية لحل مشاكل فنية في المقسمات الهاتفية، مما قد يعيق ازدياد نطاق مستخدمي الانترنت، الأمر الذي سينعكس على نوعية التطبيقات والمحتوى على الانترنت والحصول على تطبيقات البث المباشر كالمؤتمرات عن بعد والبث التلفزيوني، والتي من غير الممكن تطبيقها باستخدام الخطوط الهاتفية.

وبمقارنة الطلب على الخطوط الرقمية إلى الخطوط المؤجرة في السعودية، نجد انه تم تجهيز 1600 خط مؤجر خلال فترة الثلاث سنوات الماضية، فيما أن الطلب على خدمة الخط الرقمي تجاوز 2300. وأكد البدر أن تخفيض تكلفة الارتباط عبر الخطوط الرقمية سيساعد على انتشار الخدمة بشكل كبير.

وأوضح الدكتور البدر أن السعة الإجمالية المباعة من شركة الاتصالات السعودية لمزودي خدمة الانترنت قد بلغت حتى شهر يوليو (تموز) الماضي مليون ميغابت في الثانية، وان السعة الإجمالية المباعة من المدينة 256 ميغابت في الثانية، بينما كانت 210 ميغابت في الثانية في مارس الماضي، مما يحتم وجود نمو مطرد في السعة الدولية المباعة.

و أوضحت الدراسة التي قامت بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مارس الماضي أن مجموع سعات الانترنت في السعودية بلغت 210 ميغا بت في الثانية، 88 في المائة منها مباعة لمزودي الخدمة، فيما أن 12 في المائة للجهات التعليمية والأكاديمية، وان متوسط سعة الارتباط لمزودي الخدمة بلغ 6.2 ميغابت في الثانية، بينما بلغ متوسط سعة الارتباط للجهات الأكاديمية والتعليمية 1.5 ميغابت في الثانية. وذكرت الدراسة أن نمو سعة الارتباط في تزايد مستمر وتتأثر بالتخفيضات التي تقدمها المدينة.

وقدرت الدراسات السابقة أن عدد المشتركين في خدمة الانترنت في السعودية يتراوح بين (500 و540) ألف مشترك، وقد روعي في هذه التقديرات عدد المنافذ المباعة من قبل شركة الاتصالات السعودية إلى مزودي الخدمة وعدد الخطوط المؤجرة والسعات الدولية. كما بلغت نسبة المستخدمين إلى المشتركين 2.1 لكل اشتراك، وبالتالي فان تقديرات عدد مستخدمي الانترنت يتراوح بين 1 و2.1 مليون مستخدم، وهو ما يمثل ما بين 5 و6 في المائة من عدد السكان. وبلغ عدد الشركات التي لديها نوع من الارتباط بالانترنت 50 في المائة.

وقامت شركة الاتصالات السعودية بعمل تقييم لمزودي الخدمة بناء على السعة الدولية وعدد المنافذ وعدد الخطوط المؤجرة، التي يتضح وجود ثلاثة فئات من مزودي الخدمة، الفئة الأولى تشمل 3 شركات من كبار مزودي الخدمة، يبلغ حجمها 3.8 من فئة الشركات المتوسطة و14.1 من فئة الشركات الصغيرة، بينما احتوت الفئة المتوسطة من شركات مزودي الخدمة على 11 شركة يبلغ حجمها 3.7 من فئة الشركات الصغيرة، بينما بلغ عدد الشركات الصغيرة 12 شركة.

وأوضحت الدراسة الإحصائية المقدمة من internet.com حول توزيع المشتركين في السعودية على مزودي خدمة الانترنت، أن غالبية الاشتراكات في السعودية تتركز على سبع شركات انترنت، وقد احتلت شركة «أول نت» المركز الأول من بين تلك الشركات بما يقارب 39 ألف مشترك، يليها شركة «أثير» بواقع 33 ألف مشترك، يليها «سعودي نت» بحوالي 32 ألف مشترك.

كما قدرت شركة الاتصالات السعودية حجم شركات تقديم خدمة الانترنت حسب الخطوط المؤجرة، فكان لشركة «أول نت» نصيب الأسد بواقع 270 خط، يليها شركة «نور نت» بواقع 190 خط مؤجر. كما تم تقييم شركات تقديم الخدمة حسب عدد المنافذ، فوجد أن أربع شركات يتراوح عدد المنافذ لديها ما بين 3500 إلى 5200 منفذ، فيما أن الفئة المتوسطه من الشركات تمتلك ما بين 1000 و2100 منفذ، بينما تمتلك فئة الشركات الصغيرة اقل من 1000 منفذ.

واعتمادا على الدراسة المقدمة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، قدرت شركة الاتصالات السعودية حجم شركات تقديم الخدمة حسب سعة الخطوط الدولية إلى ثلاث فئات، الأولى منها تنفرد بها شركة انترنت واحدة بما يزيد على 48 ميغابت في الثانية، فيما أن الفئة المتوسطة ويبلغ عددها ثلاث شركات تمتلك سعة تتراوح ما بين 24 و36 ميغابت في الثانية، بينما تقل السعة لدى بقية مزودي الخدمة والبالغ عددهم 22 شركة عن 15 ميغابت في الثانية.

وفي مقارنة أخرى تم تقييم مزودي الخدمة حسب نسبة استخدام الخط الدولي مع المدينة، حيث تم اختيار يوم عشوائياً، فوجد أن 7 شركات تستهلك أكثر من 70 في المائة من السعة التي تمتلكها، فيما أن 14 شركة تستهلك ما بين 40 و70 في المائة من السعة المتاحة، بينما تستهلك أربع شركات 40 في المائة من السعة المتاحة لها، وعلق الدكتور البدر على الأخيرة بأنها شركات تستخدم الخط بطريقة غير مجدية اقتصادياً، وقد تكون هذه الشركات إما في طور الاندماج أو أنها في آخر أيامها وتنوي التصفية.

وأشار الدكتور البدر في حديثه حول تلك الدراسات إلى أن سوق الانترنت السعودية قد أختلف كثيرا عن بداية انطلاقة قبل نحو أربع سنوات، فقد تشكلت تجمعات لشركات تقديم الخدمة في ثلاث فئات هي فئة الشركات الكبرى وأخرى المتوسطه، ومجموعة الشركات الصغيرة.

وقد أكدت الدراسة التي أجريت على مستخدمي الانترنت في السعودية وعن مدى رضاهم عن تكلفة استخدام الانترنت، أن 75 في المائة منهم غير راضين عن التكاليف. إذ تبلغ تكلفة ساعة الاتصال بالخدمة عن طريق الخط الهاتفي 3.9 ريال (الريال يساوي 27 سنتا أميركيا تقريبا)، 3 ريالات لشركة الاتصالات و 0.9 ريال كاشتراك لمزود الخدمة، يستقطع منه موزعو الاشتراكات ما يقارب 20 في المائة من تلك القيمة، فيما تحصل شركة الاتصالات على ما يزيد على 75 في المائة من هذا المبلغ.

وعن عادات مستخدمي الانترنت في السعودية، تشير الدراسات إلى أن عدد المستخدمين لكل اشتراك يصل إلى 2.1، وان معدل الاستخدام اليومي للانترنت لكل مستخدم ساعتان، وان نسبة المشتركين عن طريق البطاقات المسبقة الدفع إلى الاشتراكات الطويلة الأمد والتقليدية تصل إلى 75 في المائة، حيث تحول السوق من سوق اشتراكات إلى سوق بطاقات مسبقة الدفع، والتي من مزاياها حصول مزود الخدمة على مبلغ الاشتراك قبل الاستخدام، إلا انه يعيب عليها عدم وجود ولاء كبير من قبل المستخدمين لقاء مزود الخدمة، حيث يتنقلون من شركة إلى أخرى وربما يكون هناك اشتراكات مع أكثر من شركة في ذات الوقت. كما لوحظ في الدراسة المعدة من قبل المدينة إلى أن أقصى طلب للمواقع المحجوبة يصل إلى ذروته يوميا بعد منتصف الليل بنسبة 8 في المائة، بينما اقل نسبة لطلب هذه المواقع وقت صلاة الجمعة. وأوضح الدكتور البدر إلى أن خدمة أكثر المواقع زيارة لمستخدمي الانترنت في السعودية والمقدمة من وحدة خدمات الانترنت في المدينة والتي تحدث شهريا بواقع ثلاثين موقعا، بينت انه لا يزال يغلب على مستخدمي الانترنت تصفح المواقع الترفيهية، وهنالك شعبيه لخدمة الاتصال الهاتفي عبر الانترنت. كما لوحظ عدم تكرر بعض المواقع مما يعني عدم وجود ولاء من قبل المستخدمين للمواقع العربية، رغم أن هناك مواقع مثل مكتوب واريبيا دوت كوم وبلانيت اريبيا التي قامت بحملات تسويقية لا نجدها ضمن تلك القوائم، والتي تدل على أن أذواق المستخدمين متغيرة ويجب مواكبتها بسرعة من خلال إيجاد المحتوى الجيد.

وأوضحت دراسة لاحدى الشركات التي تقدم خدمة التسويق البريدي، من خلال إرسال رسائل بريد الكترونية تسويقية، أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في عدد تلقي مشتركيها لرسائل بريدية تسويقية بنسبة 20 في المائة، تليها مصر ومن ثم الأردن، وهذا ما يفسر سر حجم الرسائل البريدية التي يجدها المستخدمون في بريديهم الالكتروني يومياً.

وأشاد البدر بالتطور في خدمة الانترنت في السعودية، والتي بدأت في مطلع 1999، بتوفر العديد من الخدمات المصرفية على الانترنت وإصدار تأشيرات العمرة، والذي يشير إلى وجود تقدم كبير في تطبيق الحكومة الالكترونية، إضافة إلى خدمة الإبلاغ عن المخالفات المرورية، والاستعلام عن المنح وتطبيقها، وقواعد معلومات لجميع الأنظمة والتشريعات السعودية، والمناهج الدراسية من قبل عدة شركات.

وقال الدكتور البدر «يلاحظ في سوق الانترنت السعودية زيادة الاعتماد على الانترنت وزيادة الطلب لسعات أكبر من قبل الشركات المرتبطة بالانترنت، مع زيادة الطلب على استخدام الخطوط الرقمية بسبب تكاليفها المعتدلة لربط فروع الشركات، إضافة إلى انتشار المباني المجهزة بالانترنت مسبقاً، وان هناك توجه نحو استخدام بطاقات الانترنت كبطاقات نقدية للتجارة الالكترونية، وإيجاد ما يعرف بالانترنت المجانية، واستمرار حروب الأسعار بين مقدمي الخدمة، وهي حرب مميتة».

وأكد الدكتور البدر أن سوق الانترنت المحلية تواجه تحديين رئيسيين، أولهما خدمة الانترنت عبر الأقمار الفضائية، وهي خدمة مفيدة ويجب أن لا ندعو إلى محاربتها لوجود مواقع لا يمكن لتقنيات شركة الاتصالات السعودية إيصال الخدمة إليها، وان هذه الخدمة هي الأنسب لتوفيرها لتلك المواقع ولكن بعد أن يتم تقنينها والسماح للجميع باستخدامها.

ويكمن التحدي الآخر في خدمة الصوت عبر الانترنت، والمتوفرة على الشبكة من قبل عدة شركات أجنبية تجني الأرباح من بلادنا العربية، فلماذا لا يتم تقنينها وتقديمها محليا.

وأنهى الدكتور البدر لقاءه بالإشارة إلى هيئة الاتصالات السعودية والتي يتأمل منها سوق التقنية تنظيم هذه الأسواق وفتح مجالات الاتصالات التي لم يعلن عنها مثل خدمات نقل المعلومات.

لمزيد من المعلومات عن الدراسات التي أشير إليها:

www.isu.net.sa www.internet.com