«سيمنس» تعطي الأجهزة الإلكترونية القدرة على إرسال رسائل الجوال بنفسها

TT

بعد النجاح الذي حققه قسم الاتصالات والمعلومات والأجهزة الجوالة في شركة «سيمنس» في انتاج الهواتف الجوالة، خرجت علينا بابتكار جديد يستغل الشعبية الواسعة الانتشار لاستخدام الهواتف الجوالة في ارسال الرسائل القصيرةSMS، ليتيح لجميع الأجهزة الإلكترونية إمكانية أن ترسل هي أيضا هذه النوعية من الرسائل للاتصال بأصحابها. وقد تبدو هذه الفكرة غريبة إلا أنها تتماشى مع نبوءة شركة الاتصالات «إن تي تي دوكومو» اليابانية الأشهر، التي تقول انه في عام 2010 سيبلغ عدد مستخدمي الهواتف الجوالة 360 مليونا، ثلثهم فقط من البشر، أما البقية فستكون سيارات ودراجات هوائية وأجهزة كومبيوتر وقوارب، أو في الواقع أي جهاز أو آلة. وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع عاصم سوخيرا، المدير الإقليمي لقسم الاتصالات والمعلومات في «سيمنس» الشرق الأوسط، قال لنا أن هذا الابتكار الجديد يعتمد على أجهزة جديدة يطلق عليها اسم الوحدات اللاسلكيةWireless Modules ، أنتجتها شركته بحيث يمكن عند وصلها بأي جهاز أو آلة أن تتيح لها الاتصال من خلال شبكة الهواتف الجوالة بأي هاتف أو جهاز مماثل، مما يوفر حلا جديدا يضاف إلى الحلول اللاسلكية المناسبة للأعمال باختلاف أحجامها، كما سيزود الإجهزة والآلات «بذكاء» من نوع جديد. وبدلا من الاتصال الهاتفي الصوتي المعتاد، سيرسل الجهاز رسالة نصية إلى الجهاز أو الهاتف المقابل تشرح فيها حالته، أو تتيح لمستخدمه أن يتحكم به عن بعد بارسال رسالة نصية أيضا من جهته.

ومن الأمثلة العملية على ذلك كما قال سوخيرا، جمع البيانات من أماكن بعيدة مثل درجات الحرارة من أجهزة بعيدة، أو قراءة ساعات الكهرباء والماء والغاز تلقائيا من دون الحاجة إلى ارسال موظف مختص إلى قراءتها في كل مرة. كما يمكن ربطها بأعمدة الإضاءة في الشوارع، لترسل تقريرا بحالة الطقس وشدة الاضاءة إلى الجهات المعنية بتشغيلها بدلا من أن تضاء باستخدام ساعات توقيت في وقت لا يحتاج إلى تشغيلها، مما يعني توفيرا كبيرا في مصاريف الطاقة على مستوى الدولة. وأضاف سوخيرا أن لهذه الوحدات استخدامات حتى على مستوى الاستخدام الشخصي مثل ارسال رسالة لتشغيل السيارة عن بعد أو حتى منعها من العمل في حالة سرقتها، مع الحصول على رسالة منها يحدد موقعها إن هي سرقت من خلال أجهزة تحديد المواقع الجغرافية. كما يمكن ارسال رسائل من الهاتف إلى أجهز التبريد أو التدفئة في المنازل لتشغيلها في وقت معين، وما إلى ذلك من أفكار لا تحصى.

وأكد عاصم سوخيرا أن فكرة استخدام الوحدات اللاسلكية ستزيد من انتشار خدمة الشبكات الجوالة في المنطقة والعالم أجمع، وأنها لن تنافس الحلول اللاسلكية الأخرى بل ستكملها في الواقع، وستفتح المجال أمام عدد أكبر للدخول في هذا المجال، لأنها ستحسن من الكفاءة وتقلل من التكلفة. وأوضح أنه من الممكن للمستخدمين في منطقة الشرق الأوسط الحصول على هذه الأجهزة منذ الآن، خاصة بعد النجاح الذي تحقق في استخدامها من قبل مؤسسات بريطانية كبرى. وقال ان أسعار هذه الوحدات سينخفض مع الوقت، وبخاصة عندما تأتي مركبة بشكل جاهز في الأجهزة الكهربائية وفي السيارات وغيرها.

من جانب آخر كشف سوخيرا النقاب عن أن «سيمنس» ستعلن قبل نهاية هذا العام عن هاتفها الذي يدعم تقنيةالجيل الثالث 3G، وأن ما يبدوا تأخرا من قبل الشركة في إطلاقه يعود إلى أن التقنية ما زالت غير جاهزة بشكل مناسب على مستوى العالم أجمع، وأن «سيمنس» تريد أن تتأكد من أن جميع الشبكات ستدعم استخدام الهاتف من دون أي مشاكل من تلك التي حصلت مع شركات أخرى.