اختلاف حول التحليل النفسي للمتسللين الالكترونيين والقراصنة

TT

اختلف خبراء الطب النفسي وعلم الاجتماع حول التحليل النفسي المتسللين الالترونيين (الهاكرز)، ودوافع قيامهم بعمليات الاختراق على شبكة الانترنت، واقتحام المواقع وانتهاك الخصوصية، ووجه المتعة في استخدام التطور التقني لارتكاب الجرائم، حيث يؤكد بعض علماء الطب النفسي أن القراصنة والهاكرز شخصيات سيكوباتية تستمتع بتدمير المجتمع، فيما يرى عدد آخر منهم أنهم مرضى. أما أساتذة علم الاجتماع فيؤكدون أنهم مجرمون. وقال تقرير لاتحاد منتجي برامج الكومبيوتر التجارية حول التحليل النفسي للهاكرز، إن التطور الكبير في مجال تقنية المعلومات امتد لكل القطاعات ليحدث نمواً كبيراً في استخدام أجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت، لكن للأسف صاحب هذا التطور تطور أكبر في شكل الجريمة وفتح الباب أمام المضطربين نفسياً لاختراق المواقع، واحداث خسائر كبيرة للمجتمعات المتطورة، مؤكداً أن مرتكبي هذا النوع من الجرائم يتمتعون بقدر كبير جداً من الذكاء والحرص.

ففي البداية يرى الدكتور فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي أن تلك الشخصيات لديها طاقات كامنة تدفعها لأداء سلوك معين، وهذا السلوك مرتبط باستخدام التقنية في الاستحواذ على ما يسعدها وارضاء شهوة التدمير أو التخريب. وأكد عبد العزيز أن الطب النفسي يعتبر مثل هذه الشخصية «شخصية سيكوباتية» عدوة للمجتمع، تعي ما تقوم به من سلوك، وبالتالي فهي مسؤولة قانونياً عما تقوم به من أفعال، مشدداً على أن هذه الشخصية لا تصل لحد الشبع في الاجرام، وليس لديها خط للرجوع عن سلوكياتها، وأنه من الصعب علاج مثل هذه الحالات، لأنها اكتسبت هذا السلوك العدائي عبر المراحل المختلفة لسنوات عمره، ولكن الأمر يحتاج الى مراقبة لسلوكهم وتصرفاتهم وتعريضهم لبعض الآلام النفسية في العقاب.

ويرى الدكتور هشام بحري استاذ علم النفس بجامعة الأزهر أن القرصنة نوع من السرقة التي حرمها الدين والقانون، وبالتالي فإن القرصان ما هو إلا لص أو متلصص على خصوصية الآخرين ليثبت لنفسه أنه أقوى من الأجهزة الرقابية، ولا يستطيع أحد السيطرة عليه، ويجد قوته في حيرة الآخرين ويشعر بمتعة شديدة في مطاردة الكل له. ويرى أن الهاكرز والقراصنة هم من ضعاف الشخصية ولكنهم يتمتعون بذكاء شديد ولا يفضلون الحياة بطريقة تقليدية حتى يلفتوا الانتباه إليهم. ويؤكد بحري أن الاجرام له علاج في الطب النفسي بشرط توافر ارادة المريض، وإن لم تتوافر فيه فانه يعتبر مجرماً يستحق العقاب القانوني، مشيراً إلى أنه من الأفضل أن يكون هناك نوع من التقويم النفسي في محاولة لعلاجه.

أما الدكتور أحمد المجدوب استاذ علم الاجتماع والجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، فيؤكد أنه على مدار التاريخ فان أي اختراع يظهر، يصاحبه ظهور الجرائم الخاصة به، وبالتالي فان التطور المذهل في مجال تقنية المعلومات صاحبه تطور آخر في الجريمة، وهو ما يؤكد أن العقول الاجرامية تتكيف مع الاختراعات الجديدة، وبالتالي فان المخترعين مطالبون بتطوير أنفسهم بما لا يسمح للهاكرز من تزوير اختراعاتهم أو الاعتداء عليها. ويرى أن الدافع من وراء تلك الجرائم قد يكون في بعض الأحيان نوعاً من التحدي لاستقرار المجتمع، وبالتالي فان التعليم قد يصلح بعضها وقد يزيد البعض الآخر اجراماً. اما اذا كان الشخص بطبعه له ميول اجرامية مثل أغلب القراصنة فانه من الصعب اصلاح هؤلاء القراصنة نفسياً لأن العائد من الجريمة على المستويين النفسي والمادي مغر جداً.