مصنعو أجهزة الكومبيوتر اللوحية يصرون على بيع السمك في البحر

دعم اللغة العربية مفقود والانتظار سيطول عاما كاملا وإلا فإن النتائج ستكون سلبية

TT

منذ انطلاقة معرض جيتكس في دبي خلال اكتوبر (تشرين الاول) الماضي دأبت كبرى الشركات المصنعة لأجهزة الكومبيوتر على التبشير بثورة عارمة في مجال الأتمتة المتنقلة، تنقل المستخدم من طالب ومدير ومسؤول الى الجيل التالي من الكومبيوترات الدفترية، الا وهي ما يسمى بالكومبيوتر اللوحي، الذي حاز على هذه التسمية غير المرنة بسبب تمكن المستخدم من استخدام القلم للكتابة على شاشة هذا الجهاز من دون الحاجة على الاطلاق للوحة المفاتيح (لنسمه اذاً الكومبيوتر القلمي!). وكانت مايكروسوفت قد بدأت بالترويج للكومبيوتر اللوحي قبل قرابة العامين برسالة ورؤية واضحتين: جهاز قوي يستخدم القلم الالكتروني عوضاً عن لوح المفاتيح. وراح بيل غيتس في احدى المناسبات يستعرض مزايا الكتابة اليدوية على الكومبيوتر والحبر الالكتروني في الفعاليات الصناعية حاملاً بيده نموذجاً اولياً عن اللوح. كل شيء كان جميلا ومبهرا حين تحدثت الشركات عن هذا المنتج الرائع، لكن الامر يتحول الى «نكتة» وهذا العدد المتزايد من الشركات تصر على طرح الكومبيوتر اللوحي في الاسواق العربية من دون لغة عربية على الاطلاق. نعم، تستطيع شراء الجهاز بحوالي 3 آلاف دولار في المتوسط من اسواق الشرق الاوسط، ولكن لا تحلم ابدا بأن تحصل على برنامج تشغيل معربا، وبالتالي لا تتاح لك اية تطبيقات معربة او عربية على هذا الكومبيوتر. نعم تستطيع الكتابة بالقلم على اللوح بأية لغة كانت ومنها العربية (ويمكنك حفظ ما كتبته بالعربية على اللوح في ملف صورة ويمكنك ارسال الملف بالبريد الالكتروني مثلا الى طرف آخر، وهي الميزة الوحيدة للغة العربية في هذه الاجهزة)، لكن التعامل مع الخط وتعرف التطبيق على خطوط اليد العربية لا يزال مفقودا بعكس الشقيقات اللاتينيات (الانجليزية والفرنسية وخلافها). ولكن رغم ذلك قامت نحو خمس شركات عالمية بالتسارع للاعلان عن كومبيوتراتها اللوحية والتباهي بها وبقدراتها وتصميماتها الانيقة. اما تعريب نظام التشغيل الخاص بالكومبيوتر اللوحي فيحتاج لنحو عام وفقا لما ذكره احد مسؤولي مايكروسوفت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. اما بالنسبة للتطبيقات الخاصة بهذا الكومبيوتر ومنها تطبيق التعرف على خط اليد وتحويله الى نص، فتحتاج الى وقت طويل جدا للتعريب على ما يبدو حيث قال مسؤول مايكروسوفت ان هذا الامر لا يزال في بداياته، او بمعنى آخر لا يزال مجرد فكرة. بالنسبة للشركات يعتبر هذا الامر غريبا حيث قال مسؤول كبير في احدى الشركات اليابانية ان دخول الاجهزة لأسواق من دون استعداد، امر مضر ولا يعطي الا نتائج عكسية. واضاف: «لأن اجهزتنا اللوحية من دون تعريب فإننا لا نتوقع نتائج جيدة في هذه الاسواق، الا اننا نبلي بلاء حسن في اوروبا». وقال ان عددا من الشركات المصنعة للكومبيوترات اللوحية بدأت تضغط على مايكروسوفت لايجاد حل لمشكلة تعريب نظام التشغيل والتطبيقات المرافقة، خاصة وان الاخيرة دأبت على توفير تعريب انظمة التشغيل مثل «اكس بي» وقبله «ويندوز ملينيوم» بالتزامن مع طرح النظام عالميا. اعلنت عدة شركات عالمية في دبي خلال الشهرين الماضيين عن طرحها للكومبيوتر اللوحي الخاص بها ومنها: ـ «فوجيتسو سيمنز للكومبيوتر» التي طرحت مجموعة أجهزة الكومبيوتر اللوحية «ستايلستيك إس.تي» (Stylistic ST) في منطقة الشرق الاوسط مزودة بمعالج «بنتيوم 3» للاجهزة المحمولة من انتل. وتعمل أجهزة الكومبيوتر اللوحية «ستايلستيك إس تي 4000» على مكاملة استخدامات الحبر الالكتروني مع تطبيقات أعمال الأتمتة اليومية. وهي تسمح للمستخدمين امكانية تدوين ملاحظاتهم بالحبر في برنامج مايكروسوفت وورد 2002، كما تمكنهم من إرسال رسائل بريد الكتروني ذي محتوى حبري عبر برنامج «مايكروسوفت آوت لوك 2002». وتوفر هذه الاجهزة خدمات مشاركة الملفات المكتوبة بخط اليد مع مستخدمين لأجهزة كومبيوتر شخصية آخرين، بغض النظر عما اذا كانت اجهزتهم لوحية أو لم تكن. كما يستطيع المستخدمون تمديد التطبيقات المتوفرة على أجهزتهم عبر استخدام القلم والحبر اضافة الى تطوير تطبيقات اضافية جديدة.

ـ «هيوليت باكارد» التي طرحت كومبيوترا لوحيا من نماذج أجهزة «كومباك» تحت اسم «تي سي 1000» TC1000 الذي يتميز بوزنه الخفيف الذي يصل إلى 3 أرطال فقط، ليكون الأخف وزناً في هذه الفئة، الأمر الذي يساعد في توفير أقصى درجة من المرونة وحرية الحركة على نحو غير مسبوق، كون البطارية قادرة على العمل لمدة أربع ساعات ونصف، أي بمعدل 90 دقيقة من الإنتاجية لقاء كل رطل من وزنه.