كلية الملك فهد الأمنية تطور نظاما لإدارة حركة الحجاج باستخدام الكومبيوتر

فكرة البرنامج تعتمد على توزيع الحجاج للتنقل بين المشاعر على خمس فترات لكل يوم، بحيث لا تستوعب كل فترة أكثر من خُمُس عددهم الكلي

TT

كشفت المقالة الافتتاحية لملحق تقنية المعلومات الذي نشر يوم 20 فبراير (شباط) الماضي، والتي حملت عنوان «مسابقة برمجية لإدارة حركة الحجاج»، عن جهود فعلية تبذلها كلية الملك فهد الأمنية لحل مشاكل حركة الحجيج أثناء تأدية مناسك الحج باستخدام الكومبيوتر. ففي رسالة وجهها لنا الدكتور فايز الشهري، مقرر ندوة النقل في المشاعر المقدسة، في الكلية التي تتخذ من الرياض مقرا لها، قال أنهم بدأوا منذ عامين بالعمل على مثل هذا المشروع، قبل أن يطرح في ندوة علمية عقدت خلال شهر نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي بعنوان «النقل في المشاعر المقدسة». وأضاف الدكتور الشهري «وقد طرحت في الندوة حلول علمية مبتكرة لمشكلات الزحام في المشاعر المقدسة، من بينها الفكرة التي تحدثتم عنها في مقالتكم، حيث طرحها اللواء عبد الرحمن الفدا مدير عام كلية الملك فهد الأمنية أمام ضيوف الندوة مكتوبة، وعلى هيئة برنامج كومبيوتر نفذه النقيب خالد الهذلول رئيس قسم تطوير النظم والبرامج في الكلية، وقد أشاد الحضور بالفكرة، ورفعت مكتملة ضمن توصيات الندوة للجهات المعنية لبحث تطبيقها». وأوضح الدكتور فايز الشهري أنه قام بنفسه مع المهندس خالد الهذلول بتمثيل الكلية وعرض الفكرة والبرنامج قبل موسم الحج الأخير بأيام ضمن جلسات ندوة «الزحام في المشاعر المقدسة» التي نظمها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث تداول الحضور الفكرة وذكروا نقاطا مهمة في ما يختص بآلية تنفيذها، وتسهيل المعوقات التي قد تعترضها. وكان من بين الذين رحبوا بالفكرة وناقشها الدكتور عبد المحسن التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى، والدكتور عبد الرحمن السديس خطيب وإمام المسجد الحرام، وجمع من الباحثين والعلماء.

* عرض للبرنامج

* وتعتمد فكرة النظام البرمجي الجديد على توزيع الحجاج للتنقل بين المشاعر على خمس فترات لكل يوم، بحيث لا تزيد كل فترة عن خُمُس عدد الحجاج، أي حوالي 400 ألف حاج تقريباً. وبناء على ذلك تم عمل نظام آلي لحجز مواعيد التنقل بين المشاعرعن طريق الحملات المرتبطة مع الجهاز الخادم الرئيسي للبرنامج سواء عن طريق الإنترنت، أو أي شبكة خاصة بحيث تتم عملية حجز الفترات المناسبة للحجاج في جميع الدول بواسطة مكاتب الحملات مباشرة، بحيث لا يسمح البرنامج بتجاوزالعدد المحدد لكل فترة. وفي حالة لم يتمكن الحاج أو مكتب الحملة من الحجز للحاج في الفترة المطلوبة، يتم ترحيله الى فترات أخرى بالشكل الذي يحقق التقيد بالعدد المحدد لكل فترة. وبعد تأكيد الحجز للحاج أو حجاج الحملة تتم طباعة الحجوزات لكل حاج أو لكل حملة، بحيث تشتمل على المعلومات التالية: اسم الدولة، ورقم الحملة، واسم الحملة، ورقم الكومبيوتر للحملة، ورقم جواز الحاج والفترات التي رغب فيها. كما يشتمل على الأعداد المخصصة لهذه الحملة من الحجاج، وكل هذا بما يتوافق مع القواعد العامة التي تحكم نظام الحجز الآلي لخدمات الخطوط الجوية العالمية.

أما بالنسبة لمتطلبات البرنامج، فقد أوضح اللواء عبد الرحمن بن عبد العزيز الفدا، أن النظام سيحتاج لجهاز خادم رئيسي تخزن به جميع الحجوزات، وعمل شبكة عن طريق الإنترنت أو أي شبكة خاصة لربط الجهاز الخادم بالحملات في جميع الدول. مع إعداد طاقم فني يجيد العمل على الشبكات وأنظمة الخادم والوسيط. كما أشار إلى ضرورة تدريب شخص أو أكثر في كل حملة من الحملات على استخدام النظام، مع إطلاعهم على فوائده عن طريق السفارات في تلك الدول أو بالتنسيق مع سفارات تلك الدول في المملكة. مع توفير أجهزة كومبيوتر عند كل حملة ترغب في تشغيل البرنامج وربطه بالشبكة.

وأوضح الدكتور الفدا، أن هناك فوائد عديدة لتطبيق النظام، من بينها تنظيم وتسهيل عملية التنقل بين المشاعر وتوزيعها على فترات لتجنب اوقات الزحام لأداء المناسك بيسر وسهولة، وإراحة الحاج من عناء البحث عن وسيلة لنقله بين المشاعر، وتسهيل مهام الحملات وشركات الطوافة وتركيز مهامها لتقديم أفضل الخدمات للحجاج. بالاضافة إلى إمكانية توزيع الدول على الفترات، الأمر الذي سيسهل من عمل الإحصائيات لكل فترة أو لكل دولة أو حتى لكل مدينة.

ويقول الدكتور فايز الشهري، إن كلية الملك فهد الأمنية تسعى حاليا لإطلاع اكبر عدد من المهتمين في أرجاء المعمورة على هذه الفكرة كي تنضج، وتكتمل عناصرها من جميع الوجوه الفنية والشرعية، لتسهم بالتالي مع غيرها من جهود في جعل حج بيت الله أكثر انسيابية وراحة للحجاج الكرام، وللجهات المعنية بخدمة هذه الجموع في كل عام.