في اختراق «لاسلكي» جديد: «إنتل» تقدم معالجها الموفر للطاقة «بنتيوم إم» للكومبيوترات المحمولة

TT

ظلت معالجات «إنتل» Intel)) الدقيقة الخاصة بالكومبيوترات الحضنية لسنوات، مختلفة قليلا عن تلك التي تشغّل الكومبيوترات المكتبية، إذ كانت تلك الرقاقات في الأصل مصمّمة للأجهزة التي تقتبس الطاقة من الجدار وليس البطارية.

ذلك الوضع سيتغير هذا الشهر، فقد أعلنت كبرى الشركات المنتجة لأشباه الموصلات في العالم عن تقنية جديدة كليا للكومبيوترات المحمولة; والنتيجة كما تقول «إنتل» أداء عال وإمكانات لاسلكية باستهلاك أبطأ للبطارية.

وتتسم التقنية التي سُميت «سينترينو»Centrino) ) بأنها أكثر من معالج جديد، فهي عبارة عن دمج للرقاقة الموفرة للطاقة والمسمّاة «بنتيوم إم»Pentium M)) مع مكونات صُممت لتعمل معا بشكل موثوق وتضمن أكبر قدر من التوفير في الطاقة.

ويعلق روجر كاي، المحلل في شركة الأبحاث «آي دي سي»IDC)) على هذا التطور الجديد بقوله إن بعض باعة الكومبيوترات المحمولة سيتذمرون بالتأكيد من ضرورة تضمين كامل حزمة «سينترينو» إلى مبيعاتهم كي يستفيدوا من علامة «إنتل» التجارية.

وفي الأصل تدع «إنتل» الباعة يستعملون شعارها الشهير «إنتل إنسايد»Intel Inside) ). أما الآن فستقوم الشركة بمنح التراخيص للمقاهي والفنادق وغيرها من الأماكن التي تحتوي على نقاط الدخول اللاسلكي التي ترى «إنتل» أنها متوافقة مع حزمة «سينترينو».

ولن تمنح «إنتل» الباعة الذين يبيعون معالج «سينترينو» مع مكونات من شركات أخرى شهادات ترخيص ولا أذون استعمال شعار التوافقية للإعلان عن نقاط التوزيع اللاسلكي.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة، كريغ باريت: «آخر ما تريد فعله في العالم هو القول إن اللاسلكية رائعة، لتجد بعدها أن الكل يعاني من تجارب سيئة في الاتصال اللاسلكي».

وأوضح باريت أن شركته تحاول أن تكون مهتمة بتوضيح أين وتحت أي الظروف ستعمل التقنية اللاسلكية الجديدة، إلى جانب مَن مِن الباعة ستعمل معه لوضع هذه التقنية في مكانها الصحيح في السوق.

وتقول شركات صنع رقاقات الكومبيوتر المنافسة إن المستهلكين لا يحتاجون لشراء كامل حزمة «سينترينو» للحصول على ربط فعال بتقنية «واي فاي»WiFi) ) اللاسلكية، التي يعتبرها بعض أخصائيي الصناعة الشيء الأكبر بعد الإنترنت في مجال الكومبيوتر.

وبدوره يقول ريتش ريديلفس، الرئيس التنفيذي لشركة صنع رقاقات الكومبيوتر اللاسلكية «أثروس كوميونيكيشنز» (Atheros Communications) إن الشركات العارفة بالأمر ستشتري أجهزة الكومبيوتر الحضني العاملة بنظام «سينترينو» وتلك «الهجينة» التي تستخدم المعالج «بنتيوم إم» مع مكونات لاسلكية من غير «إنتل».

ويتفاءل عدد من المحللين حيال «هجوم» رقاقة «سينترينو» التي يقولون إنها قد تعطي دفعا كبيرا لتقنية «واي فاي»، التي تزداد انتشارا كلما أقامت المزيدُ من المقاهي والمطارات والفنادق والمطاعم ما يسمى «الغيوم اللاسلكية» لتسهيل إيصال الناس بالإنترنت والشبكات المحلية، وبالتالي جذب الزبائن وزيادة الدخل. ويعود الفضل نسبيا في انتشار استعمال الكومبيوترات المحمولة في السنوات الأخيرة إلى تقنية «واي فاي». وطبقا للباحثين في «آي دي سي»، فإن مبيعات الأجهزة المكتبية شهدت العام الماضي انخفاضا بنسبة 1 بالمائة عن العام 2001، بينما زادت مبيعات الكومبيوترات الدفترية بنسبة 9.8 بالمائة. وقد تزيد أنظمة «سينترينو» من ذلك النمو إذا تمكّنت من تحقيق وعود «إنتل» المرجوّة.

ويقول أناند تشاندراسيخير، نائب رئيس ومدير عام مجموعة «إنتل» للمنصات المحمولة إنه وبسبب كون بقية مكونات الكومبيوتر الحضني تستهلك طاقة أكثر مما يستهلك المعالج الدقيق، كان على «إنتل» أن تصمم «سينترينو» ليكون أكثر من معالج دقيق. وكذلك تم تعديل مجموعة الرقاقات، التي تعمل كجسر يربط بين المعالج وبقية أجزاء النظام، كي تحفظ الطاقة، ولا سيما تلك المستهلكة من قبل الشاشة.

وتشير إنتل» إلى أن «سينترينو» سيزيد من زمن عمل البطارية بنحو ساعة ـ في المتوسط ـ أكثر من الأجهزة التي تملك المواصفات نفسها ولا تعمل بالمعالج «سينترينو». وفي أول ظهور له، ستدعم المكونات اللاسلكية في «سينترينو» تقنية الربط اللاسلكي 802.11b، مع إمكانات 802.11a أسرع متوقعة في الإصدارات المستقبلية، ليصير «سينترينو» في النهاية قادرا، كما هو متوقع، على التجول بين شبكات «واي فاي» وشبكات بيانات الهاتف الجوال.

ومن الجدير بالذكر أن المعالج «بنتيوم إم» سيطرح بمدى واسع من السرعات يتراوح بين 900 ميغاهيرتز و1.6 غيغاهيرتز. إلا أن الشركة لم تعلن عن الأسعار بعد.

ويقول مارك مارغيفيسيوس، المحلل في شركة البحث «غارتنير»Gartner): ) «كان الكومبيوتر المحمول دائما امتدادا للمكتب، لكن الآن أصبح لديه حاجات مختلفة جدا، فقد نما «بنتيوم إم» ولم يعد ذلك الصغير المنسي».

لمزيد من المعلومات: http://www.intel.com/products/mobiletechnology