معرض «سيبت» للكومبيوتر: الربط اللاسلكي والهواتف الجوالة المصورة والشرائح الإلكترونية المصغرة أهم اتجاهاته في العام الحالي

TT

لم يعد معرض «سيبت» (CeBit) الدولي للكومبيوتر والمعلوماتية في هانوفر مجرد تعبير عن «الاقتصاد الجديد» الذي جسدته شركات التقنية الالكترونية الكبرى مثل مايكروسوفت وأوراكل وساب، فاقتصاد الكومبيوتر والشبكات وملحقاتها تحول إلى قطاع اقتصادي كبير وواعد له شركاته وأنصاره، بل وحتى مدمنيه.

أما سر استمرار وتطور هذا القطاع فيكمن حتى الآن ليس في تطور صناعة الأجهزة والمعدات والبرمجيات، و«ثورة» الشبكات الالكترونية فحسب، وإنما في تطور الأجهزة الملحقة بها مثل آلات التصوير والهواتف النقالة وشاشات الجيب والألعاب الالكترونية وغيرها. وهي ما يطلق عليها أحيانا اسم «قسم التسلية» في قطاع الالكترونيات والمعلوماتية، الذي يبدو انه يتسيد النزعات الناجحة اقتصاديا والرائجة عالميا في معرض «سيبت 2003». وواقع الحال أن إدارة المعرض تحاول إبراز أهم النجاحات في هذه المجالات في محاولة للتعويض عن الركود الذي تعيشه أقسام صناعة الكومبيوتر والشبكات منذ اكثر من سنة. علما ان المعرض هذا العام شهد للمرة الثانية على التوالي تراجعا في عدد الشركات العارضة وفي عدد الزوار أيضا. وهذا يعني أنه إذا كانت الفورة المعلوماتية للثمانينات والتسعينات قد تراجعت، فإنها قد تركت المجال إلى موجة صاعدة من عوالم الهواتف الجوالة وآلات التصوير الرقمية وتقنيات نقل المعلومات السريعة.

* آلات تصوير هاتفية جوالة

* وتعتبر الهواتف المزودة بكاميرات رقمية قادرة على أخذ الصور وأفلام الفيديو القصيرة وإرسالها من أهم النزعات السائدة هذا العام. وتشير احصائية المعرض إلى أن شركة «دي ـ 2» التابعة لشركة «تيليكوم» الألمانية باعت نحو 250 ألف هاتف جوال مزود بكاميرا، من أصل 400 ألف قطعة من هذا النوع بيعت في أوروبا، وقد شاركت الشركات الأخرى في حصة من هذه المبيعات مثل موتورولا وان أي سي. وعملت الشركات المنتجة على تزويد هذه الهواتف والكاميرات بتقنيات الربط الحديثة مثل «بلوتوث» وغيرها، لتجردها من الأسلاك. وتلتقط هذه الهواتف صورا جيدة ذات كثافة نقطية عالية، والأهم انها تستمر في الصغر من جهة وفي ارتفاع الكفاءة من جهة أخرى.

* شرائح إلكترونية أصغر وأكفأ

* وإذا كان العتاد «هاردوير» يتلون بألوان جميلة، ويكتسب تصاميم مستقبلية أنيقة فان صناعة الشرائح الالكترونية الرقيقة تحرص على تقليل حجمها ووزنها ورفع كفاءتها. وهذه نزعة تعد بترشيق الكومبيوترات الدفترية والأجهزة عموما، وتنفخ في هذا القطاع المزيد من القابلية على التنقل وخفة الوزن. ويعرض في «سيبت» هذا العام بروسيسور جديد من أنتل اسمه سينترينو عالي السرعة (اسرع بكثير من بنتيوم 4)، لا يستهلك الكثير من الكهرباء ولا يولد أية حرارة محسوسة. واعتبرت إدارة المعرض هذه الشريحة بمثابة خطوة واضحة على التوجه البيئي الذي ينحاه قطاع المعلوماتية والكومبيوتر.

* التخلي عن «سلطة الأسلاك»

* وينحى قطاع البرمجيات باستمرار للتخلص من العدد الكبير من الأسلاك التي تربط الكومبيوتر بالشاشات وأجهزة الطباعة والمسح والهاتف، وما إلى ذلك. وهي الأسلاك التي يطلق عليها في عالم الكومبيوتر التقليدي اسم «سلطة الأسلاك» التي تتجمع كالديدان خلف منضدة الشخص. وعدا عن تسيد تقنية «بلوتوث» في الربط والنقل بين مختلف الأجهزة، فقد طغت في معرض هذا العام أيضا موجة استخدام تقنية اللاسلكية Wirless on Board (WLAN) التي تعد بنقل المعطيات والأفلام بسرعة كبيرة وبكميات كبيرة. وتعرض شركات سوني وباناسونيك وفيليبس شرائح الكترونية لهذه التقنية قادرة في الكومبيوتر الدفتري على نقل 54 ميغابايت في الثانية.

وعدا عن ذلك تعد التقنية الحديثة بالتخلي عن مكتبات تأجير الأفلام ونقل «هوليوود» مباشرة إلى المنزل العائلي. وتؤهل تقنية DSL للاتصال الإنترنتي السريع، بنقل الأفلام السينمائية مباشرة من أرشيف الفيديو عند الطلب Vidio on Demand خلال فترة قياسية. وفرق التقنية الحالية عن سابقتها هو الزمن، إذ أن نقل الأفلام هنا يجري بسرعة وبتكاليف أقل بكثير. وتفكر الشركات التي توفر تقنية «دي أس أل» باستخدام هذه التقنية في الطيارات والناقلات في الرحلات الطويلة لوضع أرشيف من الأفلام تحت تصرف المسافرين. وتكون الافلام المسحوبة طوال 24 ساعة تحت تصرف الزبون، شريطة أن يدفع التكاليف، لتختفي بعدها من ذاكرة الكومبيوتر وفق تقنية خاصة تستخدمها هذه الشركات.

وستعرض شركة «اركور» في المعرض نحو 100 فيلم بهذه الطريقة، حيث ستتوفر إمكانية نقلها من الأرشيف بواسطة تقنية «دي أس أل» بمعدل ميغابايت واحد في الثانية. وتعد الشركة الزوار يمشاهدة أفلام من نوعية جيدة وبدقة وألوان متميزة. أما شركة «كوداك» فستوفر أرشيفا من الصور في المعرض وتتيح للزوار طلبها وسحبها الكترونيا بسرعة عالية تعتمد مثل هذه التقنية.

* تقنيةUMTS نقل المعطيات بالهاتف الجوال

* ويبدو أن اهمية الهواتف الجوالة قد زادت في معرض «سيبت» بفعل تقنية نقل المعطيات والمعلومات على الهواء بواسطة هذه الهواتف. وهي تقنية عالية السرعة لنقل المعلومات وتحرير الزبون المتحرك من الكومبيوتر. وسبق لشركة فودافون أن عرضت في العام الماضي تقنية النقل بواسطة UMTS عبر شبكة مؤقتة تم نصبها في «سيبت» 2001.

وستعرض نوكيا وموتورولا هذا العام آخر صيحات الهواتف الجوالة التي تعمل وفق هذه التقنية. وهي أجهزة مزودة بتقنية لنقل المعطيات بسرعة 2 ميغابيت في الثانية.