أكدت داليا محمد إبراهيم، رئيسة شركة نهضة مصر لتصميم وإنتاج الحزم الإلكترونية والحائزة جائزة أفضل ناشر للكتاب التعليمي الإلكتروني في مصر عام 2002، أن القرصنة وما تمثله من تحد خطير للعالم وللمنطقة العربية بشكل خاص، تعتبر من أهم عوائق الإنتاج والتسويق في مجال البرمجيات التعليمية، بالإضافة إلى عدم انتشار الوعي المعلوماتي بالشكل الكافي حيث ان الغالبية تتعامل مع المنتج الرخيص من دون الاهتمام بالمحتوي الجيد والإنتاج الراقي، موضحة أن شركات برمجيات التعليم المصرية تخطط لمزيد من الانتشار بالسوق العربية الواعدة، وذلك من خلال إطلاق مبادرتها للتعاون مع كافة القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لانتاج برمجياتها التعليمية، أو إنشاء مواقع لها علي الانترنت لتقديم تلك الخدمات، وأن شركتها بصفة خاصة لديها العديد من وكلاء التوزيع بالسعودية ودول الخليج والمغرب وتونس.
وأشارت داليا إبراهيم إلى أن الطفرة الهائلة في تقنية المعلومات وانتشار استخدام الكومبيوتر بين الطلاب المصريين ودخول عصر الإنترنت المجانية، ساعدت الشركات المنتجة للبرامج لإنتاج برامج تعليمية تغطي المراحل التعليمية المختلفة، ووصفت تلك التجربة بأنها بدأت منذ فترة قصيرة ولكنها سرعان ما انتشرت بسرعة كبيرة، موضحة أن إضافة الطابع التقني الحديث ساعد على كسر الملل الذي يعاني منه الطلاب من الوسائل التقليدية للعملية التعليمية، علاوة علي تأثير ذلك في تحجيم ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل ملموس.
وعن موقف البرمجيات التعليمية بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار، تقول داليا إبراهيم أن الهدف الأساسي من الاتجاه لتلك النوعية من البرمجيات هو مساعدة الطلاب دون تحميلهم تكلفة مادية عالية، لذا فمن الصعب علينا أن نقوم برفع سعر الاسطوانة التعليمية خاصة أننا في مرحلة تعريفية بالسوق المصرية، والحل أننا سنتحمل فرق السعر لحين استقرار الوضع، مؤكدة على ان مبادرتي كومبيوتر لكل طالب وكومبيوتر لكل بيت كان لهما اثر جيد على صناعة البرمجيات في مصر، فقد استطاعا ان يساهما في انتشار الأجهزة بالمنازل المصرية ويساعدا بالتالي في انتشار البرمجيات بكل أشكالها والتعليمي منها بصفة خاصة.
وبينت رئيس شركة نهضة مصر للحزم الإلكترونية أنه على الرغم من اتساع دائرة المنافسة في مجال إنتاج البرمجيات التعليمية على المستوى المحلي، إلا أن شركتها استطاعت أن تستحوذ على 80 % من تلك السوق، وذلك من خلال إنتاج اسطوانات مدمجة تشمل شرح واف يغطي كافة المناهج التعليمية في جميع المواد، بدءا من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى نهاية المرحلة الثانوية، موضحة اهتمام الشركة بأشكال التفاعل التي تساعد الطالب على الوصول إلى المعلومة بنمط غير تقليدي، إلى جانب انتشار وسائل التقييم التي تتيح للطالب عملية التقييم الذاتي، بالإضافة إلى التمارين والاختبارات المتعددة، مشيرة إلى حرص الشركة على إنشاء موقع مجاني على شبكة الإنترنت يقدم العديد من الخدمات التعليمية لطلاب كافة المراحل الدراسية.
وعن مراحل إنتاج البرمجيات المختلفة تقول أن هناك عدد من المراحل التي تتبع لانتاج البرنامج أيا كان تخصصه، تشمل الاختيار الموضوعي للعمل، ليمر بعد ذلك من خلال عدد من العمليات الفنية مثل التحليل والبرمجة والرسوم المتحركة والصور ومشاهد الفيديو، ومراحل الاختبار المتعددة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج. مؤكدة على أن شركتها تحرص على ان تقوم بعملية تحديث مستمرة لكافة منتجاتها التعليمية وذلك بهدف الحد من عمليات القرصنة، كما أنها ستقوم هذا العام باستكمال بعض المواد القليلة التي تنتج لأول مرة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات.
وأشارت داليا إبراهيم إلى الشركة تنتهج خططا منتظمة لتدريب المتعاملين مع منتجاتها المختلفة من البرمجيات، حيث تحرص على تقديم المعونة الفنية للأفراد من خلال عقد دورات تدريبية بنظام اليوم الواحد بالمدارس، بالإضافة لإنشاء مركز للاستفسار والدعم الفني علي أحد أرقامها المجانية لحل أي مشكلة تواجههم، مبينة أن الدار استطاعت أن تقدم العديد من الخدمات للمتعاملين معها عبر الانترنت، أهمها بنك الأسئلة الذي يشتمل على اكثر من 80000 سؤال وإجابة نموذجية لكافة المناهج التعليمية، إضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى مثل اسأل مدرسك واختبر نفسك.
أما علي الجانب الثقافي فتؤكد ان الشركة تعاملت مع فكر التناول الثقافي المتنوع، ويتضح ذلك من خلال نوعيات الأعمال المنتجة التي منها الموسوعة الرياضية، وأطلس العالم، وموسوعة الشيخ الغزالي وغيرها من المنتجات التي تحتوي على المضمون الهادف والمنتج بأحدث ما وصلت إليه تقنية المعلومات، موضحة أن الشركة قامت أيضا بإنتاج البرمجيات الترفيهية للأطفال وهي تشمل مجموعة من البرامج التعليمية مثل منتجات رياض الأطفال وحروف الهجاء من الألف إلى الياء وتعليم مبادئ الكومبيوتر مع السندباد، وكذا تم الاتفاق مع مجموعة من مشاهير الكتاب لتحويل إصداراتهم إلى اسطوانات مدمجة.