فكرة جديدة تتيح للكومبيوتر ترجمة النصوص بواسطة «تفتيت» الجمل

TT

يدعي إلي أبير أنه استطاع كشف غموض «السياق» في اللغة الإنسانية بالنسبة للكومبيوتر بسلسلة من الخوارزميات التي تمكن الكومبيوتر من فهم معنى الجمل، وهو اللغز الذي استعصى على العلماء لعقود. وتبيع شركة أبير «ميننغفل ماشينز» ( (Meaningful Machinesالواقعة في نيويورك، أفكاره إلى وكالة الأمن القومي وعدة شركات برمجية كبيرة، زاعمة أن تلك الأفكار تستطيع المساعدة في تحقيق انفتاح أكبر بين الثقافات العالمية.

وقد خرج أبير، الذي هاجر من إسرائيل إلى الولايات المتحدة في الثمانينات، من دراسة الخواص العميقة والأساسية للغة، بنتيجة مفادها وجود مفاهيم واسعة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن قال إنه فهم تماما الكيفية التي يتعلم بها العقل الأشياء. فعلى المستوى النظري تقوم رؤية أبير في الأساس على أن إدراك مفهوم ما ليس أكثر من استعراض هذا المفهوم من منظورين مختلفين.

ويرى أبير أن الكلام مهما كان منمّقا وذا وقع على السامعين، فإن ترجمته من قبل أجهزة الترجمة تبقى من أعقد المشكلات التقنية، فتلك الأجهزة تعطي في أحسن الأحوال جملتين صحيحتين فقط من أصل ثلاثٍ، وهي المشكلة التي سيساعد حلها المجتمع في العديد من الجوانب التطبيقية. ويتمثل تحدي أبير في كيفية مساعدة الأجهزة على فهم سياق اللغة الإنسانية، لتجنب اللبس الناجم عن استخدام الكلمات في معانٍ أخرى يتطلبها السياق. ولأجل تحقيق ذلك أُوجدت طرق عدة لمساعدة الكومبيوتر على إدراك المعاني المرادة، منها مثلا الطريقة القواعدية التي تحاول تطبيق قواعد اللغة على كل كلمة بعينها. وهناك أيضا الطريقة الإحصائية التي تحاول المقارنة بين الكلمة وسابقتها في النص المترجم، ثم تستخرج نتائج المقارنات التي تُستخدم في ما بعد لحساب المعاني المحتملة عند مصادفة الكلمات لاحقا في النص غير المترجم.

وقد قامت شركة أبير طوال العام الماضي بتحويل أفكاره، التي يختلف تطبيقها عن الطريقة الثانية بعض الشيء، إلى خوارزميات برمجية تنفذ أشكالا مبتكرة من تحليل الأنماط المعتمدة على العبارات بدل الكلمات، كوحدة جوهرية للمعنى. ويحلل نظام أبير كميات ضخمة من النص المترجم سابقا، ويستخرج الجمل المترادفة بين اللغات المختلفة ليرتبها في أزواج ويحفظها في قاعدة بيانات، كما أنه يجمع معلومات حول الكلمات التي تظهر كثيرا على أي من طرفي تلك العبارات، ويحفظها هي الأخرى في أجزاء متداخلة.

ولأن الأفكار الجديدة ليست ضمانا على نجاح المستقبل التجاري، ولأن شركة أبير ما زالت في بدايات تعاطيها مع هذه الأفكار وتحويلها إلى حلول تجارية، فقد قامت شركة «أبل كور هولدينغز» ((Apple Core Holdings النيويوركية التي أُعجبت بأفكار أبير بدعمه ماليا بمقدار 7.4 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها لطلبات تسجيل براءة اختراع طريقة الترجمة تلك ولقاءاتها مع شركات برمجية ووكالات استخباراتية اتحادية، وذلك لضمان إنجاح فكرة أبير، على الرغم من أن سمعة شركات التقنية اهتزت كثيرا بعد أزمة شركات «الدوت كوم».

* «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»