هاوي كومبيوتر في الحادية عشرة ينال براءة الاختراع على واحدة من أكثر أفكار التسويق إثارة

سكوت بارنهيل يصمم طريقة تتيح استخدام طاقة بلاستيكية واحدة للتسوق والخصومات وفتح الابواب الإلكترونية في الوقت نفسه

TT

يعتقد سكوت بارنهيل أن البالغين يحملون بطاقات بلاستيكية أكثر من اللازم، كبطاقات الائتمان وبطاقات التخفيضات وبطاقات الدخول لأماكن العمل، وأخرى غيرها. لذلك وضع سكوت، البالغ من العمر 11 عاما، وهو طالب الصف الخامس في مدرسة سانت بول في مقاطعة بالتيمور بميريلاند، فكرة لبطاقة واحدة تلغي الحاجة لكل تلك البطاقات. دائرة براءات الاختراع الاميركية، التي أعجبتها الفكرة، منحت سكوت براءة اختراع لقاء فكرته الشهر الماضي.

هذا المثال يوضح فكرة سكوت وكيفية عملها: لنقل ان لديك بطاقة نادي محل تجاري وبطاقة شراء متكرر وبطاقة محل فيديو إضافة إلى بطاقة ائتمان، فبدلا من حمل أربعة بطاقات منفصلة، يمكنك حمل واحدة عليها أربع أشرطة ممغنطة، طبعا بعد ترخيصها من مصدرها. ويمكن للشركات المعنية أن تضيف الأشرطة الممغنطة إلى أية بطاقة بلاستيكية، شريطة حصولها بالطبع على جهاز لتثبيت الأشرطة الممغنطة; فيمكنك مثلا الطلب من محل الفيديو إضافة شريط ممغنط إلى بطاقة «فيزا» (Visa) ليتاح لك استئجار الأشرطة منه، وذلك بافتراض موافقة المحل والحصول على إذن من مسؤولي «فيزا».

وقد وُلدت الفكرة لدى سكوت، المولع بالكومبيوتر والذي يمارس هواية تصميم مواقع الويب إلى جانب العديد من الهوايات، عندما كان في التاسعة من العمر، وذلك عندما ذهب لحضور معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس ونزل مع والده بأحد الفنادق هناك وشاهده وهو يتسلم بطاقة فتح باب الغرفة، فتساءل عن إمكانية أن تكون هذه البطاقة مدمجة مع غيرها من البطاقات. إذ رأى سكوت أنه بدلا من استخدام بطاقة فتح الغرفة التي يصدرها الفندق، يمكن للضيف أن يدخل غرفته باستخدام بطاقات الائتمان وذلك بأن يُضيف الفندق إليها شريطا ممغنطا تتم إزالته عند المغادرة النهائية. وقد كان السبب الآخر الذي جعل سكوت يفكر بوجود عدة أشرطة على بطاقة واحدة، العديد من البطاقات التي يحملها أبوه. ولم يكن سكوت، وحيد أبويه غريغوري وليزا بارنهيل، يفكر ببراءة اختراع أول ما خطرت بباله تلك الفكرة في الفندق، وحتى عندما أخبره والده بأنه قد يحصل على براءة اختراع، سأله عن معنى «براءة الاختراع» مستغربا، كما يتذكر! وبخبرته في المصرفية الاستثمارية في بنك «دوتش» (Deutsche) حيث عمل مديرا لإدارة مبيعات الأسهم المؤسساتية، عرف غريغوري بارنهيل قيمة براءة الاختراع، وبعد أن تقاعد من العمل المصرفي أصبح شريكا وكبير المستشارين في شركة «براون إنفيستمنت أدفايزري آند تراست» (Brown Investment Advisory & Trust). وقد اتصل بارنهيل الأب بصديقه غاي بار الذي أرشده إلى محامي تسجيل متخصص ببراءات الاختراع. وقد وصف سكوت العملية، التي تضمنت شرحا مدته خمس دقائق في دائرة براءات الاختراع الأمريكية، بالعمل الشاق الذي تطلب وقتا لإنجازه، ويتذكر أنه كان عصبيا لأن عمله اقتضى منه «تحبيب» نفسه إليهم ليتشكل لديهم انطباع جيد عنه. ويعتقد سكوت أنه أبلى حسنا أثناء الشرح برفقة أبيه ومحامي التسجيل.

ويقول المحامي هيندمان، إنه يتوقع أن ينال سكوت براءة الاختراع الفعلية في الخريف المقبل، لكن عليه أولا دفع 650 دولارا كرسوم حكومية، وهو نصف المبلغ الذي تدفعه الشركات التي يزيد عدد موظفيها عن 200، إضافة إلى 300 دولار رسوم نشر. يُذكر أن الحصول على براءة الاختراع يتكلف في المجمل أقل من 10 آلاف دولار بما فيها التكاليف القانونية. ويرى هيندمان أن اختراع سكوت قد يحوز بعض الاهتمام من قبل شركات مختلفة، إذ يمكن أن يغري الناس بالاشتراك بالمزيد من الخدمات التي تتطلب حمل بطاقات بلاستيكية، وستكون هناك فائدة تجارية للشركات التي سيزيد عدد حاملي بطاقاتها من الزبائن. وبرأيه يعتبر هذا الابتكار بالنسبة إلى أولئك الذين تمتلئ محافظهم، تطورا كبيرا. أما بار، وهو باحث متقاعد من شركة «لوكهيد مارتن» (Lockheed Martin) التقنية، ويحمل عددا من براءات الاختراع أيضا، فقد قال إنه يعتقد أن هذا الاختراع سيجذب أصحاب البطاقات الكثيرة. ويضيف قائلا: «لدي طن من البطاقات، منها بطاقة مكتبية، وأحب أن أعفي نفسي من حمل بعضها». لكن وككل الاختراعات، يمكن أن يكون هناك نقطة سلبية أو اثنتان. فحسب رأي جون هول، الناطق باسم رابطة المصرفيين الاميركية في واشنطن، إذا قام المستهلك باختصار عدة بطاقات في واحدة وبعد ذلك فقدها، فعليه عندئذ استصدار مجموعة من البطاقات بدل التي فُقدت. ويقول هول: «إنه مفهوم مثير جدا، وأحترم بالتأكيد طبيعته الابتكارية التي يتسم بها. لكن الموافقة المطلوبة قد تشكل عائقا، وبصراحة شديدة، أعتقد أن الشركات تفضل أن يحمل الناس بطاقاتها لإشهار الاسم ولأسباب تسويقية. إلا أنني أرى أن المستهلكين إذا أرادوا شيئا فستدعمه الشركات، وبالتالي فالعائق قد لا يكون تقنيا الآن».

وسيقوم سكوت كخطوة مقبلة بإطلاق حملة مراسلات تستهدف الحصول على دعم شركات بطاقات الائتمان الرئيسة. ويقول سكوت: «سأكتب رسائل إلى شركات بطاقات الائتمان أسألهم فيها عمّا إذا كانوا يرغبون بالتعاون، وما إذا كانوا سيدفعون لي في كل مرة يضع شخص فيها شريطا ممغنطا على ظهر بطاقة أخرى، أو في كل مرة تستخدم فيها الفكرة. سأكتب الرسائل وأرى ما يقولون، فإذا قالوا لا، سأسأل شركة ائتمانية أخرى». ويتمنى سكوت جني المال من اختراعه المسجل على المدى البعيد، وهو قد قرر منذ الآن أن من الأفضل له جمع الحقوق المكتسبة من هذا الاختراع بدلا من بيعه بشكل كلي، مشيرا إلى أن مخترع جهاز الصراف الآلي قد باع اختراعه، لكنه لو اختار الحصول على حقوقه المتمثلة بنسبة ضئيلة من العمليات التي تتم عبر الصراف، فإن من المؤكد أنه كان سيصبح مليارديرا!

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»