قامت وزارة التعليم العالي في سورية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذ مشروع شبكة التعليم العالي والبحث العلمي كمشروع وطني، رُبطت فيه الجامعات السورية الأربع (دمشق، وحلب وتشرين والبعث) ووزارة التعليم العالي والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، بشبكة واحدة واسعة ورُبطت هذه الشبكة بشبكة الإنترنت العالمية.
ونُفذت الشبكات المحلية كوحدات متماثلة في البنية والتنظيم ووفق المقاييس الدولية، وتم ربطها ببعضها لتصبح شبكة وطنية محلية Intranet للبحث العلمي، وتم دعمها من خلال ربطها مع شبكة الإنترنت العالمية، كما تم من خلالها بناء كوادر وطنية محلية في كل جامعة وفي وزارة التعليم العالي قادرة على تطوير وتوسيع هذه الشبكة وصيانتها، بحيث تتيح للباحثين وأساتذة الجامعات زيادة فعالية عملهم وإبداعهم من خلال التبادل المباشر في ما بينهم وارتباطهم بمجتمع البحث العلمي العالمي عبر الإنترنت، وتتيح للطلاب الوصول إلى المكتبات الحديثة والمراجع العلمية بسهولة. وتضم الشبكة مجموعة من الخدمات منها خدمة الوصول إلى الإنترنت وخدمة البريد الإلكتروني، والتعليم الإلكتروني في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وفي مجال الإدارة، والتعليم الإلكتروني للغة الإنجليزية والمكتبات الإلكترونية التي تؤمن الوصول إلى أحدث الكتب العالمية وخدمة المؤتمرات المرئية، بالإضافة إلى خدمات أخرى قيد الإنشاء كبنوك المعلومات وخدمة تبادل المعلومات الإدارية. وتؤمن خدمة المؤتمرات المرئية إمكانية الاتصال مع الخبراء حيث يستطيع الطلاب الحصول على جميع الإجابات عن استفساراتهم، وفتح آفاق لتقانات وأساليب تعليم متعددة جديدة كالأفلام التعليمية وغيرها، وتزيد الدافع للعمل والبحث العلمي وتقديم الأبحاث إلى الجامعات والمراكز البحثية الأخرى، بينما تهدف خدمة تبادل المعلومات الإدارية إلى دفع مسيرة العمل الإداري من خلال بناء منظومة شفافة تعمل على شبكة التعليم العالي والبحث العلمي وتمكن من تنفيذ الأعمال الإدارية الداخلية للجامعة أو بين الجامعات ووزارة التعليم العالي بشكل سريع، وتقلل من الإجراءات الروتينية والوقت اللازم لإرسال هذه المعلومات بين الجامعات،حيث قطعت جامعة دمشق شوطاً مهماً في هذا المجال في بناء منظومة الأتمتة الإدارية، حيث بدأت الجامعات الأخرى بتطبيق المنظومة نفسها، وهناك دراسة للعمل على ربط هذه المنظومات بمنظومة الأتمتة في وزارة التعليم العالي للوصول إلى منظومة إدارية موحدة تعطي البعد الاستراتيجي المطلوب من هذه الخدمة. ويهدف التعليم الإلكتروني الذي يتم بالتعاون مع شركات عربية مختصة بتشغيل البرامج وتأهيل الكوادر، إلى ربط الجامعات وفق شبكة Shern لتقديم الخدمات ومنها التعليم الإلكتروني لمواكبة المفاهيم الجديدة للتعليم في العالم وتطور مناهج علم التقنيات ورفع سوية التعليم الأكاديمي في سورية على صعيد المناهج والكادر التدريسي، باستخدام أحدث الوسائل التقنية في عملية دمج الصوت والصورة والحركة لإنتاج المادة التعليمية. ومن أهم ميزات التعليم الإلكتروني أن التكلفة فيه أقل بكثير من أي نظام تعليمي آخر ويعتمد على نظام المشاركة الفعالة بين الطالب والمادة، ويمكن الحصول على نتيجة امتحان الطالب في كل مرحلة من الدرس وفي نهاية الدرس بشكل كامل، ويتيح للأساتذة والمديرين فرصة تطوير معلوماتهم التقنية بما يتناسب مع التطور التقني السريع، وتدريب أكبر عدد من الطلاب خلال فترة قصيرة «ضمن جامعة أو شركة»، كما يقام امتحان سبر معلومات قبل الدرس لتحديد مستوى الطالب.