خبراء مصريون يطالبون بالمشاركة في تطوير «لينكس»

TT

أكد خبراء ومسؤولون في قطاع تقنية المعلومات المصري أهمية البرامج وأنظمة التشغيل ذات المصدر المفتوح في تخفيض تكلفة الانتقال الى مجتمع معلوماتي، واتساع نطاق القطاع وإتاحة الفرصة لتحفيز الابداع والتطوير في مجال البرمجيات. وقال مدحت عنارة مدير مكتب إحدى الشركات العالمية في القاهرة ان الحصول على هذه البرامج ومنها نظام التشغيل «لينكس» يكون مجانا ومن دون أي تكلفة، ومن حق المستخدم اضافة تعديلات على البرنامج نفسه.

وأكد ان أي مستخدم يستطيع الحصول على هذه البرامج وهو مطمئن من الناحيتين الفنية والقانونية، مما يعد فرصة للمستخدمين في مصر والعالم كله لاستخدام هذه البرامج، وتوفير تكلفة استخدامات التقنية، خاصة أن مصر ليست من الدول الغنية، وان التكلفة تمثل عبئا على الموازنات وعلى فرص الافراد والمؤسسات في توسيع التفاعل مع البرامج والتقنيات المتاحة. وذكر ان هذا النوع من البرامج يتيح فرصة أكبر للابداع والتعليم، لكن للأسف لم يتم الاستفادة منه بشكل كبير، مشيرا الى ان زيادة الوعي مستمرة وان كانت ليست بنفس القدر الموجود في أوروبا والولايات المتحدة.

وأشار مدحت عنارة الى سمو العامل الاخلاقي وتطوره، حيث استطاع عدد من الخبراء والباحثين اختراع البرامج مفتوحة المصدر واتاحتها مجانا على الانترنت، رغم ان الصناعة بصفة عامة وصناعات تقنية المعلومات بصفة خاصة تستهدف تحقيق الأرباح. وأكد ان اتاحة هذه البرامج مجانا توضح أهمية احساس المبدعين بالمستخدمين والمجتمع وبأخلاقيات المهنة والمسؤولية الاجتماعية بصفة عامة، وهذا يعد مثالا طيبا للمبدعين والعاملين في قطاع البرمجيات في مصر خاصة ان صناعة البرمجيات جديدة الى حد ما على هذا المجتمع.

وقال مدحت عنارة «أدعو المبدعين والخبراء المصريين والعرب، الى الاسهام في تطوير البرامج ذات المصدر المفتوح لكي يكون لنا وجودنا في مجتمع تقنية المعلومات على مستوى العالم ولكي يكون لنا دورنا في تطويره وحتى لاينظر إلينا على اننا مجرد مستهلكين للتقنية». وأضاف أنه اصبح لاسرائيل دور كبير في صناعة البرمجيات، ووجود واسع في محتويات الشبكة العالمية، وأنه «يجب علينا ان نطور أنفسنا وألا يستمر وضعنا الحالي على ما هو عليه». من جانبه قال زياد عبد التواب، من مجلس معلومات مجلس الوزراء المصري، ان فكرة البرامج مفتوحة المصدر بزغت في الجامعات والمراكز البحثية، وهي متاحة على شبكة الانترنت ويمكن تطويرها حسب رغبة المستخدم، لكن التطوير يحتاج الى درجة عالية من الحرفية والى فريق عمل متكامل، مشيرا الى ان فكرة فرق العمل غير منتشرة في مصر.

واضاف ان البرامج ذات المصدر المفتوح لا تكلف المستخدم إلا قليلا، وأحيانا لا تكلفه إلا ثمن الاسطوانة المدمجة، ويتم تحميلها مجانا من شبكة الانترنت، مما يوفر كثيرا في تكلفة الانتقال الى المجتمع المعلوماتي، خاصة مع التشديد في تطبيق قوانين حقوق الملكية الفكرية. وأوضح ان انظمة التشغيل في «البرامج ذات المصدر المفتوح» يمكن استخدامها في مجالات متعددة.

وقال احمد سامي مدير عام مكتب إحدى شركات أجهزة الكومبيوتر العالمية في القاهرة، ان الشركة تدعم جميع البرمجيات والبرامج بما في ذلك ذات المصدر المفتوح، مشيرا الى ان كل نظام تشغيل له استخداماته ومميزاته. وأضاف ان الدول الغربية سبقت العالم العربي في استخدام «لينكس» لكن مصر وغيرها من الدول العربية بدأت في محاولة اللحاق بالغرب، مؤكدا ان العديد من الشركات والمؤسسات المصرية اتجهت الى «لينكس» مؤخرا، واكتشفت فيه كنوزا من الاعمال البكر.

وقال عمر صلاح من الشركة نفسها ان بعض مزودي خدمة الانترنت وشركات البترول والجامعات في مصر اتجهت الى استخدام «لينكس» نظرا لامكانية تجهيز شبكة الكترونية قوية بتكلفة قليلة، مضيفا ان الاستخدام يكون مجديا أيضا في حالة مزارع الكومبيوترات في الأجهزة الخادمة. وأضاف ان قطاعي الاتصالات والاعلام سيتجهان الى استخدام «لينكس» بشكل أكبر نظرا لأهمية عامل التكلفة والسعر في الخدمات التي يقدمها القطاعان. وحول أسعار الأجهزة المحملة بنظام تشغيل «لينكس» قال ان الاتجاه الحالي هو نحو تخفيض تكلفة بعض الاجزاء الأساسية، مما ينعكس في شكل خفض للسعر النهائي الأمر الذي يعود بالفائدة على المؤسسات والشركات المستخدمة لهذا النظام، ويزيد قدراتها التنافسية في السوقين المحلية والخارجية.

وأكد أهمية اكتمال حلقات البرمجيات المجانية والمدفوعة وتعزيز خدمات ما بعد البيع والتدريب واتاحة البدائل وخروج التطبيقات من القوالب التقليدية.