بوابة إلكترونية للتبادل التجاري والتدريب بين دول شمال وجنوب البحر المتوسط

TT

بدأت مصر اتخاذ الخطوات العملية بالتعاون مع البلدان العربية والأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لانشاء بوابة إلكترونية للتبادل التجاري والتدريب بين دول شمال وجنوب المتوسط، وذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال العالم المصري الدكتور هشام الديب، من معهد بحوث الإلكترونيات والمشرف على مكتب براءات الاختراع المصري، وأحد أطراف البوابة الإلكترونية، ان فكرة هذا المشروع بين دول شمال وجنوب المتوسط بدأت في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، وسيستمر تنفيذه حتى منتصف العام المقبل 2004، بهدف إنشاء بوابة إلكترونية لتجارة النسيج والملابس على مستوى دول جنوب وشمال البحر المتوسط وتبلغ ميزانيته 1.5 مليون يورو. مشيراً إلى أن هذا المشروع يضم 19 شريكاً من 10 دول عربية وأوروبية هي: فرنسا واليونان وألمانيا ومصر وسورية وتونس والمغرب والجزائر والأردن وقبرص، كما تشارك في المشروع 14 شركة من هذه البلدان، وذلك لربط العمل بالمشروع بمتطلبات الشركات العاملة في هذا المجال.

ويذكر أن هذا المشروع الأوروبي E-med tex-net ينقسم إلى 3 مشاريع فرعية الأول: يهدف إلى انشاء قاعدة معلومات على الانترنت، تضم معلومات عن سوق النسيج وصناعته، التي سيتم عن طريقها تحديد عروض للبيع والشراء، وعمل توافق بين العرض والطلب بحيث يمكن لأي شركة عاملة في هذا المجال، أن تطلب بعض الخامات النسيجية من خلال الانترنت وقاعدة البيانات التي سيتم تنفيذها لهذا الغرض، وهو الأمر الذي سيفتح المجال أمام التجارة الإلكترونية في مجال النسيج والملابس على مستوى دول شمال وجنوب المتوسط.

أما المشروع الفرعي الثاني فسيقوم بتقييم الشركات ومصانع النسيج إلكترونياً، بحيث سيتم اعداد قاعدة بيانات تضم المستويات المختلفة للشركات العاملة في هذا المجال، الأمر الذي يمكن معه لأي شركة أن تقوم بتقديم أو ملء البيانات الخاصة بها على قاعدة البيانات الموجودة على موقع هذا المشروع على الشبكة الدولية للمعلومات، وهو مايمكن أن يوضح مواطن القوة والضعف في أي شركة، ولتعرف موقعها من السوق العالمية، كما سيتم تقديم مقترحات لها لتعديل وضعها الى الأفضل، وهكذا بالنسبة لسائر الشركات العاملة في مجال صناعة النسيج والملابس الجاهزة وتصميم الأزياء في دول البحر المتوسط، وخصوصاً دول الجنوب منه.

ويؤكد الدكتور هشام الديب أن المشروع الفرعي الثالث لهذا المشروع الأوروبي يهدف الى انشاء موقع إلكتروني للتدريب المستمر On-line training على أحدث تقنيات التجارة الإلكترونية وتصميم الملابس والأزياء، وغيرها من المواضيع الهامة في هذا المجال، حيث سيتم وضع العديد من البرامج التي يمكن لشركات النسيج أن تقوم من خلالها بتدريب العاملين فيها، مثل كفاءة الانتاج، والتجارة الإلكترونية في مجال النسيج، وتقييم الدارسين من خلال امتحانات إلكترونية عن بعد. وسيتم منح الناجحين شهادات معتمدة من أكبر الشركات العالمية، الأمر الذي يعني أن شركات النسيج العربية جنوب المتوسط يمكن أن تقوم بتدريب العاملين بها على أعلى مستوى وعلى أيدي أكبر الخبراء في العالم، من دون انتقال هؤلاء أو تعطيلهم عن القيام بأعمالهم التي يقومون بها في مصانعهم أو شركاتهم، إذ سيتم كل ذلك إلكترونياً وبتكاليف بسيطة للغاية، مما يضمن نجاح هذه المشروعات وتطوير مجال تصميم وتصنيع الملابس والنسيج. وأوضح أن هذا المشروع وإن كان يقتصر في بدايته على دول شمال وجنوب البحر المتوسط، فإنه يمكن بعد ذلك أن تنضم إليه سائر البلدان العربية، وخصوصاً دول الخليج.

وقال ان غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية هي التي تشرف على هذا المشروع الأوروبي، وتشارك فيه غرف التجارة والصناعة العربية المطلة على المتوسط، مشيراً الى أن معهد بحوث الإلكترونيات التابع لوزارة البحث العلمي المصري شريك في المشروع، الذي يعد خطوة هامة للغاية لتطبيق اتفاقية الجات والتجارة الحرة، حيث سيعمل على فتح أبواب التبادل التجاري والاقتصاد الحر وأبواب المنافسة على مصراعيها بين الشركات العاملة في مجال النسيج على مستوى العالم كله، موضحاً أن هذا المشروع الأوروبي سوف يوفر الوقت والجهد الذي تبذله الأطراف المختلفة، في طريقة العروض والطلبات بالطرق التقليدية، أو التقييم العادي للشركات، أو في طريقة التدريب والتطوير للأيدي العاملة.