شركة «إنتل» تبدي اهتماما ضافيا بالمنطقة على ضوء نسب النمو المرتفعة التي حققتها

رئيس الشركة يزور المنطقة ويعلن عن مبادرات جديدة ويدعو الحكومات إلى مزيد من دعم المنطقة وقادة الشركة في المنطقة يعلنون عن استراتيجياتهم

TT

نشطت شركة إنتل في الآونة الأخيرة في المنطقة العربية بشكل ملحوظ، حيث شهدت نشاطا حثيثا من قبل العديد من قادة الشركة، كان أبرزها الزيارة التي قام بها كريغ باريت، الرئيس التنفيذي للشركة إلى المنطقة، وإلى العاصمة اللبنانية بيروت بالذات، حيث التقى فيها بالرئيس اللبناني إميل لحود، ورئيس الوزراء رفيق الحريري، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين في قطاع التعليم والاستثمار. كما افتتح المركز المالي للكفاءة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط. وأنشئ المركز نتيجة للتعاون بين شركات «إنتل»، وهيولت باكارد ومايكروسوفت من أجل إنشاء مركز تقني لخدمة الطلاب، ومصنعي برامج الكومبيوتر، والمهندسين، وإجراء الأبحاث والقيام بأعمال التطوير وتنظيم دورات تدريبيّة، إضافة إلى تطوير البرامج الخاصة بالمؤسسات المالية.

* المنطقة العربية وإنتل

* وللتعرف على وضع المنطقة العربية من بين مجموعة الدول التي تصنف معها حسب تقسيمات شركة «إنتل»، التقت «الشرق الأوسط» رود أوشيه، المدير الإقليمي لإنتل في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، الذي أشار إلى أن المنطقة التي يديرها قد قسمت إلى 3 مناطق، تضم الأولى روسيا والجمهوريات المستقلة، وتضم الثانية شرق ووسط أوروبا، في حين تضم الثالثة تركيا وأفريقيا والشرق الوسط بما مجموعه 67 دولة تضم حوالي مليار مواطن. ويدير رود أوشيه هذه المنطقة الشاسعة، من مقره في مدينة دبي.

ويرجع أوشيه السبب وراء هذا التقسيم الجديد لشركة إنتل، إلى أمرين، الأول هو النمو الكبير والسريع الذي تتمتع به المنطقة، إذ أظهرت تقارير الشركة في الربع الثالث من العام الحالي أن أعمالها نمت في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا بمعدل 19 في المائة. أما السبب الثاني فهو استراتيجية إنتل بتقريب مصادرها وإمكانياتها إلى حيث تقام الأعمال في مناطقها، مما يتيح لها دعمها بشكل أفضل. وأشار أوشيه إلى تميز 4 دول في المنطقة التي يديرها، وهي السعودية ومصر، بالإضافة إلى السعودية ومصر التي أعلنت إنتل مؤخرا عن تعيين مدير لها.

وقال أوشيه ان هناك العديد من الأمور والأهداف التي تضعها إنتل على سلم أولوياتها في المنطقة، وتأتي في مقدمتها الحكومة وقطاع التعليم، حيث تعمل الشركة عن قرب مع حكومات المنطقة لتقديم استخدامات جديدة في المنطقة للتقنية، مع دعم وتشجيع المبادرات التقنية في البلدان العربية، كمبادرة كومبيوتر لكل منزل في مصر. كما تعمل إنتل من جانب آخر على ضمان جعل المناخ مناسب لتطبيق التقنية في المنطقة، كالتشجيع على تحديد مجال مناسب للاتصالات اللاسلكية بما يشجع على انتشار الأتمتة اللاسلكية التي نجد أن المستقبل لها.

وتعمل الشركة على تطبيق ذلك من خلال توجيه النصائح والاستشارات لحكومات المنطقة حول أفضل السبل للاستفادة من التنقية لتشجيع اقتصادياتها على النمو.

وحول الأتمتة النقالة التي تعتمد على الاتصالات اللاسلكية، أشار أوشيه إلى أنها تنمو بمعدلات سريعة، إذ زادت نسبتها عن العام الماضي بمعدل 30 في المائة، وبخاصة مع تقنية «سنترينو» التي طورتها إنتل بحيث تمنح أجهزة الكومبيوتر النقالة إمكانية الاتصال اللاسلكي بشكل مباشر، وهو الأمر الذي ساهم بزيادة انتشار الأتمتة اللاسلكية. وركز أوشيه على أنه مع توفر التقنية على مستوى الأجهزة يبقى التحدي الأكبر في توفير البنية التحتية المناسبة لذلك على مستوى دول المنطقة. وقال انه وعلى الرغم من أن هذه التقنيات ما زالت في بداياتها على مستوى المنطقة، إلا أن هناك ما يزيد عن ما يقارب الخمسة آلاف منطقة اتصال جاهز، أو ما يعرف بالتعبير «هوت سبوت»(Hotspot) تنتشر في الشرق الأوسط، نتوقع أن يرتفع عددها إلى عشرة آلاف خلال الفترة القليلة المقبلة. أما بما يتعلق بتقنيات الاتصال ذات النطاق العريض بالإنترنت (برودباند)، فأكد رود أوشيه، المدير الإقليمي لإنتل في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، أنه من الضروري أن يتعرف عليها الجمهور بشكل أكبر حتى يمكنهم معرفة كيف يمكنهم الاستفادة منها، ولأننا وجدنا أن أفضل طريقة للتعلم هي في التجربة العملية، خصصنا في معرض جيتكس في دبي، مساحة مخصصة تتيح للجمهور تجربة استخدام أجهزة الكومبيوتر النقالة للاتصال لاسلكيا بالإنترنت من خلال اتصال سريع بتقنية «برودباند». وقال أوشيه، ان شركته تقوم بإجراء مماثل لتعريف الحكومات على فوائد التقنية الحديثة وذلك بإقامة مشاريع نموذجية (بايلوت) تقرب الأفكار بصورة عملية للمسؤولين. من جهته أشار جيلبير لاكروا، رئيس إنتل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمسؤول عن إدارة أعمال المؤسسات في الشركة، إلى أن المنطقة العربية تحتاج إلى التركيز على حلول المؤسسات، وهو الأمر الذي تدعمه إنتل باستمرار بأساليب مختلفة كان آخرها عندما أعلنت أثناء إقامة معرض جيتكس 2003 في دبي، عن تعاونها مع شركتي «ديل» و«هايبرلينك»، المتخصصة في تطبيق نظم أوراكل وفي استشارات أوراكل، على إنشاء مختبر لتصميم الحلول البرمجية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وأعلن لاكروا عن أنه بصدد وضع استراتيجية برمجيات على مستوى الشرق الأوسط تساعد المطورين وشركاء الشركة على فهم احتياجات المنطقة. وردا على سؤالنا حول المجالات التي تساعد فيها شركة إنتل مطوري البرمجيات، وهي المتخصصة بإنتاج شرائح المعالجات بشكل رئيسي، قال لاكروا « تعتمد 90 في المائة من الأجهزة الخادمة على مستوى العالم على هيكلية إنتل، ولهذا فإنه من الضروري أن نضمن أن الأدوات البرمجية المستخدمة في إنتاج برمجيات تعمل على هذه الأجهزة من دون مشاكل». وأشار لاكروا إلى وجود مركز تابع لشركة إنتل في أبوظبي يعمل على ضمان تحويل التطبيقات لتتلائم مع هيكلية إنتل، كما يعمل على اختبار آلاف من مشغلات الأجهزة (Driver) لضمان عملها بشكل طبيعي.

وأكد لاكروا على حرص شركته على توفير ما دأبت بتسميتها لبنات البناء، التي يمكن أن تستخدم لتأسيس الأعمال والحلول، حيث أوضح أن تقنية «سنترينو» وحدها لن تكون كافية لتوفير الأتمتة المتنقلة، إذا لم يتوفر معها البرمجيات والتطبيقات المناسبة، والبنية التحتية الصحيحة، وكل ما يساعد الناس على استخدام التقنية بأفضل ما يمكن.

* مبرمجي إنتل

* كما التقت «الشرق الأوسط» جون ديفيز، نائب الرئيس لمجموعة التسويق والمبيعات، ومدير مجموعة تطوير حلول السوق في شركة إنتل، الذي قال ان شركته لا تصنع شرائح الكومبيوتر فحسب، بل هي تقدم كل ما يدعم الحلول الموجهة لتطوير أعمال المؤسسات، وأنها لتحقيق ذلك تعمل مع شركات البرمجة عن قرب لضمان أن تطبيقاتها ستعمل بشكل جيد من الأجهزة المعتمدة على تقنيات إنتل، وأشار ديفيز إلى أنه وعلى الرغم من أن شركته لا تبيع البرمجيات إلا أنها توظف ثلاثة آلاف مبرمج، لكي تقدم الدعم لجميع قطاعات تقنية المعلومات بمن فيهم مقدمي الحلول ومزودي الخدمات. وضرب ديفيز مثلا على مساهمة إنتل في تقديم الحلول لقطاع النفط والتنقيب عنه، الذي استغنى عن الأجهزة الكبيرة (مين فريم) واستعاض عنها بأجهزة أصغر تعتمد على آلاف المعالجات، تعمل بنظام «لينكس»، حيث وفرت هذه الحلول الجديدة العديد من الوقت والمال، مما شجع الشركات على الحفر لأعماق أكبر، والعودة إلى الآبار القديمة، إعادة الاستفادة مما تحتوي من غازات. وكذلك الحال في قطاع الخدمات الصحية والمبيعات وقطاع الاتصالات، حيث أشار جون ديفيز إلى أن شركته تعمل على تطوير حلول مناسبة للمنطقة، بالتعاون مع شركات محلية

* رئيس إنتل يعلن عن مبادرات جديدة في العالم العربي

* وكان كريغ باريت استغل زيارته للمنطقة لدعوة الزعماء العرب للوصل في ما بين المواطنين وشركات الأعمال والحكومات من خلال شبكة الإنترنت، وذلك كي يتسنى للعالم العربي أن ينافس ويزدهر في اقتصاد عالمي متوسّع، وفي بيان وزعته شركته قال باريت ن التقاء الأتمتة والاتصالات مع تعزيز دور الإنترنت في العالم، يغيّر طريقة التعامل في المشاريع وكيفية استخدام الناس للتقنيات في العمل وفي المنزل. وأضاف قائلا «في السنوات المقبلة، ستعتمد اقتصاديات العالم، بشكل أكبر، على الإنترنت لإجراء عمليات تجارية، ولتتواصل وتدير المعلومات والإعلام». وقال: «ستحدد تقنية المعلومات مستقبلكم، فهي الدافع الدقيق للنمو الاقتصادي، وسوف تصبح ضرورية لازدهار الاقتصاد في العالم العربي على المدى الطويل». وأضاف باريت قائلاً إنه بالرغم من الاستحواذ القليل للأجهزة الشخصية وكذلك الاستخدام الضئيل للإنترنت، حيث تبلغ نسبهما 2% و3% على التوالي، فإن الدول العربية تتخذ الخطوات الجيدة الأولى للإفادة من فرص الأسواق التي جاءت بسبب انتشار الإنترنت. وأشار باريت إلى مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للحكومة الإلكترونية، التي رفعت من نسبة استخدام الإنترنت في المنطقة بحوالي 30%. كما أشار، إلى برنامج «ريتش» في الأردن الذي يضع خطة عمل لتعزيز قطاع تقنية المعلومات في الأردن، وتوفير 30 ألف فرصة عمل جديدة، وزيادة الاستثمارات الأجنبية بحوالي 150 مليون دولار، وصادرات المعلوماتية بحوالي 550 مليون دولار بحلول العام 2004. ووصف هذه الجهود بنماذج قيادية يجب أن يقتدي بها العالم العربي أجمع. وأكد باريت على أن بإمكان العالم العربي زيادة استثماراته في البنى التحتية للأتمتة والاتصالات، بالإضافة إلى برامج البحوث والتنمية، والتربية. وأضاف أن تخفيف القيود التجارية، وتحرير سوق الاتصالات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي سيساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية. وبهذه الاستراتيجية، سيكون العالم العربي في موقع جيد للتنوع والنمو والاتصال مع الاقتصاد العالمي. ومن أجل تسريع عملية نشر بنى تحتية متينة للتقنيات، وتحقيق فوائد في الأسعار والأداء، دعا باريت الدول العربية إلى دعم المعايير والهيكليات المفتوحة وبرمجيات المنصة. وأشار الى تقنية «واي ـ فاي» (Wi-Fi) كتقنية لاسلكية جديدة ستساعد العالم العربي على تحقيق تقدّم سريع في سعيه إلى التنوع والنمو الاقتصادي، حيث حث باريت الدول العربية على الاستمرار في تحرير القطاع ودعم نشر هذه التقنية، وزيادة نشرها كما حدث في عدد من المواقع كالمطارات في البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان. ومن جانب آخر أعلن كريغ باريت رئيس إنتل يوم الأول من أمس، بأن مبادرة الشركة في التربية، التي يطلق عليها «تجديد إنتل في التربية» ستصل قريباً إلى المزيد من الطلاب والأساتذة في العالم العربي. ويذكر أن هذا البرنامج يمثل مجهوداً بمليارات الدولارات بالتعاون مع تربويين من مجموعات في جميع أنحاء العالم لتحسين نوعية تعليم الرياضيات والعلوم والهندسة، بهدف مساعدة الطلاب على تنمية كفاءات ذات مستوى أعلى سيحتاجون إليها للنجاح في اقتصاد يعتمد على المعرفة. وقال باريت «إن نمو اقتصاد بلدٍ ما، سيستند بصورة متزايدة على قدرة مواطنيها على إنتاج واستعمال تقنية المعلومات. وأكد على أن على العالم العربي استعمال التعليم لبناء قوة عمل متينة مجهزة، لتكون في موقع التنافس في الاقتصاد الرقمي. كما أعلن باريت أنه سيتم توسيع نطاق برنامج «تعليم للمستقبل» الذي يتم تنفيذه حالياً في الأُردن، ليشمل لبنان ومصر والسعودية في العام 2004. ويذكر أن هذا البرنامج هو برنامج مجاني عالمي للتنمية المهنية، يساعد المدرسين على إدماج التقنية بصورة فعلية ضمن دروسهم في الصفوف لتحسين مستوى معرفة. ولقد تم تدريب ما يزيد على 1.3 مليون مدرس في أكثر من 30 بلداً في العالم مع هذا البرنامج حتى الآن. كما تم اعتماد البرنامج كمعيار من قبل وزارات ودوائر للتربية في العالم. ومن أحدث البلدان التي اعتمدت تلك البرامج الأُردن، وكوريا، وتركيّا، وأستراليا، وبولندا والصين. ويستند هذا البرنامج الى تدريب المدرسين على كيف ومتى وأين يجب إدماج الأدوات التقنية ضمن خططهم التدريسية الحالية، ويشمل ورش عمل بإشراف أساتذة متمرسين على استعمال الإنترنت، وتصميم صفحة للويب، واستخدام برامج الوسائط المتعددة ضمن الدروس.

* موقع وأندية

* وقد أعلنت شركة إنتل أنها ستطلق في نهاية شهر أُكتوبر (تشرين الأول) موقعاً تربوياً باللغة العربية على الويب يركز على توفير الموارد والمعلومات للمدرسين في العالم العربي، كما ستفتتح الشركة أول ناد منزلي للكومبيوتر في الأُردن في 2004، ليكون ثاني ناد في العالم العربي بعد أن تم فتح نادٍ مماثل في رام الله هذا العام. ووصف باريت هذه الأندية بأنها ورش عمل للإبداع لما بعد الصفوف الدراسية، يستطيع فيها الشباب بين العاشرة والثامنة عشر من العمر التعبير عن اهتماماتهم الخاصة بحيث يصبحوا مصممين وليس مجرد مستهلكين لمنتجات الكومبيوتر، وذلك اعتمادا على برامج احترافية تساعدهم على أن يكونوا خلاقين ويستكشفون عالمهم ويكسبون مهارات اعتمادا على أنفسهم قيمة لسوق عمل الغد. ويذكر أن إنتل توفر التقنيات اللازمة لتشبيك جميع النوادي في جميع أنحاء العالم، والتي أصبح عددها يزيد حاليا عن 65 ناديا في الولايات المتحدة و10 بلدان أخرى. لمزيد من المعلومات يمكن زيارة الموقع www.intel.com/education