خدمة المسبار للترجمة على الإنترنت لم تعد مجانية وموقع عجيب تعجبه الفكرة ويصفها بالناضجة

أصحاب الموقع يقولون إنهم بحاجة للموارد لدفع عجلة التطوير في الموقع وإدخال مزايا جديدة عليه

TT

إذا كنت من الذين استمتعوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية بخدمات القاموس والترجمة الفورية المجانية التي يقدمها موقع المسبار (www.almisbar.com)، فيؤسفنا القول انه عليك من الآن فصاعدا أن تدفع ما يتراوح بين 40 و700 دولار، تختلف حسب نوع وعدد المستخدمين، مقابل الحصول على هذه الخدمات. وبذلك تقفل شركة «أي تي أي» لتقنية البرمجيات المحدودة (ATA)، الباب ربما إلى الأبد أمام الخدمات المجانية من الإنترنت، لتفتح بعدها صفحة جديدة أمام المستخدمين العرب، قد تشجع إن نجحت شركات أخرى على أن تحذو حذوها، وهو الأمر الذي لن نعرف تأثيره الفعلي على متصفحي الإنترنت من العرب، على الرغم من ضآلة عددهم النسبي مقارنة بالمجموع الكلي لعدد الناطقين بالعربية عبر العالم.

وللتعرف أكثر على مبررات هذه الخطوة، سارعت «الشرق الأوسط» للاتصال بشركة ATA، التي جاء ردها الرسمي على أسئلتنا كما يلي: «بعد ثلاث سنوات وكلفة مئات الآلاف من الدولارات، تحملتها الشركة ودعمتها من مبيعات برامجها العديدة في مجال الترجمة، فقد ارتأينا أنه قد آن الأوان لجعل الترجمة في موقع «المسبار» بالاشتراك المدفوع الثمن وليس بالمجان. فلا يخفى على الجميع كوننا شركة تجارية تستثمر الأموال الخاصّة في عملها، لذا فهي بحاجة للموارد باستمرار لدفع عجلة التطوير في الموقع، وإدخال مزايا جديدة عليه كالترجمة من العربية إلى الإنجليزية في المستقبل، وهو ما يصب في فائدة زوار الموقع في النهاية». وردا على سؤالنا حول ردود فعل المستخدمين على هذه الخطوة، قالت الشركة انه ومنذ الإعلان عن البدء بنظام الاشتراكات ابتداء من الحادي والعشرين من الشهر الجاري، فقد استلمت العديد من الرسائل من زوار الموقع يمن دون تفهّمهم للخطوة، ورغبتهم بشراء الاشتراكات، بالاضافة إلى رسائل من البعض الذي عارضها. ولم تكن المشكلة التي ظهرت أمام الشركة في الاشتراكات كما تقول، بل في الصعوبة التي واجهها العديد من طالبي الاشتراك عند ملء استمارة الاشتراك والدفع، بسبب أن بعض الصفحات تظهر باللغة الإنجليزية فقط، لكونها صادرة من المؤسسة المالية التي تخصم ثمن الاشتراك من بطاقة الإئتمان الخاصة بالمشترك نيابة عن موقع المسبار، الأمر الذي دفع الشركة أمس لوضع ملف مزوّد بالصور والشروح باللغة العربية عن كيفية ملئ استمارة الاشتراك.

أما بالنسبة لاستفسارنا حول الأسلوب الذي حددت فيه الشركة أسعار الاشتراكات بالنسبة للأفراد والمؤسسات، وإن كانت ترى أنها ستناسب أصحاب الدخول المحدودة كالطلاب، قالت ATA أنها ارتأت أن لا يتجاوز سعر الاشتراك ثمن برامج الترجمة التي تبيعها، التي تصدر منها إصدارات جديدة كل عام، على الرغم من أن موقع «المسبار» يخضع لتجديد يومي وإضافات كبيرة على القاموس العام والقواميس التخصصية. وكشفت الشركة في هذا السياق عن أن لديها خطة مستقبلية لوضع مزايا جديدة في الموقع، كقاموس عربي إنجليزي، وآخر إنجليزي عربي ضخم يتجاوز كثيراً القاموس الحالي، بالإضافة إلى الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. وأوضحت الشركة أنها ستضيف قريباً هيكلاً جديداً للأسعار خاص بالجامعات والمدارس، حيث يحصل فيه الطلبة والأساتذة والباحثين على أسعار مخفّضة جداً من خلال المؤسسة التعليمية التي يعملون بها.

وقالت الشركة انها اختارت أن تجعل الاشتراكات إما لستة أشهر أو لسنة كاملة، وأنها فضلت عدم تطبيق فكرة الاشتراك الشهري، لمعرفتها بأن زوار الموقع هم بمئات الآلاف من الذين يداومون على استخدامه باستمرار، كما أنه لم يقترح عليها أحد حتى الآن تطبيق الاشتراكات الشهرية.

وللتعرف على ردود فعل موقع «عجيب دوت كوم» (www.ajeeb.com) على خطوة منافسه في خدمة الترجمة الإلكترونية من خلال الإنترنت، قال أنور دياب، المدير العام في ELINK ASSOCIATES, LLC، وهي الشركة الأميركية التي تدير موقع «عجيب.كوم»، أن قرار «المسبار» يأتي كنتيجة متوقعة لحالة النضج التي بدأت تظهر سماتها في المنطقة العربية، وللوعي الذي بات يتصف به المستخدم العربي التي يستفيد من هكذا خدمات. ورأى دياب أن تحويل الخدمات الفورية بحيث تصبح مدفوعة الأجر، يشجع الشركات على تطوير منتجاتها بشكل أكبر، لتقديم الأفضل لجمهورها. وأوضح أن هذا التوجه هو في الواقع عالمي، سلكته «إم أس أن»(MSN) و«ياهوو» و«هوتميل»، وغيرها من البوابات الكبرى بالنسبة لخدماتها غير الأساسية.

وردا على سؤالنا حول نيتهم القيام بخطوة مشابهة قال أنور دياب "لن تبقى خدمة «عجيب» مجانية إلى الأبد بالطبع، إذ أننا سنطور أساليب جديدة للاستفادة من استثماراتنا التي خصصناها لها، كما إننا نتدارس حالياً استيفاء رسوم على الترجمة من الانجليزية إلى العربية، وسيعلن ذلك في حينه. علما بأننا بدأنا بالفعل، ومنذ مدة، باستيفاء رسوم مقابل خدمة الترجمة من الانجليزية إلى العربية، فالجمهور الأجنبي الذي يود الاطلاع على المحتويات العربية يتقبل هذه الفكرة».