مخاوف من زيادة الاعتماد على النظم المستوردة لتأمين المعلومات وتواضع الاستثمارات الوطنية العربية فيها

TT

وصف خبراء متخصصون في مجال أمن وتقنية المعلومات، الاستثمارات العربية في سوق أمن المعلومات العربي، بأنها مازالت محدودة ومتواضعة مقارنة بنظيرتها العالمية، التي تقدر بنحو 21 مليار دولار. وذكر خبراء ان التوقعات التي تشير الى زيادة الاستثمارات العربية في هذا المجال الى 500 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، ليست كافية لحماية قطاع تقنية المعلومات العربي من تداعيات الاختراق، والنتائج الخطيرة المترتبة عليها، وحذر الخبراء من الافراط في الاعتماد على استيراد نظم تأمين المعلومات الاجنبية. وذكروا ان تجاهل السعي لبناء نظم أمن معلومات عربية خالصة، يهدد أمن قطاع تقنية المعلومات العربي، ويعرضه للاختراق ويكبده خسائر كبيرة، كما انتقد الخبراء تواضع المحاولات العربية لتأمين قطاع المعلومات على الرغم من امتلاك معظم مقومات بناء نظام تأمين وطني عربي للمعلومات.

ولحماية المواقع العربية وتأمينها يقترح الدكتور ناجي أنيس، مدير عام قطاع الانترنت في الشركة المصرية للشبكات «إيجي نت»، نقل جميع هذه المواقع من اماكن استضافتها في الولايات المتحدة وأوروبا الى المنطقة العربية، التي باتت تمتلك شركات متخصصة في هذا المجال، لديها نفس المقومات التقنية وبالكفاءة العالية، مشيرا الى ان الاحداث التي مرت بالمنطقة وخطورة المعلومات في الوقت الراهن، توضح انه من الافضل استضافة مواقعنا العربية داخل اي دولة عربية سواء السعودية أو مصر أو الامارات، موضحا ان عملية نقل الاستضافة لن تتم في يوم وليلة، كما انها تحتاج استثمارات واجراءات لتطمين اصحاب هذه المواقع بسلامة عملية النقل وجدواها الفنية والاقتصادية.

واشار الدكتور رأفت رضوان، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارالمصري التابع لمجلس الوزراء، إلى أن تأمين مستقبل تقنية المعلومات في الوطن العربي يتطلب ضخ استثمارات كبيرة في مجال أمن المعلومات والاتصالات، لاسيما في ضوء البيانات والاحصاءات التي تشير الى تنامي هذا القطاع الواعد في العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والامارات، بنسب تتراوح بين 15 في المائة و25 في المائة، وكذلك التوقعات التي رصدتها تقارير المؤسسات الاقتصادية العربية التي تؤكد على أن حجم الاستثمارات المنتظرة في هذا القطاع سيتجاوز 10 مليارات دولار خلال العقد الحالي.

واكد الدكتور رضوان على ضرورة اعتماد الدول العربية في تأمين المعلومات على آلية عربية مائة في المائة.

ومن جهته حذر عمرو العجماوي، مدير الاتحاد العربي لتقنية المعلومات من خطورة تداعيات الاعتماد كليا على المنتجات الاجنبية في مجال تقنيةالمعلومات، التي تشمل المعدات والبرمجيات والاتصالات، في نقل وتداول واستخدام المعلومات العربية، مطالبا بأن تعتمد نظم المعلومات العربية على تقنية عربية خالصة لتأمين المعلومات، لاسيما الاستراتيجية، وذلك بعد تنامي معدلات الجريمة الإلكترونية والانشطة التجسسية المعتمدة على التقنية الحديثة.

ويرى مصطفى سرهنك، خبير أمن المعلومات، أن تأمين المعلومات واستمرار الاستثمارات في قطاع تقنية المعلومات، وجهان لعملة واحدة، وأكد على أن الارهاب المعلوماتي والجريمة الإلكترونية باتا واقعا يجب التعامل معه بحذر وحرفية، مشيرا الى ضرورة بناء منظومة لحماية المعلومات تضم عنصرين، أولهما الملاحظة المستمرة لقواعد البيانات وانظمة التشغيل، والثاني الاكتشاف المبكر لنقاط الضعف والتدخل السريع لحمايتها من الاختراق وعلاج اوجه القصور التي تعاني منها.