أسواق إلكترونية للاتجار في السيارات المستعملة في مصر

TT

تتجه أعداد متزايدة من تجار وسماسرة السيارات في مصر إلى أسواقها الإلكترونية على شبكة «الإنترنت»، ووجد شباب يفتقرون إلى رأس المال اللازم لإنشاء معرض أو شركة تعمل بهذا المجال في تلك الأسواق فرصة رائعة ليخطوا أولى خطواتهم نحو تحقيق حلمهم بأن يصبحوا تجارا يعملون في هذه المهنة المربحة، في حين اعتبرها آخرون هربا من حالة الإحباط التي تصيب أقرانهم نتيجة أزمة البطالة الخانقة في البلاد.

وتفرد مواقع مصرية وعربية مساحات واسعة لنشر إعلانات مبوبة عن السيارات المستعملة والجديدة التي يرغب المصريون في بيعها أو شرائها، وتسمح لهم بعرض مواصفات عرباتهم الفنية، والطرازات، وتاريخ إنتاجها، وهواتفهم النقالة أو الأرضية.

وقال تامر محمد جمعة مدير احدى شركات السيارات في ضاحية مصر الجديدة (القاهرة): «وفرت الخدمات التي تتيحها مواقع بيع وشراء السيارات على الشبكة الدولية لنا فرصة ممتازة، وان كانت محدودة حتى الآن لتسويق بضائعنا»، لافتا إلى أنها «تمكننا من عرض السيارات الجديدة والمستعملة، وتساعدنا للتعرف على مشترين جدد، أو على المعروض للبيع وأسعاره».

وأضاف جمعة «لقد اتجه بعض أصحاب شركات تجارة السيارات إلى التفكير في تدشين أسواق إلكترونية خاصة بمؤسساتهم، إلا أنهم وجدوا تكاليف تأسيسها وإدارتها مكلفة للغاية، خاصة إذا ما رغبوا في جعلها مواقع ناجحة، ففضلوا التعامل من خلال المواقع المصرية والعربية التي توفر مساحة لبلدهم على صفحاتها». ويقول محمد يسري وهو مسؤول مبيعات بإحدى شركات تجارة السيارات، إن معظم تلك المواقع حديث الإنشاء وان شركته تستخدم تلك المواقع، إلا أنها لا تعتمد عليها بشكل أساسي، وتضع في حسبانها، انه يجب عليها في المستقبل أن تنشئ موقعا خاصا بها، أو بالتعاون مع معارض وشركاء آخرين.

وجذبت تلك الأسواق الهواة أيضا وشباب الخريجين الذين لم تتح لهم فرصة عمل بعد إنهاء دراستهم. ويقول مجدي رمضان (ليسانس حقوق): «أنا في الواقع لم أفكر في حياتي أنه من الممكن أن اعمل في مجال تجارة السيارات، لكن نتيجة تعاملي مع شبكة الإنترنت وجدت أنها فكرة تستحق التجربة، وأن بها عاملي جذب رئيسيين، فهي ترتبط بوسيلتين من أحدث وسائل تقنية الاتصالات في عصرنا الحديث: الإنترنت والهاتف الجوال». ويضيف: «سعيت للحصول على مواصفات بعض السيارات التي يملكها عدد من أصدقائي ومعارفي ويرغبون في بيعها، ووضعت إلى جوارها اسمي، ورقم هاتفي الجوال، وقد اتصل بي بعض العملاء للتفاوض، وحاولت كسبهم كعملاء دائمين بأن وعدتهم بأنني سأوفر لهم سيارات أخرى إذا لم يناسبهم المعروض، وقد نجحت في بيع سيارتين حتى الآن على الرغم من أن تجربتي لم تتجاوز الشهرين».

وتكشف الأسواق الإلكترونية على الإنترنت، أن تجارة السيارات المستعملة هي الأكثر رواجاً في مصر من بين الدول العربية، ويظهر موقع «دليل السيارات العربي» وهو موقع مصري، يعرض 52 نوعا من السيارات بطرازات مختلفة، أن المصريين يعرضون عليه حاليا 273 سيارة مستعملة، فيما يعرض السعوديون 77، والإماراتيون 20، والكويتيون 11 سيارة، أما العراقيون فقد عرضوا 5 سيارات فقط للبيع على هذا الموقع، فيما تفاوت حجم المعروض من السيارات المستعملة في الدول العربية الأخرى بين 3 وصفر.