ائتلاف أسماء الإنترنت متعددة اللغات يقر معايير لغات جديدة

خالد فتال رئيس الائتلاف: نسعى لإطلاق مجموعة عمل عربية خاصة بأسماء النطاقات العربية وتقييسها

TT

أصدر ائتلاف أسماء الإنترنت متعددة اللغات MINC (Multilingual Internet Names Consortium) بياناً في ختام أعمال مؤتمره الذي عقد في قرطاج في تونس أخيرا، أكد فيه أهمية رأي ومتطلبات كل لغة في تحديد الصيغ المعتمدة في العنونة على شبكة الإنترنت، وإتاحة الفرصة للناطقين بكل لغة لتحديد أشكال المحارف، وطريقة كتابتها، وجداول المحارف التي يجب استخدامها، وطريقة صياغتها في أسماء النطاقات، بالنسبة للغة المحلية. كما أكدت اعتماد سياسة التجربة والاختبار الدقيق والشامل للطرق المعتمدة في أسماء نطاقات أي لغة، قبل اعتمادها.

وأوضح الائتلاف في بيانه أنه يعمل بمثابة الموجه والمنسق بين المنظمات العاملة والمسيطرة في هذا المجال، والهيئات العالمية ومسجلي النطاقات العالمية، بهدف تطوير وإنجاز أسماء النطاقات العالمية الخاصة باللغات المحلية وطريقة الكتابة فيها. وأكد البيان أن الائتلاف لن يكون عائقاً أمام من يريد أن يقدم حلاً أو يختبر حله أو يطلقه إذا كان جاهزاً، حيث سيقدم المساعدة والتسهيلات لنشر نظام الحل المقدم سواء من الناحية التقنية أو من ناحية التشغيل، وذلك بعد إجراء اختبارات التوافقية وبقية الاختبارات الأخرى.

وأكد البيان أن استخدام الإنترنت باللغات المحلية في دول العالم سيرفع من مستوى إسهامها في مسيرة التطور الإنساني ودعم حركة التواصل بين الشعوب، بما يكفل تعزيز الحوار بين الحضارات، ويغذي الخصوصية الثقافية، والهوية الوطنية، وهو ما يؤكد أهمية الدور الذي يقوم به MINC في هذا المجال.

وكان الائتلاف قد عقد مؤتمره يومي 25 و26 أكتوبر (تشرين الاول) الماضي في قصر قرطاج بتونس، بحضور مجموعة من العاملين في مجال عنونة مواقع الإنترنت، وخبراء وباحثين من جميع أنحاء العالم، حيث عرض المشاركون الصيغ التي توصلوا إليها كل في لغته الخاصة. وتمت إثر ذلك مناقشات موسعة شارك فيها مندوبو الشركات المسؤولة عن النطاقات العليا في شبكة الإنترنت، كما قدم الدكتور محمد الحملاوي، الأستاذ في جامعة الأزهر، دراسة حول أسماء مواقع الإنترنت باللغة العربية، تضمنت مشروعا متكاملاً لأسلوب استخدام هذه اللغة في العنونة.

وفي تصريح خاص لخالد فتال رئيس ائتلاف أسماء الإنترنت متعددة اللغات ومديره التنفيذي (وهو سوري الأصل مقيم في بريطانيا) قال «تسعى المنظمة لإعطاء اللغات على شبكة الإنترنت عمقها الثقافي والأخلاقي والاجتماعي إضافة إلى مقوماتها اللغوية، بحيث تبتعد عن الصيغ الهجينة، التي لا تعطي اللغة حقها الكامل في العنونة». وأضاف «إن اللغة العربية التي تتميز بغنى المعنى والمبنى يمكن أن تتحول في الصيغ التي تعتمدها على شبكة الإنترنت كنموذج يحتذى لدى بقية اللغات، وهو ما نسعى إلى تحقيقه في المستقبل القريب، الذي سنرى فيه عنوان مواقعنا باللغة العربية بما ينسجم مع نصوص هذه المواقع، ونتخلى عن اعتماد اللغات الأخرى كما هو الحال الآن». هذا وكان ائتلاف أسماء مواقع الإنترنت متعددة اللغات قد أقر معايير اللغات الروسية والجورجية، التي أصبحت جاهزة للتطبيق بعد أن تم استكمال المتطلبات الخاصة بها استناداً إلى تطلعات أهل اللغة أنفسهم، وفي إطار أسس محددة تمت مناقشتها. كما اطلقت من تونس مبادرات عالمية متميزة على الصعيد العالمي تدعم قيام لجان عمل محلية فيما يخص تقييس اللغات من قبل أهلها، ضمن هياكل مشابهة لهيكلية وعمل ورشة مهندسي الإنترنت العالمية، لإنجاز تقييس أسماء النطاقات باللغات المحلية وأسس حل النزاعات الناجمة عن تلك الأسماء.

وأكد خالد فتال أنه يجري الاستعداد حالياً لإطلاق المعايير الخاصة باللغة العربية، بعد أن ناقش المؤتمر الأسس التي ترتكز عليها هذه المعايير من خلال البحوث التي قدمتها جهات عربية لها مكانتها اللغوية والتقنية من سورية ومصر والسعودية. وأوضح أن الاهتمام ينصب نحو إنشاء مجموعة عمل عربية خاصة بأسماء النطاقات العربية وتقييسها يكون من مهامها موضوع جدول النطاقات الوطنية باللغة العربية ccTLD، بحيث تضم عدداً كبيراً من المختصين اللغويين والتقنيين من دول عربية متعددة. وذلك ضمن التوجه الاستراتيجي للائتلاف والقاضي بتبني توصيف متعلقات عنونة الإنترنت باللغات العالمية، اعتماداً على مخرجات جهات مرجعية محلية لها مكانتها على الصعيدين المحلي والعالمي. وأشار إلى أن المستوى الذي وصلت إليه ورشة مهندسي المعلومات العرب يؤهلها سواء من خلال هيكليتها أو المهام التي تسعى لتحقيقها وآليات عملها، لتكون تلك الجهة العربية المعتمدة. وأكد أنه يتطلع لجعلها النموذج العالمي المناسب لدراسته وتطبيقه على صعيد باقي اللغات، نظرا لريادتها على الصعيد العالمي. وكانت الورشة قد قدمت إلى المؤتمر المذكور ورقة عمل لمنهاج لأسماء النطاقات العربية يتضمن عدة نقاط ترتكز على الأسس التالية: خصوصية اللغة العربية وعلاقتها بالإطار الثقافي والأخلاقي، وأخذ احتياجات اللغة العربية (الفراغ، مشكلة تنوع أشكال المحارف) بعين الاعتبار في مسألة أسماء النطاقات العربية، ودراسة التوصيات والتوجهات التي أقرتها المنظمات الإقليمية بما يخص هذه المسألة، ودراسة أسس البحث عن اسم نطاق عربي وأسس تطوير نظام حجز ذكي يضمن عدم تشابه الأسماء، واعتماد أسس التسجيل وتحليل اسم النطاق العربي، وأخيرا اعتماد جدول المحارف الخاص بأسماء النطاقات العربية بما ينسجم مع معايير منظمات التقييس العربي ومتطلبات ورشة مهندسي الإنترنت العالمية.

ويجدر بالذكر أن ائتلاف أسماء الإنترنت متعددة اللغات MINC، الذي يتخذ من سنغافورة مقرا له، كان قد شكل في يونيو (حزيران) من عام 2000، بهدف حث واعتماد أسماء النطاقات غير الإنجليزية. كما أنه يعمل على التنسيق التقني بين اللغات العالمية، بما يمنع الوقوع في أي خلط بين عناوين المؤسسات في بلد واحد، وفي إطار السياسة العامة للمجتمعات واحترام خصوصياتها الثقافية. كما يعمل الائتلاف على تطوير اعتماد اللغات الأم العالمية والمحلية تجسيداً لاحترام هذه اللغات، في سبيل تمكين سكان العالم الثالث خاصة من استخدام شبكة الإنترنت بلغتهم الأم (الأصلية). كما يقوم بأعمال المنظمة العالمية لنطاقات الإنترنت ICANN في مجال النطاقات غير الإنجليزية، وخلال السنوات السابقة أقام الائتلاف علاقات واسعة مع المنظمات العالمية المعنية بالأمر والمسؤولة عنها بما فيها ICANN، ومنظمة الاتصالات العالمية ITU، والأمم المتحدة وWSIS وIETF, وهذا بالاضافة إلى المجموعات المعنية باللغات مثل اليابانية والصينية والتاميل، واللغات الأوروبية والسيري لانكية والجورجية، ومجموعات أخرى من اللغات. وتقوم المجموعات اللغوية بتطوير ووضع المعايير وجداول المحارف الخاصة باللغات وتنسق مع مثيلاتها من أجل تطوير العمل على إيجاد جداول المحارف للوصول إلى تمثيل تقني ملائم يراعي ترميز كل لغة ويضمن عدم الخلط بينها، كما تناقش المجموعات سياسات التنافس واستخدام هذه النطاقات على مستوى التطبيقات.