العملاق الأزرق «آي. بي. إم» يستمر بدعم «لينكس» في الشرق الأوسط بكل قوة

سالم الشعار مدير عام الشركة في المنطقة يشرح أهمية الاعتماد على هذا النظام وأنظمة الكومبيوتر مفتوحة المصدر لتطوير أعمالها

TT

لم يعد خافيا على أحد أن شركة هي من أكبر مشجعي وداعمي نظام التشغيل «لينكس» ذي المصدر المفتوح، ولأنه أصبح جزءا من استراتيجيتها الشاملة، لم يأل فرعها في منطقة الشرق الأوسط جهدا في المساهمة في نشر «لينكس» في الدول العربية.

وللتعرف أكثر على موقف الشركة من هذا الاتجاه، التقت «الشرق الأوسط» سامر الشعار، مدير عام «آي. بي. إم» الشرق الأوسط ، مصر وباكستان، والذي كان قد عين في منصبه في شهر أبريل (نيسان) الماضي.

* كيف تبدو شركة «آي بي إم» في المنطقة العربية في هذه الايام؟

ـ بدأت «آي بي إم» منذ فترة بالتركيز على صورتها المتميزة كموفر للحلول المتكاملة، التي تتراوح ما بين مجرد تقديم المساعدة لأي أحد إلى وضع خطط تنموية على مستوى الدول والحكومات. كما أنها واعتمادا على باعها الطويل في الاستشارات التقنية، تقدم الشركة خبرات الاستشارات العملية في قطاع متخصصة عديدة، مثل البنوك والاتصالات والحكومات الإلكترونية والصناعة والتصنيع والنفط، هذا بالاضافة إلى قطاعي الطاقة والسياحة اللذين يعتبران من أهم القطاعات في بلادنا العربية.

* وما هي أساليبكم لتحقيق ذلك؟

ـ ندرك أولا أنه ولتوفير هذه الاستشارات يجب علينا فهم القطاعات والأسواق، وهو ما أصبح لنا خبرة طويلة فيه، وبخاصة إذا تذكرت أن شركة «آي. بي. إم» تعمل في هذه المنطقة منذ أكثر من 40 عاما. ثم نواكب ونتفهم خطط الزبائن ورؤيتهم لتطوير أعمالهم، ونقدم لهم الاستشارات بدءاً من النظرية ووصولا إلى العملية والتقنية، حول استخدام أتمتة المعلومات كوسيط وأداة لتنفيذ خطط عملية، وكسلاح منافس، يساعدهم على أن يكونوا قادرين على الاستجابة لتحديات الأسواق مما يعينهم على توفير خدمات أفضل لزبائنهم.

* وهل تقدمون هذا للمؤسسات الكبرى والحكومات فحسب كما هي العادة؟

ـ لا لم يعد الأمر كذلك، فقد بدأنا خططا جديدة لمساعدة المؤسسات الصغيرة إلى المتوسطة على الاعتماد على تقنية المعلومات كجزء لا يتجزأ من بيئة العمل الخاصة بها. وكما هو معلوم فإن تحديات التكلفة هي التي تواجه المؤسسات الصغيرة وحتى المتوسطة، وتؤخرها عن اعتماد التقنية بشكل واسع. ولهذا تعمل «آي. بي. إم» اليوم بالمشاركة مع العديد من شركائها لتوفير الحلول المناسبة لهذه المؤسسات، ولعل من أبرز هذه الجهود توفير التطبيقات ذات المصادر المفتوحة المعتمدة على نظام التشغيل «لينكس» لهذه الأسواق بشكل خاص، فقد طورنا منتجاتنا الرئيسية مثل «ويب سفير» وDB2، و«لوتس نوتس» لتعمل جميعها من خلال هذا النظام بالكامل، وبدعم للغة العربية. كما قمنا بالعمل والمساهمة في تعريب برامج «لينكس» بشكل عام، بعد أن خصصنا سنوات من الأبحاث والتطوير التي تتميز بها «آي. بي. إم» لدعم القدرات العربية على هذا النظام.

* على ضوء أن معرفة الجمهور بنظام «لينكس» ما زالت ضئيلة نوعا، هل لك ان تحدثهم عن أهم ما يميز هذا النظام؟

ـ يتميز نظام التشغيل «لينكس» بأن مصدره مفتوح للجميع بحيث يمكن للمطورين الاطلاع على جميع تفاصيله الداخلية بشكل كامل، مما يعني قدرتهم على تطوير تطبيقات عالية المستوى اعتمادا على ذلك، بعكس الأنظمة المغلقة التي يبقى الاطلاع عليها محصوراً بالشركات التي تنتجها وهو الأمر الذي لا يحبه مطورو البرامج. هذا عدا عن أنه يتوفر مجانا، بحيث يمكن لأي كان الحصول عليه واستخدامه، ولن يحتاج لدفع أي مبالغ إلا إذا احتاج إلى الحصول على الدعم التقني. وبالتالي يزيل «لينكس» أية عوائق أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاستخدام التقنية، لأن تكلفة الاعتماد عليه منخفضة جدا مقارنة بالأنظمة الأخرى، وهذا كله مع حصولها من خلاله على بيئة عمل بها كامل خصائص نظم التشغيل المتطورة، من التوفر العالي والتدرج والتوسعة والصلابة، وذلك بأسعار أو بقيمة معقولة. أما بالنسبة للأمان فإن «لينكس» من أفضل من يوفر هذه الميزة، إذ يمكن لأي شخص تعديله حسب الرغبة لأنه مفتوح، وبالتالي يمكن لكل مؤسسة أن تضع خريطة الأمن المناسبة لها ولمعاييرها، وكذلك الحال بالنسبة لصيغ بناء الملفات، مما يجعل من الصعب على المخترقين معرفة تفاصيلها.

كما استطعنا أن نثبت في «آي. بي. إم» أنه لن يشكل في حال من الأحوال أي عائق أمام المؤسسات الصغيرة في تطوير أعمالها وتكبير حجمها، إذ أن أجهزتنا الحديثة من أصغرها إلى أكبرها جميعها تدعم نظام التشغيل «لينكس»، مما يعني إمكانية نقل النظام والتطبيقات من جهاز إلى أكبر منه من دون الحاجة إلى اجراء أية تعديلات جذرية.

* وهل هل في امكان «آي. بي. إم» دعم هذه الجهود في المنطقة العربية اعتمادا على طاقاتها الخاصة فقط؟

ـ لا شك بأن انتشار «لينكس» في المنطقة يواجه تحديا كبيرا يتمثل في توفير القدرات البشرية الكافية في الأسواق المحلية لدعم التطوير لبيئة «لينكس»، فمن المستحيل أن تتولى «آي. بي. إم» لوحدها أمر هذا الاتجاه الجديد والحيوي، من دون أن يكون لأبناء المنطقة أنفسهم الدور الأساسي فيه. ولهذا قمنا باطلاق برامج بالتعاون مع الجامعات في العالم العربي، نوفر من خلالها كامل الأدوات المستخدمة لتطوير البرمجيات، بالاضافة إلى مساعدتها على وضع مناهج تهيئ الطالب لاستخدام تقنيات المصادر المفتوحة وتطوير التطبيقات التي تتوافق معها.

كما قمنا بالمشاركة مع شركائنا في العالم العربي مثل شركة الخليج للحاسبات (GBM) والشركة السعودية للحاسبات (SBM)، وغيرهما لنقل خبرات متخصصة من كوادرنا الموجودة في الدول العربية لمد يد العون لمطوري ومستخدمي البيئات المفتوحة حتى يعملوا بطريقة صحيحة. وليس هذا فحسب بل إننا نقوم اليوم برعاية العديد من المنتديات التقنية بحيث نضع مستخدمي التقنيات المفتوحة العرب في اتصال مع نظرائهم على مستوى العالم، لتبادل الخبرات والنجاحات والتحديات، ونجعلها ساحات للنقاش بين المستخدمين لهذه التقنية المتطورة، مما يساعد المستخدمين على أن يطوروا قدراتهم بشكل سريع.

وقد أثمرت جهودنا حتى الآن بشكل طيب، إذ أصبح لدى الدول العربية العديد من مطوري البرامج التي تعمل على قواعد «لينكس» العربية، بل أن كثيراً منهم أصبح قادرا على تقديم تطبيقات عالية المستوى.

* ولكن ما تتحدث عنه يبدو أنه يركز على الأعمال بشكل خاص، فمتى يمكن أن نرى تطبيقات «لينكس» مناسبة للاستخدام الشخصي وباللغة العربية؟

ـ سيتم مع الوقت تعريب العديد من البرمجيات المختلفة، وتتوفر للمستخدم الشخصي العربي حاليا برمجيات تتيح له التراسل بالعربية وهي مجانية بالطبع، إلا أنني أتوقع أن يتم تعريب كمية كبيرة من البرمجيات ربما خلال عام أو أقل، وبخاصة إذا ازدادت مساهمات الجامعات العربية في هذا المجال، والتي نتمنى أن تقوم بدورها المتوقع، وبخاصة إذا سعت مجتمعة إلى توحيد جهودها للاعتماد على المعايير الموحدة. على كل حال ولتأسيس سوق برمجيات جديدة في العالم العربي فنحن مؤمنون بأنه يجب التركيز على إنتاج تطبيقات تدعم اللغة العربية مناسبة للاستخدام الشخصي أو قطاعات الأعمال الصغيرة وحتى الكبيرة وبتكلفة معقولة.