«إبسون» تنتج جهاز تلفاز مزوداً بطابعة يعرض الصور ويطبعها على الورق

TT

مع توفر التقنية بشكل واسع فإن عدد المتنافسين عادة ينخفض، لكن ذلك تغير مع الجيل الجديد من أجهزة التلفاز. ففي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي جرى في الولايات المتحدة أخيرا، ظهرت أسماء عدد كبير من الشركات المجهولة مثل «بن كيو» و«مينتك» قدمت هي الأخرى أجهزة تلفاز جديدة.

أما المشترك الجديد فهو شركة «إبسون» المعروفة بطابعاتها الخاصة بالصور وأجهزة العرض (البروجكتر) الخاصة بأفلام الفيديو، إذ طرحت الشركة جهاز تلفاز جديد أطلقت عليه اسم «ليفينغستايشن» Livingstaition، تتميز عن غيرها بميزة فريدة: فهذا الجهاز ليس بقادر على إظهار الصور الفوتوغرافية على شاشته فحسب، بل ويمكنه أيضا طباعة هذه الصور مباشرة بواسطة طابعة مثبتة داخل الجهاز نفسه. وبالإضافة إلى ذلك زودت «إبسون» تلفازها هذا بخاصية تتميز بها عادة أجهزة الكومبيوتر الجوالة، إذ يمكن أن يوصل به من خلال منفذ «يو أس بي»، محرك خارجي للأقراص المدمجة القابلة للكتابة والقراءة / ، يسمح لصاحبه تكوين أرشيف صوره المعروضة على الشاشة بنسخها إلى الأقراص بشكل مباشر.

وقد تبدو فكرة إضافة طابعة للصور بالتلفاز أمرا غريبا، إلا أن شركة «إبسون» تجادل في أن ذلك مقبول منطقيا. ففي عالم شاشات التلفاز الشبيهة بالبلازما والبلور السائل LCD، تظن الشركة أنها قد وجدت طريقة تساعدها على الاستفادة من شهرتها في صناعة الطابعات للحصول على ميزة تسويقية جديدة. وستطلق «إبسون» في البداية جهازين مزودين بشاشة بلور سائل عريضة قائمة على تقنية الاسقاط الخلفي Rear-Projection، مزودين بامكانية الطباعة. كما سيزود كل تلفاز بفتحات في مقدمته يمكن من خلالها إدخال العديد من بطاقات التخزين المتوفرة في الأسواق ، مثل «كومباكت فلاش» و«سيكيور ديجيتال» و«سمارت ميديا» و«ميموري ستيك»، التي تستخدم في معظم آلات التصوير الرقمية/ بحيث يقوم التلفاز بعرض ما فيها من صور بمجرد إدخالها فيه، ويمكن من خلال ضغطة واحدة على زر خاص موجود على جهاز التحكم عن بعد، طباعة أي صورة على ورق من النوعية اللماعة، بحجم 4 في 6 بوصات، وبدقة 300 نقطة في البوصة الواحدة. وستكلف طباعة كل صورة 30 سنتا، وهو سعر مقارب لما تطلبه محلات الطبع الرقمية التي بدأت بالظهور في محلات بيع المفرد أو محلات الخدمات. وستبيع الشركة مجموعة من أوراق الطباعة الفارغة يبلغ عددها 50، بالإضافة إلى كمية كافية من الحبر مقابل 14.99 دولار.

وبسبب أن تقنيات الطباعة تتطور بسرعة أكبر من تلك الخاصة بالتلفاز، تم تصميم الطابعات بحيث يمكن فصلها بسهولة عنه، وتبديلها بأخرى أكثر تطورا حينما تصل إلى السوق. ولا تضم أجهزة التلفاز هذه سوى إمكانية عرض الصور وطباعتها فقط، إذ أنها لا تحتوي على برمجيات تساعد على تحرير الصور أو التعديل عليها، مثل تلك التي تساعد على إزالة ظاهرة العين الحمراء من الصور.إلا أن ذلك تم بشكل متعمد حسبما قال جودي موم أحد مديري «إبسون» المسؤول عن المنتجات الخاصة بالترفيه المنزلي: «نحن نريد شيئا سهل الاستعمال، منتجا يسمح للمستهلكين لطبع الصور باستخدام ضغطة مفتاح أو مفتاحين لا غير». ويبلغ سعرا جهازي التلفاز اللذين يبلغ قياس شاشتيهما 47 بوصة و57 بوصة على التوالي 3499 دولارا و3999 دولارا، لكنهما يتطلبان جهازا إضافيا يبلغ سعره 350 دولارا، إذا رغب مستعمله إظهار الصور عالية الجودة المنتجة بتقنية HDTV. وستبيع شركة «إبسون» أجهزة التلفاز الجديدة هذه في المحلات المختصة ببيع الإلكترونيات المميزة، بدلا من أن تضيع وسط الأجهزة الأخرى فيما لو عرضت في محلات البيع الكبيرة.

وتعتبر هذه المحاولة الأولى من نوعها لشركة «إبسون» لصنع اسم لها في صناعة الفيديو الاستهلاكية. أما بالنسبة للجيل المقبل من أجهزة التلفاز فتنوي الشركة أن تضيف امكانية الاتصال السريع بالإنترنت بتقنية برودباند، مما سيسمح لمستعمليها أن يبعثوا صورا فوتوغرافية عبر الإنترنت من خلال أجهزة التلفاز المنزلية.

ولشركة «إبسون» آمال كبيرة بمنتجاتها الجديدة، وهي ترى أن بإمكانها أن ترفع من خبرتها في ميدان الشاشات التلفازية ومعرفتها بوسائل الترفيه المنزلية. إذ يقول راجيف ميشران مدير قسم أجهزة الترفيه في شركة «إبسون»: «إن هذه المبادرة ليست فقط للمشاركة المحدودة في سوق إنتاج الأجهزة التلفاز. فنحن نتوقع أن نحقق عائدات إضافية من هذا الاتجاه الجديد تحقق لنا 300 مليون دولار خلال خمس سنوات من الآن».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»