«مايكروسوفت» تدعو 2000 من خبراء تقنية المعلومات العالميين لحضور «مؤتمر مطوري الشرق الأوسط 2004»

مدير الشركة الإقليمي في المنطقة: هناك خامات إبداع محلية كامنة وعلى الحكومات والقطاع الخاص استغلال المواهب البشرية لبناء قطاع برمجيات عربي منتج ونشط

TT

في خضم التحضيرات لإقامة «مؤتمر مطوري مايكروسوفت الشرق الأوسط 2004» في القاهرة، أعلنت «مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا» أنها تتوقع أن يشارك فيه أكثر من 2000 مطور برمجيات. وفي لقاء خاص مع جريدة «الشرق الأوسط» قال علي فرماوي، المدير الإقليمي لمايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا: ان المطورين يمثلون مصدر القوة الأول لمايكروسوفت، وأن زيارة بيل غيتس إلى القاهرة وكلمته الافتتاحية في مؤتمر هذا العام لتعكس إيمان مايكروسوفت العميق بالطاقات الكامنة في الشرق الأوسط وقدرتها على لعب دور أساسي في السوق العالمية للبرمجيات». وفيما يلي نص الحوار:

* ما الفائدة المتوخاة من حضور مؤتمر مطوري مايكروسوفت 2004؟ ـ يعد المؤتمر حدثا مهما لقطاع البرمجيات في الشرق الأوسط هذا العام لأسباب عديدة: أولها أن بيل غيتس سيدلي بحديث لأول مرة في مؤتمر يعقد في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن الشركة ترى آفاق تطور واسعة في قطاع تقنية المعلومات في هذه المنطقة. وثانيا، سيحضر المؤتمر مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين وكبار الخبراء في القطاع على الصعيد العالمي، لإطلاع قطاع التقنية في المنطقة على احدث التقنيات وآخر المستجدات العالمية التي تهم قطاع صناعة البرمجيات، إضافة إلى أحدث تقنيات البنية التحتية والأدوات التي تنتجها مايكروسوفت. ولهذا فإننا نعتقد أن هذا المؤتمر سيكون فرصة عظيمة للعاملين في قطاع تطوير البرمجيات، وذلك للكم الهائل من المعلومات التي ستساعد هذا القطاع بلعب دور أكبر في السوق الإقليمية والعالمية.

أما السبب الثالث، فهو أننا سنعرض لأول مرة في هذه المنطقة، برمجياتنا الأحدث الخاصة بمنصة الشبكة وهذا يعني أن معتمدي التقنية المحليين سيكونون من أوائل من سيستفيدون من المزية الفريدة المتمثلة في الحصول على التقنية بوتيرة أسرع من وتيرة الحصول عليها في إطار دورة الاعتماد النظامية التي تستغرق ما بين 18 و24 شهرا، وهكذا فإنهم سيكونون أول من يطرحون تطبيقات اعتمادا على أحدث تقنيات التطوير والبنى التحتية. ومن الضروري أن نذكر الناس دائما أن أثمن أصول مايكروسوفت، وهو ما يحتل المرتبة الأولى على سلم الأهمية لديها، هو التأكد من أن مطوري البرمجيات لديهم أفضل الأدوات والتقنيات، وهم أكثر اطلاعا على المواضيع التقنية التي تتم مناقشتها على صعيد العالم، هذا هو الهدف الأول لمايكروسوفت، وهذا ما سيوفره هذا المؤتمر.

* هل لكم أن تعرضوا لنا نماذج من بعض ما يتوقع أن يطلع عليها المشاركون في المؤتمر؟

ـ ستركز العديد من المحاضرات على منصة .NET، وخاصة من ناحية تطوير تطبيقات وبرمجيات تتمتع بذكاء أعلى، للاستفادة القصوى من خصائص الخوادم. وبالإضافة إلى ذلك، سنعرض الجيل الجديد من منصة «لونغهورن»، وهو الاسم الرمزي للاصدار المقبل من نظام التشغيل ويندوز، كما سنستعرض من خلال محاضرات تقنية متخصصة «انديغو»، وهي التقنية التي تقدم البنية التحتية اللازمة لدعم تواصل التطبيقات مع بعضها البعض. وسنغطي مواضيع تتعلق بالطرح الجديد لقاعدة البيانات، إضافة إلى WinFS، وهو الجيل الجديد من نظام التخزين في «لونغهورن»، إضافة إلى الإصدار التالي من نظام تشغيل الخوادم «مايكروسوفت إس كيو إل سرفر»، المسمى رمزياً «يوكون»، بالإضافة إلى الإصدار المقبل من مجموعة أدوات تطوير التطبيقات «مايكروسوفت فيجوال ستوديو دوت نت» المعروف باسم «وايدبي».

* كيف ترون قطاع البرمجيات في الشرق الأوسط اليوم؟

ـ نحن في مايكروسوفت نعتقد أن هناك خامات إبداع كامنة في المنطقة لا بد من استثمارها. فأهم الأصول وأكثرها تنافسية، الذي يمكن للحكومات والقطاع الخاص استغلاله لبناء قطاع برمجيات منتج ونشط هو المواهب البشرية. وهناك ما يزيد على 40 ألف مطور برمجيات يعملون في المنطقة إضافة إلى أكثر من 1100 بائع برمجيات مستقل. هذا المعين الوافر من الكفاءات يحتل موقعا مرموقا اليوم يؤهله للاستفادة من التوجه العالمي نحو هجرة التقنيات والخدمات خارج دول مثل الولايات المتحدة، التي تتحول فيها تكاليف الإنتاج إلى عقبة كبيرة. وعلى أية حال فإن التحدي يكمن في أن مجموعة الخبرة الموجودة في الشرق الأوسط تميل إلى التبعثر، مقارنة مع ما نسميه متطلبات مجموعة المهارة المتكاملة في قطاع البرمجيات النشط. وتعمل مايكروسوفت مع الجامعات والمدارس والمعاهد التقنية من خلال تقديم المحتوى والمواد الدراسية والتدريب، الذي يساعد خريجي المنطقة على اكتساب المهارات اللازمة للمشاركة في هذا القطاع النامي.

* وما هي مواصفات مجموعة المهارة الكاملة التي ذكرتها؟

ـ بينما يلعب مطورو البرمجيات دورا مهما في بناء قطاع تقنية المعلومات، هناك العديد من المهارات المكملة الضرورية لبناء قطاع متكامل يتمتع بمهارات مختلفة، منها متخصصو المواد، ومخططو البرامج، ومهندسو البرامج وخبراء الاختبار وخبراء الأمن وغيرها.

* اذا أين تكمن الفرصة في واقع الأمر؟

ـ يقدر حجم قطاع البرمجيات العالي اليوم بنحو 300 مليار دولار، ويقدم خدمات دعم ومساندة بقيمة تتراوح ما بين 400 و600 مليار دولار. إن قطاع الخدمات في الولايات المتحدة يمثل 65 في المائة من الاقتصاد، ومع الحرص على خفض التكاليف هناك ، فإن قطاع الخدمات يورد أعماله خارج الولايات المتحدة. ونحن نرى أن الوقت قد حان لتأخذ منطقة الشرق الأوسط حصة من هذه الخدمات.

* قلتم اننا سنحتاج إلى بناء مجموعة من المهارات المتكاملة في الشرق الأوسط كحافز لإنشاء قطاع برمجيات نشط وقادر على المنافسة الفعلية. ما الذي يمكنه تغذية عملية البناء هذه في نظركم؟

ـ سأضرب لك مثل الهند التي نجحت خلال فترة قصيرة في تحقيق الكثير، اعتمادا على ثلاث مكونات هي مهارات تقنية جاهزة يدعمها قطاع التعليم، وسياسات حكومية تدعم الاستثمار في قطاع تقنية المعلومات، وقطاع محلي تدعمه الخبرة العملية وقصص النجاح. فقد عملت الحكومة الهندية على دعم بناء القطاع من خلال قطاع التعليم وسياسات التحرير، التي دعمت إنشاء العديد من معاهد التقنية وتخفيض تكاليف الاتصال بالإنترنت، وأيضا من خلال إتاحة الفرصة للإبداع من خلال فرص تطوير مشاريع حكومية. وأخذ القطاع كل هذه المشاريع وبدأ ببناء موقع عالمي له في هذا المجال.

فقد ركزت الحكومة على إنشاء قاعدة مهارات ودعمت توجهها هذا بسياسات تصدير مدروسة وثابتة، واعتبرت قطاع البرمجيات المحرك الأساسي في نمو اقتصاد البلاد. وأعطي القطاع الخاص المحلي دور مهم في الوقت الذي ساعدت الحكومة بشكل عملي في إنشاء محافظ ذلك القطاع محليا، وتشكيل صورته عالميا كمجموعة مهارات قوية. ولعبت جميع هذه العوامل دورها في تحويل قطاع البرمجيات الهندي من قطاع لا تتجاوز قيمته بضعة ملايين من الدولارات إلى قطاع بصورته العالمية الراهنة.

وإذا نظرنا إلى الشرق الأوسط نجد أن الصورة لا تختلف كثيرا، وأن المتطلبات متشابهة جدا. ولنبدأ بالتعليم باعتباره العامل الأهم. فآلاف طلاب الجامعات من الدارسين في كليات التقنية وعلى أبواب التخرج يريدون لعب دور فعال في هذا القطاع، بدلا من الانتظار لسنوات طويلة حتى تكتمل خبراتهم ومن ثم إضافة قيمة جديدة لهذا القطاع. وهذا يعني أنه لا بد من تضافر الجهود لتطوير المناهج لتشمل التقنية التطبيقية والأحدث. وتعمل مايكروسوفت عن قرب مع عدد من المؤسسات التعليمية في المنطقة لضمان إحاطة الخريجين في المنطقة بكيفية العمل على منصة مايكروسوفت لدى تخرجهم. وهذا لا بد أن يزداد ويتم اعتماده وتبنيه على نطاق أوسع.

ولا شك أن الحكومات وسياسات تقنية المعلومات هي العامل الثاني والمهم. وبينما تعمل العديد من حكومات المنطقة على هذه السياسات وبسرعة عالية جدا في العديد من البلاد، لا بد ان تنشأ هذه السياسات على عدد اكبر وعلى مستويات أكثر شمولية. وعلى هذه السياسات المتعلقة بتقنية المعلومات ألا تغفل الإعفاءات الضريبية واستراتيجيات تحرير الأسواق وخفض تكاليف الخدمات العامة. كما أن توفير شبكات الاتصالات الأسرع والأرخص لا يقل أهمية. وكذلك الحال بالنسبة لتحرير الصناعات المرافقة، وإتاحة مناخ مناسب للاستثمارات المحلية والأجنبية. ويمكن للحكومات أيضا دعم تطوير قطاع البرمجيات بانشاء فرص الأعمال عبر خصخصة مشاريعها للشركات المحلية، ومساعدة هذه الشركات على بناء حافظة مشاريع تستطيع الشركات ترويجها على مستوى عالمي.

وهناك جانب من السياسات يتعلق بالقطاع الخاص. فقد يلعب نضج القطاع المالي في الشرق الأوسط دورا حيويا في الإبداع الفكري وإنشاء الشركات الناشئة. والتحدي هنا يكمن في أن المؤسسات المالية اليوم لا تزال تقدر النموذج الاقتصادي الداعم للبرمجيات التجارية.

* هل أنت متفائل بمستقبل قطاع البرمجيات في الشرق الأوسط؟

ـ طبعا متفائل. فنحن نملك طاقة إبداع لا محدودة في المنطقة يمكنها التطور عبر التعليم، ومايكروسوفت لها دورها في ذلك. والمؤتمر هو أضخم حدث يجمع أطراف قطاع البرمجيات. وسنستمر في العمل مع الحكومات فيما يخص عمليات الدعم والمساندة، ومؤسسات التعليم وشركائنا المحليين لاستكشاف الفرص المستقبلية.

ومن الأهمية بمكان بالنسبة للدول النامية في المنطقة بصورة خاصة، أن تدرك أن تأسيس قطاع محلي للبرمجيات التجارية مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لهذه الدول، إذ انه يساعد على توفير فرص عمل جديدة وزيادة العائدات بشكل ينعكس إيجابا على نمو الناتج المحلي الإجمالي ويدفع عجلة النمو الاقتصادي نحو الأمام.

* كيف ترى دور برمجيات المصدر المفتوح مقارنة بالبرمجيات التي تتبع أسلوب العمل التجاري في المنطقة؟

ـ إن نموذج أعمال نظام لينكس ليس بمستقر، فضلا عن انه يحث المطورين دوما على المساهمة بالبرمجيات «من دون مقابل». ومن شأن تشجيع مثل هذا النموذج أن يؤدي في بلداننا النامية إلى تهميش خيار الحصول على عائدات من قطاع البرمجيات التجارية المربح ومن سوق تقنية المعلومات عموما. وأما ميزة مايكروسوفت، فهي تكمن في نظام تشغيلنا المستقر وشبكة شركاتنا الواسعة التي توفر فرصا كبيرة للدول النامية من اجل بناء قطاع البرمجيات التجارية وحفز النمو الاقتصادي المستمر.