الحاجة ماسة لتطبيق استراتيجية تخطيط الموارد

عبد الرحمن الذهيبان*

TT

يمكن إيجاد العذر للمستخدمين الأوائل لأنظمة تخطيط موارد الشركات ERP لاعتقادهم بأن العالم الغربي كله أمضى وقتا طويلا منذ وصوله لنوع من البرامج الخاصة بالشركات. وهؤلاء الذين يحملون هذه الرؤى، قد يناقشون الآن مزايا خدمة الشفرة أو التطلع إلى العالم الجريء من شبكة الكومبيوتر. وعلى أية حال فإنه يجدر بنا أن نتذكر أن كثيرا من الأعمال التجارية بدأت الآن تشعر بالحاجة لاستراتيجية ERP. مثال على ذلك سيارة «مورغان»، السيارة الرياضية الصغيرة التي يعود تصميمها إلى الثلاثينات ويحبها الرياضيون كثيراً. وفي ذلك الوقت كان الواحد ينتظر ثماني سنوات للتسليم. وقد تم إحضار استشاري لمعرفة ما إذا كانت الشركة تستطيع أن تفعل أي شيء لتحسين كفاءة عملها التجاري. وفي قسم قطع الغيار من المصنع غير المنظم، سأل ذلك الاستشاري مدير المستودعات عن النظام الذي استخدمه لطلب مكونات أساسية لخط التجميع، فنظر الرجل فوق رأسه إلى بعض الأرفف المعبأة بقليل من القطع ومواسير العادم المختلفة الأطوال ورد قائلا: «حسنا، إنني أنظر إلى أعلى، فإذا رأيت أن ارتفاع المخزون ينخفض قليلا سأطلب المزيد منه». فحدق الرجل بنوع من الشك، وهو لا يعرف هل يضحك أم يصرخ. وفي النهاية اعتبرت توصياته لإدارة «مورغان» راديكالية وغير مرغوب بها، فتركت، وتم تجاهل طلبه الزيارة بعد سنة للمتابعة.

ولسوء الحظ كانت هناك العديد من الشركات التي تعمل بطريقة «مورغان» في بلادنا، وهي تقاوم رياح التغيير وتفضل عدم التخلي عن الطرق المجربة والمختبرة في إدارة أعمالها التجارية. وبعضها يمكن إيجاد العذر له، نظرا لأن الاستثمار المتقدم المطلوب ليس خيارا في الغالب، وأن بائعي البرامج ركزوا بشكل رئيسي على الأعمال التجارية الأكبر التي تكون احتياجاتها أكبر وقدرتها المالية أكبر. وعلى كل حال فهم الآن يحولون اهتمامهم إلى الشركات الأصغر في السوق المتوسطة الحجم، وهي الشركات التي توظف ما يصل إلى 500 شخص ويصل عائدها إلى 200 مليون ريال. وبسبب الضغط عليهم من جانب واحد من المناخ الاقتصادي المعاكس، ومن المنافسة من البلدان المنخفضة التكلفة على الجانب الآخر، فإنهم يرون الحاجة إلى تطوير أي جانب من أعمالهم التجارية من الشراء والتوظيف إلى المحاسبة وكل سلسلة التوريدات. وتتكلم نتائج الأبحاث التي قامت بها شركة «اكسنشر» عن نفسها، حيث أفادت الدراسات التي قامت بها، بان أسهم الشركات التي استثمرت في تطور أعمالها باستخدام تقنية أنظمة تخطيط موارد الشركات قد فاقت منافسيها بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 بالمائة، وهذا يوضح أن الشركات التي تستخدمERP ستكسب في الأسواق الرأسية، لأن التكلفة الكلية لخدمة زبائنها ستكون أقل، وسيكون لديها فعالية عالية في تدوير المخزون، وعائدا أعلى في الأصول.

إن الشركات التي تشتكي من أن أنظمة تخطيط موارد الشركات، أو إدارة سلسلة المخزون لم تحقق تطلعاتها، تعاني أساسا من مشكلتين هما: إما أن التطلعات غير واقعية في المقام الأول، أو أنها فشلت في تقديم التنفيذ الفعال ليتوافق مع قوة حلهم الخاص بالأعمال الإلكترونية. وتحتاج الإدارة الجيدة لسلسلة المخزون إلى القيام بالتخطيط والتنفيذ، وأن هذه الاستخدامات تحتاج إلى أن التكامل عبر السلسلة الكبرى.

وورد في آخر تقرير لمجموعة «ميتا»، ما ينص على «أن الروابط بين أنظمة تخطيط وتنفيذ سلسلة المخزون يجب أن تتم على مستوى المعلومات ومستوى العمل معا. وإن التكامل على مستوى المعلومات يجعل من الممكن تقديم خطة النقل إلى نظام إدارة المستودع لمتابعة استلام الطلبات. وأن التكامل على مستوى العملية يمكّن التخطيط للنقل ونظام إدارة المستودع من التفاوض على أقصى خفض للتكلفة التجارية بين حجم الاختيار والطريقة الأمثل للشحن».

إن السوق السعودية في أمس الحاجة لاستخدام أنظمة ERP لتتوافق مع النمو الاقتصادي الحالي، ولأن نسبه عالية من الشركات الأهلية لا تستخدم مثل هذه التقنيات، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على هذه الشركات، حيث إن تطبيق هذه التقنية سيدعمها في مواكبة المتغيرات الدولية المتمثلة في الاستعدادات التي تقوم بها الدولة للانضمام لمنظمة التجارة العالمية، والخطط الوطنية لتطبيق التجارة الإلكترونية التي تعتبر أنظمة تخطيط موارد الشركات إحدى ركائزها.

ومن الإيجابيات التي تتمتع بها كبرى الشركات السعودية هي البدء في عملية التطبيق لهذه التقنية، خاصة وان هناك قطاعات عدة بدأت في تحسين أدائها نتيجة تلك التطبيقات، وذلك يشمل القطاع الحكومي والمصرفي والأهلي، وغيرها من القطاعات المساهمة في نمو الناتج الوطني للبلاد.

* مدير عام أوراكل السعودية وعضو مجلس الأعمال السعودي الأميركي