شركة «الكاتيل» تستمر في النمو في منطقة الشرق الأوسط وتدعم تقنيات الاتصالات الحديثة فيها

فنشنزو نيشي نائب رئيس «الكاتيل» نتميز بمركز خدمة دولي يخدم أكثر من 42 دولة مع أنه مقام في مصر

TT

تعد شركة «الكاتيل» واحدة من أبرز الشركات العريقة المتخصصة بالاتصالات، ولم تتوقف عن الاستثمار والتطوير المتصل بجميع المجالات المتعلقة بتخصصها، إلى أن أصبحت الآن متقدمة على غيرها في العديد من المجالات، على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهها صناعة تقنية الاتصالات بسبب الركود الاقتصادي، الذي استطاعت على الرغم من ذلك أن تحقق الإنجازات والأرباح معا. ومن النشاطات الكثيرة التي تقوم بها «الكاتيل» اعتمادها على ريادتها في تقنية النطاق العريض «برودباند» لتقديم كل ما يتعلق بالاتصالات الثابتة والجوالة وحلولها، وحتى مع تقنيات الجيل الثالث.

وصارت تحقق تغطية عالمية لا بأس بها في العديد من قطاعات صناعة الاتصالات مقارنة مع غيرها. وحسبما يقول جيوم هومبير، مدير التسويق في الشركة لمناطق أوروبا والجنوب، يعتمد على «الكاتيل» على مستوى العالم 46 في المائة من موصلي خدمة الاتصالات الثابتة، و26 في المائة من موصلي خدمة الاتصالات الجوالة، و28 في المائة من غير موصلي الخدمة. أما بالنسبة لحصصها حسب لتوزيع الجغرافي، فهي تستأثر بثلاث وأربعين في المائة من الأعمال في غرب أوروبا، 7 في المائة في غربها، و19 في المائة من أسواق آسيا، و18 في المائة في أميركا الشمالية، بالإضافة إلى 13 في المائة مما تبقى من العالم. ويتوزع نشاط الشركة في 130 دولة، ويعمل لديها حاليا 76000 موظف. وقد أبلت «الكاتيل» بلاء حسنا في الآونة الأخيرة، إذ تقول تقاريرها انها على مستوى العالم ومقارنة مع منافساتها، هي الأولى في توفير اتصالات النطاق العريض «برودباند»، والثانية فيMSWAN ، والأولى الشبكات الضوئية الأرضية والبحرية، وفي الشبكات الذكية، والأولى في برمجيات الإدارة التفاعلية المتبادلة، وفي قطاع الأقمار الصناعية في أوروبا، ولها ريادة في إدماج الشبكات. كما أن «الكاتيل» تحتل المرتبة الثالثة في الاتصالات اللاسلكية بتقنيات «جي اس ام» و«جي بي آر اس»، وصاحبة النصيب الأسرع نموا في هذه السوق، هذا بالإضافة إلى ريادتها في تقنيات الجيل الثالث للاتصالات الجوالة، والأولى في خدمات الاتصالات المدفوعة مسبقاPre-paid . وفوق هذا كله تشير التقارير إلى أنها المورد الأول لبنى الاتصالات التحتية.

* تحديد الاستراتيجيات

* وترى «الكاتيل» أن هناك ثلاثة محركات رئيسية لأسواق الاتصالات المستقبلية، الأول هو اتصالات النطاق العريض بالإنترنت «برودباند» والفيديو، الذي يضمن انخفاضا مستمرا في تكاليف الاتصالات، ويتيح للمستخدم النهائي العمل والإدارة عن بعد، واستخدام تطبيقات الفيديو، وإتاحة تفاعلية متبادلة للمحتوى، وهي جميعا تدعم التوجه نحو سوق الإنتاج الضخم.

والثاني هو تقديم خدمات بلا حدود تتيح حرية العمل بنفس السهولة والبساطة والجاذبية في المنزل وأثناء التحرك، وفي أي وقت من خلال واجهة تطبيق واحدة، وفاتورة واحدة. أما المحرك الثالث فهو ملكية العميل النهائي، التي تستجيب لحاجته بدلا من فرض ذلك عليه، إذ غالبا ما يقع ضحية لصراعات أطراف عديدة تتجاذبه، كشركات الاتصالات، ومالكي المحتوى، ومجمعيه، وموردي عمليات الشبكات التخيلية، وموردي خدمات الإنترنت، والمبرمجين، والباحثين عن مصادر خارجية لإدماج الأنظمة، وحتى الجهات التي تورد الشاشات الطرفية. وبناء على ما سبق حددت «الكاتيل» خياراتها الاستراتيجية، والتي تتمثل بأن يكون لديها قائمة واسعة من المنتجات والتقنيات، يمكنها الحصول عليها عن طريق تركيز البحث والتطوير على مراكز الريادة، وعقد تحالفات مع أطراف أخرى إذا لزم الأمر، بالإضافة إلى القيام بانتقاء الشركات التي تريد أن تستحوذ عليها. أما الاستراتيجية الثانية فهي أن تعمل على تصميم حلول اتصالات جاهزة للاستخدام. ويذكر أن شركة «الكاتيل» قد حققت حجم مبيعات خلال عام 2002 قدر بحوالي 16.5 مليار يورو، خصصت 13.5 في المائة منها للبحث والتطوير.

* في الشرق الأوسط

* وتشكل منطقة الشرق الأوسط واحدة من أهم المناطق بالنسبة لشركة «الكاتيل»، كما يقول فنشنزو نيشي، رئيس مجلس إدارة «الكاتيل إيجبت»، فرع الشركة في مصر، ونائب رئيس «الكاتيل» للشرق الأوسط. إذ حققت الشركة من هذه المنطقة 300 مليون يورو كأوامر شغل، وتستثمر فيها 4 ملايين يورو للتدريب، كما توظف فيها 1000 موظف، من بينهم أكثر من 120 مهندس يعملون بمركز الخدمة الدولي الذي يمارس نشاطاته في دولها. ويجدر بالذكر أن هناك 15 دولة تتبع فرع الشركة في الشرق الأوسط هي : البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر، والسعودية، والسودان وسورية والإمارات واليمن، بالإضافة إلى باكستان وأفغانستان. حيث حددت «الكاتيل» لها مديرين متخصصين يتابعون فيها شؤون عملائها الكبار، من خلال سبعة مكاتب رئيسية، تتبع المكتب الرئيسي الإقليمي للشركة في الشرق الأوسط، الذي يتخذ من القاهرة مقرا له.

وقد حققت «الكاتيل» العديد من المشاريع التي وصفت بالاستراتيجية على مستوى المنطقة، ففي السعودية هناك مشاريع الأقمار «عربسات» الصناعية من الجيل الرابع 4 أ و 4 ب، ونظام التراسل في شركة الكهرباء السعودية، ونظام الكابل البحري جنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط وغرب أوروبا المعروف بالأحرف SEA ME WE ، ونظام التراسل لمجموعة أرامكو السعودية، وتنفيذ 200 وصلة ميكرويف رقمية للشركات، وشبكة بتقنية LMDS وخطوط رقمية لشركة الاتصالات السعودية.

أما في مصر فهناك عدة مشاريع، من بينها بناء أول شبكة رقمية للهاتف الجوال بتقنية «جي اس ام»، ومشروع «فريم ريلاي» وشبكة ATM «إيجبت نت»، وتركيب 35 بالمائة من الخطوط الهاتفية الرقمية في مصر، وتمديد 2900 كيلومتر من وصلات الميكرويف، و9300 كيلومتر لشبكات الألياف الضوئية، بالإضافة إلى أقمار «نايل سات» الصناعية 102/101.

وفي الآونة الأخيرة وقعت «الكاتيل» مع الشركة المصرية للاتصالات اتفاقية لتنفيذ مشروع «نايل فيشن بلاس» لتركيب أكثر من 3 ملايين خط، كما تتعاون مع «موبينيل»، وهي أول شبكة للجوال في مصر لتركيب بنية تحتية في كافة أنحاء الدولة، وتوسعة شبكات GPRS الخاصة بها.

وفي الإمارات العربية المتحدة التي تعمل فيها «الكاتيل» منذ 20 عاما، فقد نفذ فيها عدة مشروعات استراتيجية، منها شبكة الهاتف الجوال في أبو ظبي، وخدمات القيمة المضافة لقمر «الثريا» الصناعي، وتجارب ميدانية كانت الأولى من نوعها لتقنية UMTS مع شركة «اتصالات»، وبناء قاعدة ضخمة لشبكة الاتصالات الذكية.

وفي اليمن قدمت «الكاتيل» حلول GSM-900 MHZ لتوسيع شبكة الهاتف الجوال المبنية على تقنية «جي اس ام». كما نفذت الشركة في العراق سابقا عقود تركيب سنترالات وتراسل بموجب اتفاقية النفط مقابل الغذاء للأمم المتحدة، وحاليا تعمل مع «أوراسكوم تليكوم» لتركيب أول شبكة للجوال بتقنية «جي أس أم» في بغداد. كما وقعت «الكاتيل» في قطر 3 عقود توسيع الشبكة مع شركة الاتصالات القطرية «كيو تل» بقيمة إجمالية بلغت 30 مليون دولار بتقنية GSM - 900/ 1800 MHZ. أما في الأردن فقد قامت «الكاتيل» بتركيب شبكة خطوط رقمية تصل بين 500 مدرسة في مشروع لصالح شركة الاتصالات الأردنية.

* مركز الخدمة الدولي

* تعد شركة «الكاتيل» من الشركات الغربية القليلة التي افتتحت مركزا للخدمات المتميزة في الدول العربية لتقديم الحلول المتكاملة والدعم التقني المستمر والتحديث التقني من مجموعة «الكاتيل»، فقد افتتحت «مركز الخدمة الدولي» الخاص بها في مصر عام 1998 ليتبع «الكاتيل إيجبت»، وليقدم خدماته لأكثر من 42 دولة في أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية، اعتمادا على مهندسين متخصصين سيصل عددهم إلى 150 هذا العام، بعد أن كانوا 8 فقط عند افتتاحه. وقد وصل هذا المركز إلى مستوى جعله يتعامل مع العقود باستقلالية تامة عن مركز الشركة الرئيسي في فرنسا.

ويعمل هذا المركز على تقديم الحلول في عدة مجالات، هي الشبكات الذكية وخدمات القيمة المضافة، وشبكات التراسل وإدارة الجودة إقليميا، وشبكات المعلومات، والاتصالات الرقمية الثابتة، وشبكات الجوال، ومشروعات نظام تسليم مفتاح. وتقول «الكاتيل» ان مركز الخدمة الدولي قد حقق العديد من قصص النجاح في المناطق التي يخدمها، كما كان قدم العديد من الدورات التدريبية المتقدمة لقطاعات كثيرة في المنطقة سواء للموظفين أو العملاء أو حتى الطلبة، حيث استثمرت الشركة فيه أكثر من 3 ملايين يورو في برامج تدريبية على أحدث طراز تغطي جميع نواحي التقنية.

* أهدافنا لعام 2004

* ويقول فنشنزو نيشي، رئيس مجلس إدارة «الكاتيل إيجبت»، ان طموحات الشركة لتحقيق نجاحات جديدة لن يتوقف، وبخاصة مع التطور الحثيث الذي تشهده المنطقة، ولهذا فقد صرح بأن «الكاتيل» من خلال فرعها في المنطقة ستستمر في تعزيز مركزها في مجالات الاتصالات الجوالة، من خلال عقود جديدة في السعودية وباكستان، بالإضافة إلى الاستثمار بتوسعات أكثر في العراق ومصر وقطر واليمن، مع تدعيم التحالف الذي أقامته شركته مع شركة «أوراسكوم تليكوم» التي تعمل على مستوى المنطقة. وكشف فنشنزو نيشي عن أن شركته ستعمل على إحياء وجودها في العراق لتتمكن من تنفيذ العقود شبكات الاتصالات الموقعة قبل نشوب الحرب. كما ستعمل على ترويج شبكات الجيل الجديد في دول مجلس التعاون الخليجي.