شـذرات تقنية

وليـد الأصـفر

TT

* الفضول الذي قتل الكومبيوتر

* «أعترف أنني قرأت كثيرا في ملحق الكومبيوتر في «الشرق الأوسط»، عن فيروسات الكومبيوتر ومخاطرها، وضرورة الانتباه إلى الملفات المرفقة معها، لكن الرسالة الأخيرة لم تكن من أحد غريب، لقد كانت من صديقي»... «صحيح أن عنوان الرسالة بدا غريبا، وأعني أنه لم يكن على الصورة المعتادة، فلم يحصل أنه بعث لي رسالة تحمل عنوان فاتورة، ولكن مهلا إنه صديقي» ... «أعترف أنها لم تكن المرة الأولى، فقد حاولت فتح ملف مرفق آخر جاءني في اليوم نفسه، لكنه من شخص آخر لم أعرفه يقول أنه أرسل لي صورة» ... «لا، لا، لا، وألف لا، فأنا تجاوزت مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة وإياك أن تلمح للنضوج من عدمه، كل ما في الأمر أنه فضول، ولا شيء سوى الفضول» ... «لم أعرف أنني أصبت، أقصد كومبيوتري، بالفيروس إلا بعد أن بدأت تصلني رسائل من أشخاص تحمل شتائم ويتهمونني فيها تهما بشعة، وأنني كنت سببا لتعرضهم لانتقادات رؤسائهم في العمل، بسبب الفيروسات التي أرسلتها لهم، ويبدو أن معظمهم مثلي، لا يعرفون أن لا ذنب لنا نحن الأشخاص العاديين بما حصل» ... «آسف معك حق، يوجد علي ذنب فلم يكن من الضروري أن أتبع فضولي وافتح كل ملف مرفق يصلني. أخ. لقد وقعت بلساني، هل قلت أنني فتحت كل ملف مرفق؟» «حسنا، في المرات المقبلة سأسمع نصيحتك. واستفسر أولا من أي شخص أعرفه إن كان هو الذي أرسل لي الرسالة، أم أنها جاءتني رغما عنه، وبعد عن ذلك فلن أتردد عن حذف أي رسالة حتى ولو جاءتني من .... شخصيا».

* كيف تضمن عمرا أطول لأحبار طابعتك

* حصل المحظور، وأعطى أحمد في غيابي لأخته ذات الأربع سنوات، دورة في استخدام الكومبيوتر والدخول على الإنترنت، وتشغيل الأقراص المدمجة الخاصة بالأطفال. وعدا عن الجهد الإضافي الذي سنبذله في فرض رقابة حثيثة على الوقت الذي سيقضيانه في استخدام الكومبيوتر، فوجئت قبل أيام عندما حاولت في إحدى الليالي طباعة رسالة على الطابعة، أن الصفحات خرجت منها بيضاء كما «ولدتها أمها»، لم تلوثها نقطة حبر واحدة. صحيح أنه خطر على بالي لحظتها أن الكومبيوتر يريد أن يقول لي بلسان حاله، أن ما كتبته كان «حكي فاضي» بدليل فراغ الصفحات منه، إلا أنني أزحت التنكيت جانبا، وبدأت بتفكيك الأجزاء المتحركة من الطابعة علي أجد تفسيرا تقنيا لما حدث، إلى أن اكتشفت أن خرطوشة الحبر الأسود قد فرغت من محتوياتها قبل الأوان. لم أعرف وقتها ما السبب وراء ذلك، وبخاصة أنه لم تمر تلك المدة الطويلة جدا على تركيب خرطوشة جديدة. أعدت الطابعة إلى وضعها ثم استخدمت الكومبيوتر لتلوين النص في رسالتي باللون الأزرق الغامق لأنني لاحظت أن خرطوشة الأحبار الملونة ما زالت مليئة نسبيا، ثم طبعت رسالتي.

وفي اليوم التالي،عرفت السبب فبطل العجب وجاء بدلا منه شيء من الغضب. فقد عدت مبكرا ذلك اليوم لأقبض على لين جالسة أمام الكومبيوتر وصوت الطابعة يطبع صفحات فارغة، ليليه صراخ الصغيرة التي اكتشفت أن الصفحة التي طبعتها لم تظهر. إذ كان الموقع الذي زارته يقدم خدمة طباعة الصور الكارتونية الفارغة من الألوان، لتتيح للأطفال تلوينها باستخدام أقلامهم الخاصة، بعد طباعتها على الورق. نظرت لأحمد الذي كان يبتسم بخبث وهو يلعب بعيدا عنها، وكأن الأمر لا يعنيه، مع أنه هو الذي أرشدها إلى تلك الفكرة، أرشده الله إلى ما يحب ويرضى.

باختصار وصلت إلى أن أفضل طريقة لضمان عمر أطول لأحبار الطابعات، هي بفصل سلك الكهرباء وسلك البيانات عنها قبل مغادرة المنزل، بشرط أن تتم تلك العملية بعد أن ينام الأطفال أو بعيدا عن أعينهم، حتى لا يقوموا هم بوصلها بأنفسهم فيما بعد. صحيح أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يكتشفوا علاقة سلك البيانات وضرورة وصله بالكومبيوتر، وهو أمر قد يعرضهم لمخاطر إن تم، لهذا فمن الأفضل إخفاء الأسلاك أصلا بعيدا عنهم. على كل حال سأكسب بعض الوقت قبل أن أصل إلى حل آخر. أظن أن موظفي الدعم التقني سيكون لهم الآن إجابة جديدة يردون فيها على الآباء الذين يشتكون إليهم من أحبار طابعاتهم التي تنتهي قبل أوانها.