مساعدة الأطفال في استخدام الشبكة لدعم استخدام آمن للإنترنت

TT

من أهم القضايا التي يتفق عليها الناس عند التعامل مع الإنترنت هي أننا في أمس الحاجة، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى ما هو أكثر بكثير من برامج محاربة الفيروسات للحماية من التهديدات التقنية الخارجية والداخلية التي تشكل خطرا أكبر. فإجراء الأطفال والمراهقين المقابلات الشخصية عبر غرف الدردشة، وذلك على الرغم من التحذيرات المتكررة حول أخطار هذه الطريقة في التعارف، يشكل خطرا كبيرا مما يعني أن كل فرد في الأسرة عليه أن يأخذ موقفا دفاعيا. وبما أننا نعيش في أجواء جدا متقلبة، تصبح الحماية ضرورة لا غنى عنها، ويجب أن تتوفر في كل موزع وجهاز خادم وشبكة تواصل. هذا ما يفسره المنطق الذي بنيت عليه المعلومات التي تبين أن نحو 60 بالمائة من الأطفال في بريطانيا الذين يدخلون هذه الغرف يجهلون هوية من يتحدثون إليه. ومن الملاحظ أخيرا أن غرف الدردشة بدأت تفقد إقبال العديد من الأطفال. وهناك انخفاض في العدد الكلي لمستخدمي غرف الدردشة «العامة»، لكن هذه النسبة تزايدت في المقابل بالنسبة لغرف الدردشة «الخاصة» التي لا يراها الجمهور، التي تؤدي في النهاية إلى إجراء لقاءات شخصية. فالعديد من الأطفال الذين لا يزالون يستخدمون غرف الدردشة «الخاصة» يتعرضون للعديد من المخاطر، علاوة على أنهم لا يتقيدون بموانع اجتماعية، وعلى الأرجح يتجاهلون التحذيرات بهذا الشأن ويلتقون بالأشخاص الذين يتحدثون إليهم عبر الإنترنت. وتفيد الأرقام البريطانية المتعلقة بشؤون الجرائم المرتبطة بأخذ مواعيد عبر الإنترنت ومواقع الدردشة أن المخاطر حقيقية. وأوضحت هذه الأرقام أن جرائم الأطفال المرتبطة بمواقع أخذ مواعيد للقاءات الشخصية بين عامي 2001 و2002 ازدادت بمعدل 190 بالمائة. وعلى الرغم من أن صغار مستخدمي غرف الثرثرة في عالمنا العربي، يحسون أنهم «آمنون» وبمنأى عن الخطر، إلا أن الدلائل تبين أن هناك كثير من المشاكل الناجمة عن إفشاء معلوماتهم الشخصية، وقد تصل إلى حد الجرائم كما حصل في إحدى الدول العربية. ولا بد من وضع حد لذلك بوجود وسائل تربوية لمنع أو تخفيف الأحاديث المشبوهة التي تدور في تلك الغرف «المغلقة».

والطريقة المثلى في تغيير سلوك هؤلاء الأطفال ليست في محاولة منعهم من استخدام غرف الدردشة، لأن هذه الطريقة قد تأتي بنتائج سلبية وتجذبهم أكثر إلى استخدام هذه الغرف بدلا من تجنبها. إلا إنه بدلا من ذلك فإن الآباء بحاجة إلى مشاركة أطفالهم فيما يفعلونه على الإنترنت. فغالبا ما يشارك الآباء الأبناء في صداقاتهم التي يصنعونها خارج نطاق الإنترنت. وهم الآن بحاجة إلى نفس الرعاية فيما يخص أصدقائهم على الإنترنت أيضا. ولدعم إنترنت آمن يقوم الآباء باستخدام الوسائل المفيدة لتعليم أبنائهم كيفية التعامل مع غرف الدردشة واكتشاف الأطفال الذين يتجاهلون التحذيرات بهذا الخصوص. وقد نجح المختصون في التعليم الغربي بإنتاج وسائل يمكن للمدارس استخدامها في اكتشاف الأطفال الذي قد يكونون أكثر عرضة للخطر. وعموما فأي نصيحة تعطى للأطفال يجب أن تتناسب أيضا مع الأغراض المختلفة التي تستخدم فيها شبكة الإنترنت. وهذا مهم إذا عرفنا أن عدد الأطفال الذين يعطون تفاصيل شخصية في غرف الدردشة اقل من عدد الأطفال الذين يضعون تفاصيلهم في رسائل البريد الإلكتروني، وهذه مشكلة مختلفة بحد ذاتها، يمكن تلافيها في حالة معرفة سلوك وتصرفات الأطفال وهم على الإنترنت. وهناك جهود مكثفه تقدم من خلالها النصيحة للآباء القلقين بشأن ما يقوم به أطفالهم على الإنترنت ويتم عرض مواد تربوية قامت المدارس بتطويرها، بالإضافة إلى المبادرات الدائمة لجعل الأطفال يتحملون مسؤولية استخدامهم لشبكة الإنترنت، وأيضا مساهمات الأطفال حول تجاربهم مع الإنترنت. وبمتابعة الاهتمام باتجاهات ونفسية الأطفال والمراهقين الذين لا يزالون يستخدمون غرف الدردشة، تصبح لدينا خلفية عن حياة هؤلاء الأطفال لنتعامل معهم بفهم معين ومجموعة معينة من السلوكيات تحد من خطر وشيك قد يتعرض له معظمهم.