«تريند مايكرو»: جهات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط تضررت بسبب «ساسر»

TT

مازالت الشركات التي أصيبت بهجمة دودة الكومبيوتر «ساسر» تتعافى مما أصابها من تعطيل، بعد أن عادت وحصنت أجهزتها، مع أن ذلك جاء متأخرا بعض الشيء لأنها لم تستجب لنصائح المتخصصين بشكل مبكر. وللاطلاع على أثر هذه الدودة في الميدان، ارتأت «الشرق الأوسط» الالتقاء بمدير أحد مديري شركات مكافحة الفيروسات العاملين في منطقة الشرق الأوسط ليحدثنا عن أثر «ساسر». فقد التقينا بجستن دوو، مدير عام «تريند مايكرو» الشرق الأوسط وأفريقيا، التي تعد من الشركات المتخصصة في إنتاج البرمجيات والخدمات المتعلّقة بمحاربة الفيروسات، وأمن محتويات الإنترنت. وتدير الشركة، التي تتخذ من العاصمة اليابانية طوكيو مقرّاً لها، أعمالها في أوروبا من مكاتبها الرئيسة في مارلو بإنجلترا، ومن خلال وحدات الأعمال المنتشرة حول العالم. ويقول دوو ردا على سؤال عدد الشركات التي أصابتها دودة «ساسر» في المنطقة: «يصعب تحديد عدد الشركات المصابة على وجه الدقة، إلا أن المعلومات التي استطعنا الحصول عليها تظهر إصابة عدد كبير من المؤسسات بالفيروس، وتعرضها لأعطال متفاوتة في تأثيرها وحجمها. كما تعرضت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية للإصابة بهذا الفيروس، إلا أننا لا نستطيع الكشف عن أسماء بهذا الصدد، ولا سيما في القطاع المالي، وقطاع المصارف. إلا أن الإصابات الناجمة عن «ساسر» وصلت إلى معدلات عالية، وألحقت دماراً كبيراً في قطاع الأعمال في الشرق الأوسط». وأشار دوو إلى أن دودة «ساسر» لا تستهدف قطاعات أعمال معينة من دون غيرها، فهي يمكن أن تصيب كافة قطاعات الأعمال. وفي القطاع المصرفي، على سبيل المثال، عمدت العديد من البنوك، لإيقاف عمل أجهزة الصراف الآلي، التي كانت عرضة لتأثير «ساسر» على عملها. ونفى جستن دوو معاناة اي أحد من عملاء شركته من الدمار نتيجة هذا الفيروس، وقال «صحيح أن بعضهم أصيب به، إلا أن تقنيات «تريند مايكرو» التي يطبقونها، أتاحت لهم السيطرة على انتشار هذا الفيروس، وعلى أثره المدمر على استمرار أعمالهم».

وأشار إلى أن «تريند مايكرو» قد عملت على زيادة وعي عملائها تجاه أهمية المحافظة على تحديث الرقع البرمجية الأمنية المضادة للفيروسات، والاستجابة بمسؤولية وسرعة للتحذيرات الواردة لقطاعات الأعمال من أية هجمات محتملة. وقال أن الإصدارة الثالثة والأخيرة من منتج استراتيجية حماية المؤسسات Enterprise Protection Strategy من «تريند مايكرو»، أتاحت توفير ردود فعل سريعة تجاه التهديدات في حال حدوث هجمات فيروسية، وذلك باستهداف منطقة التهديد بشكل دقيق. حيث تعمل منتجاتها في قطاع محدد من الشبكة، متيحة لباقي مناطقها العمل على تنظيف الشبكة من الفيروسات، باستخدام تقنيتي Pattern File، وScan Engine، وإطلاق قالب متخصص بإزالة آثار الدمار، لتحقيق التعافي للمناطق المصابة في الأجهزة الشخصية، والشبكات.

وقال دوو «كان تأثير هجوم «ساسر» قليلاً جداً على سير العمل لدى فرق الدعم التابعة لنا، في مكاتبنا المنتشرة عبر منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وهناك سببان في الحقيقة وراء هذا الأمر; الأول: أن هذه الهجمات وقعت في عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا (يومي السبت والأحد)، وعندما عاد الناس إلى أعمالهم يوم الاثنين، كانت الحلول قد نفذت عملها على الشبكات. وإضافة إلى ذلك، فإن معظم عملائنا هم من المؤسسات التي تعتمد سياسات أمنية قوية في حماية الشبكات، ما أدّى إلى تقليل أثر «ساسر» عليها. ومن الجدير بالذكر أن معظم الضحايا هم من المستخدمين المنزليين، الذين لا تتوفر لديهم الخبرة التقنية القوية، كما المؤسسات، في الحماية والتصدي لهجمات الفيروسات. أما فيما يتعلق بعدد الزيارات إلى موقعنا www.trendmicro.com، فقد شهد الموقع ارتفاعاً حاداً في أعداد مستخدمي خدماتنا الإلكترونية المباشرة خلال الهجوم الأخير، كما الحال عند حدوث أي هجوم فيروسي، أما عن الأرقام، فليس لدى إطلاع دقيق عليها، الآن».

وأضاف «ركّزت «تريند مايكرو»، خلال الأزمة، بشكل كامل على إيصال الحلول وتقديم الدعم لقاعدة عملائها، لضمان استمرارية أعمالهم، وهنا، فإنني متأكد من أن الآخرين في قطاع برمجيات محاربة الفيروسات، لم يدّخروا وسعاً في العمل مع عملائهم، ولا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك».