تجارة مكونات الكومبيوتر المستعملة ترفع المبيعات المصرية

TT

انتشرت في أسواق الكومبيوتر المصرية تجارة مكونات أجهزة الكومبيوتر المستعملة والمستوردة من الخارج، بعضها يتم تطويره، لتطرح بأسعار زهيدة للمشترين مقارنة بأسعار الأجزاء الجديدة. وباتت هذه القطع تلاقي رواجا ملحوظا لدى المشترين ومجمعي الكومبيوتر، الذين يعتبرونها وسيلة جيدة لامتلاك جهاز تتوفر فيه الكفاءة والسعر المناسب. وبينما أكد بعض الخبراء على أن هذه القطع ستؤدي إلى مشكلات كثيرة، وقد تتحول في القريب العاجل إلى نفايات تقنية مما يؤثر سلباً على البيئة، إلا أن البعض الآخر يري انه إذا تم استيراد هذه الأجزاء وفقا لضوابط خاصة فان طرحها للجمهور سيسهم في توسيع قاعدة مستخدمي الكومبيوتر في مجتمع يعاني من الأمية التقنية.

ويؤكد علاء الغاوي رئيس رابطة أسواق الكومبيوتر، على أن هذه المكونات تكون قد استخدمت في الخارج وأعيد تصنيعها وتجربتها، وتم استيرادها بصورة رسمية مثل أي مكون جديد للكومبيوتر وتدخل إلى الأسواق ومعها كافة الضمانات، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة باتت محط أنظار الجميع واستطاعت أن ترفع مبيعات أسواق الكومبيوتر في الفترة الأخيرة بنحو 30% بسبب رخص أسعار هذه المكونات، وزيادة عمليات التجميع التي تعتمد عليها بصورة مباشرة. وأكد الغاوي أن انتشار استخدام هذه الأجزاء لن يؤثر على مبيعات المكونات الجديدة، لأن كل عميل يبحث عما يناسبه ويتوافق مع إمكانياته الاقتصادية. ويرى عصام دياب، مهندس إلكترونيات، أن كثيرا من المشترين يبحثون دائما عن السعر الرخيص والإمكانات الفنية الجيدة، وأن توافر القطع المستعملة يلبي هذه المعادلة بسهولة، مشيرا إلى أن مجمعي الكومبيوتر أصبحوا يعتمدون على هذه المكونات وخاصة فيما يتعلق بالشاشات، وبطاقات الصوت والمودم، حيث يصل سعر الشاشة المسطحة من قياس 17 بوصة من إنتاج «كومباك» أو «دل» ، إلى 600 جنيه، في حين تباع بطاقة الصوت من إنتاج شركة «كرييتف» بسعر 60 جنيها. وأكد دياب على أن المشتري هو الرابح الأول، حيث أصبح في إمكانه تجميع جهاز ذي إمكانات جيدة بمبلغ يصل إلى 1800 جنيه. ويوضح أحمد الصاوي مسؤول البيع في شركة «كمبيوستار»، أن تجار المستعمل يقومون بشراء هذه المكونات بطريقة الحصول على مجموعة من مكونات مختلفة بسعر شامل، ثم يتم الاتفاق بين المعارض المختلفة على تسعير كل نوع من البضاعة، مشيرا إلى أن هناك إقبالاً ملحوظاً على شراء هذه المكونات لأن سعرها ملائم جدا وغالبا ما تؤدي الغرض منها. وأكد الصاوي على جودة الشاشات المستعملة والمعروضة في الأسواق، والتي تعتبر مكسباً حقيقياً للعملاء، مبينا أن هناك بعض الشكاوى القليلة التي يعود بها المشتري إلى الشركة، وغالبا ما ينحصر هذا في البطاقات أو محركات الأقراص المرنة، إلا أنه أشار مجددا إلى أن الكثير من العملاء يفضلون في النهاية شراء لوحة المكونات الرئيسية بالحالة الجديدة تجنبا لحدوث المشاكل التي لا يجدي معها الإصلاح.

أما هشام نجيب مدير شركة عالم الكومبيوتر، فيرى أن الهدف الأساسي من فكرة توسيع قاعدة من يقتنون الكومبيوتر، هو المساهمة في إيجاد كوادر بشرية للمنافسة على المستوى العالمي، وهذا لا يمكن تحقيقه من خلال التدرب على أجهزة قديمة وغير متطورة، مضيفا أنه بافتراض أن تلك المكونات المستعملة تتمتع بأسعار رخيصة، فلا شك أن تقادمها نتيجة الاستخدام المتكرر سوف يجعلها غير صالحة للاستعمال بعد عدة شهور، وتنتقل إلينا حينئذ مشكلة التخلص من هذا الكم من النفايات. وأشار نجيب إلى أنه من الأفضل تفعيل مشروع كومبيوتر لكل منزل، وعلاج الثغرات التي ظهرت به حتى يمكن تحقيق معادلة توفير جهاز متطور ورخيص في الوقت نفسه.

ويؤيد زكريا عيسى رئيس جمعية الحاسب الآلي الفكرة بشروط، ويرى أنها ستكون خطوة جيدة لتوسيع قاعدة مستخدمي الكومبيوتر في المجتمع المصري، موضحا أن هذه المكونات المستعملة ليست موجهة لاستخدام المحترفين وإنما لطبقة معينة مثل طلاب الجامعات والمدارس، وهذه الفئات لا تحتاج إلى أجهزة تتمتع بمواصفات فنية عالية، ويؤكد عيسى على أن هذه القطع مصنعة من قبل شركات عالمية لها سمعتها وستكون في كافة الأحوال أفضل من أجهزة الكومبيوتر المجمعة مجهولة الهوية، وأنها ستكون ملائمة للاستخدام العادي الذي لا يزيد عن تحرير النصوص وسماع الأغاني وممارسة الألعاب.