تأثير ويندوز يبدو واضحا في مجموعة برامج «أوفيس» الجديدة التي أنتجتها مايكروسوفت لنظام ماكنتوش

TT

بعد فترة قصيرة من إصدار مايكروسوفت نسخة جديدة من برنامج «أوفيس»، يبدأ المصممون التابعون لها في مناقشة ما الذي يمكن إضافته إلى النسخة التالية. ومما لاشك فيه كان السؤال الذي يسيطر على الاجتماع الأخير مؤلما: «كيف يمكن إضافة المزيد من صفات لم نفكر فيها في العام الماضي أو في العام الذي سبقه، ولاسيما إن معظم الناس يعتبرون برنامج «أوفيس» مزدحما بالفعل؟». وفي العام الماضي كشف «أوفيس» 2003 لنظام ويندوز، عن استراتيجية مايكروسوفت الجديدة: إضافة القليل القليل، مع تمني أن يجدد الناس برنامجهم على أي حال.

وقبل أسابع قليلة أصدرت وحدة برامج ماكنتوش في مايكروسوفت، مجموعة «أوفيس» 2004 لماكنتوش، التي تتضمن برامج «وورد» و«اكسل» و«باور بوينت» و«إنتوراج»Entourage ، وهو برنامج للبريد إلكتروني والتقويم. ومرة أخرى أضافت مايكروسوفت بعض الإضافات المحدودة.

ولم تكن الاستراتيجية هي فقط ما اقترضه فريق ماكنتوش من فريق ويندوز في مايكروسوفت. فبعد سنوات من ملاحظة أن فريق ويندوز يستعير بعض الأفكار الجيدة التي توصلوا إليها، قرر مصمموا برامج ماك في مايكروسوفت أن بإمكانهم القيام بنفس الأمر. فعلى سبيل المثال فإن notebook view في برنامج وورد هي نفس النسخة من OneNote في ويندوز.

إلا أن أفضل التغييرات في «أوفيس» 2004 لماكنتوش تمت في برنامج «إنتوراج»، الذي أصبح أفضل تصميما، وأكثر إمتاعا من «آوت لووك» الخاص بويندوز. وقد ورث «إنتوراج» الجديد من آوتلوك 2003 التصميم الذكي ثلاثي الأعمدة: عمود تسجل فيه مجلداتك (صندوق الوارد، والرسائل المرسلة، وما إلى آخره)، وفي العمود التالي الرسائل، وفي العمود الأخير الرسالة ذاتها. ويراعي هذا التصميم حقيقتين هامتين: هما أن عرض معظم الشاشات أكبر من طولها، وأنه من الأسهل قراءة النص عندما لا يكون العمود بعرض الصفحة بأكملها.

غير أن معظم الصفات الجديدة في «أوفيس» لماكنتوش لم تأت من «أوفيس» الخاص بويندوز. ففي الواقع توجد صفتان جديدتان مثيرتان، لا بد أنهما سيستخدمان في النسخة الجديدة من «أوفيس» ويندوز.

فقد أضافت «إنتوراج» وظيفة جديدة يطلق عليها «مركز المشروع»، الهدف منها هو تجميع كل الرسائل الإلكترونية وأرقام الهواتف بل والملفات المرتبطة بمشروع معين. فيمكن تشغيلها بحيث يمكن تجميع كل الرسائل الإلكترونية المعلقة بموضوع معين في قائمة واحدة. كما يمكنك مطالبة البرنامج «بمراقبة» مجلد معين في القرص الصلب، وسيتولى مركز المشروع تسجيل كل ما في المجلد، بحيث يوفر عليك الانتقال من بريدك الإلكتروني إلى سطح المكتب.

والوظيفة الجديدة الأخرى المميزة خاصة ببرنامج عرض الشرائح «باور بوينت»، وهي أداة جديدة يطلق عليها «وسائل العارض» Presenter Tools، المصممة بصفة خاصة لأجهزة الكومبيوتر الجوالة الموصولة بجهاز العرض (بروجيكتور). ففي الوقت الذي يرى فيه المشاهد الشرائح التي تظهر أمامه على الشاشة فقط، فإنك سترى على شاشة الكومبيوتر مشهدا آخر خاصا بك. فتحت نسخة مصغرة من كل شريحة، يمكنك مشاهدة تعليقاتك الخاصة، لأول مرة في «باور بوينت»، وبالتالي فسيكون بمقدورك قراءتها من دون اكتشاف المشاهدين لذلك. وثانيا ستجد برنامج توقيت يساعدك على أن لا تتعدى الوقت المحدد لك. وثالثا، وبالإضافة إلى الشريحة الحالية، سترى صورة مصغرة من الشريحة السابقة، والشريحة التالية، مما سيجعلك مطمئنا إلى أنك لن تفاجئ كما سيتفاجئ المشاهدون عند ظهورها. ومنذ المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الأدوات الجديدة، فإنها ستنعكس عليك في تقديم أفضل وثقة اكبر.

وبصفة عامة فإن «أوفيس» ماك لا يزال أكثر جاذبية وأكثر إرضاء من «أوفيس» الخاص بمايكروسوفت. ولكن السؤال المطروح هو: هل يستحق الأمر الحصول على النسخة الجديدة؟

هذا سؤال صعب ولاسيما إذا كنت تستخدم «أوفيس» اكس. فالنسخة الكاملة من «أوفيس» ماكنتوش تكلف في السوق الأميركي 400 دولار، أو 240 دولارا إذا كنت تجدد نسخة «أوفيس» 98 و 2001 أو إكس. ويمكنك أيضا شراء «وورد» و«باور بوينت» أو «اكسل» مقابل 230 دولارا للنسخة الكاملة أو 110 دولارات إذا كنت تجدد. أما «إنتوراج» فلا يباع وحده. وللإجابة على سؤال التجديد، فمن الأفضل دراسة وتحديد أفضل البرامج بالنسبة لعملك، وتقرر الشراء طبقا لذلك. وفي النهاية فإنه يبدو أن فريق ماكنتوش في مايكروسوفت قد وصل إلى نفس نقطة التشبع التي وصل إليها فريق ويندوز، فعندما يتمكن البرنامج من القيام بكل شيء يطلبه المستخدم، فإن إضافة صفات جديدة هي مجرد تزويق.

* خدمة «نيويورك تايمز»