قصة الاسم والشعار

TT

* قد يجد البعض صعوبة للربط بين كلمة «بلوتووث» وتعني «السن الأزرق»، وبين هذه التقنية اللاسلكية الرائعة، وإن كانت قد أوحت لي بعنوان مناسب لأول مقالة لي في «الشرق الأوسط» عن هذه التقنية عام 1999، إذ كان نصه «قطاع تقنية المعلومات العالمي يشحذ سنه الأزرق لتوحيد العالم». والطريف في موضوع «بلوتووث» أن هذا الاسم لم يقصد له أن يستمر، فبعض أن اتفقت لجنة من المختصين على المعايير التي تحكم هذه التقنية اللاسلكية الجديدة، اقترح احدهم استخدام اسم الملك الدنماركي هيرالد بلاتاند (911 ـ 981 ميلادي)، وكان من الفايكينغ، كاسم مؤقت لهذه التقنية، التي ابتكرت لتوحيد عالمي الاتصالات والكومبيوتر، كما وحد هو في القرن العاشر بين الدنمارك والنرويج. ولأن اللغة الانجليزية هي الأكثر استخداما في عالم التقنية، ترجم الشق الثاني من اسمه، أو في الواقع لقبه، إلى بلوتووث.

أما عن السبب وراء اطلاق لقب السن الأزرق على هيرالد، فليس كما يظن البعض لأنها قطعت كالأسنان الأسلاك التي كانت تربط بين الأجهزة، وإن كانت كل الروايات الأخرى غير مؤكدة، وهما روايتان كما علمنا. الأولى تقول أن شعره كان داكنا وبشرته غير كالحة، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للفايكينغ شقر الشعور بيض البشرة، فوصفوه بهذا اللقب. أما الرواية الثانية فتقول إن هيرالد كان يعشق أكل توت معروف في الغرب باسم بلووبيري صبغته زرقاء قوية، لدرجة أن أسنانه كانت لا تظهر إلا باللون الزرق، ولم يكن يرى أحد أسنان ذلك الملك إلا باللون الأزرق، فلقب بهذا اللقب. وحتى شعار هذه التقنية المشهور هو الآخر مشتق من الحرفين H وB كما كانا يكتبان في أيامه. والمثير في تاريخ هيرالد بلوتووث، التي بدأ البعض يصفها بأنها «بلوى ـ توث»، أن نهايته كانت مأساوية، فقد قتل على يد ابنه خلال معركة حربية وقعت بينهما.