«بلوتووث».. طرق جديدة لكشف الأسرار

TT

في الوقت الذي كان الخوف من تقنية «بلوتووث» لدينا مركزا على استخدامه لنقل الصور الفاضحة من قبل أصحاب النفوس الضعيفة، أضيفت لها مخاطر جديدة ظهرت في أوروبا في الآونة الأخيرة، يتوقع أن تتسبب بمشاكل اقتصادية وأخلاقية أخرى.

ففي بريطانيا على سبيل المثال، حيث تسمح هيئات الاتصالات بتخصيص أرقام هاتف توصف بأنها «بريميوم» Premium ، يمكن أن يطلب صاحبها تقاضي أي مبلغ يحدده لدقيقة الاتصال، بدأ الناس يشكون من استغلال شركات التسويق لهذه لأرقام، باستدراج أصحاب الهواتف الجوالة لإجراء اتصالات أو إرسال رسائل لمثل هذه الأرقام من دون إعلامهم بسعر الدقيقة، ليكتشف صاحب الهاتف بفاتورة ثقيلة لا يملك إلا أن يسددها. وقبل شهرين فقط، أعلنت شركات مكافحة فيروسات الكومبيوتر عن ظهور فيروس «كبير» صمم لإثبات أن الهواتف الجوالة يمكن أن تصاب بفيروسات إلكترونية. وعلى الرغم من أن هذا الفيروس لا يؤثر إلا على الهواتف «الذكية» التي تعمل بنظام التشغيل «سيمبيان» والمجهزة بتقنية «بلوتووث»، إلا أنه بات من الواضح أن الخطر قد يكون على الأبواب.

أما الخطر الأكثر إثارة للجدل حاليا، والذي قد يدفع جهات التطوير للتعجيل بإطلاق الإصدار الثاني من تقنية «بلوتووث» وتزويده بأقصى ما يمكن من مواصفات الأمن، فهو ذلك الذي كشفته تجربة عملية أثبتت سهولة سرقة جميع محتويات أجهزة الهواتف الجوالة التي تشغل تقنية «بلوتووث». فقد استطاعت إحدى شركات أمن معلومات الكومبيوتر البريطانية تطوير برنامج يمكن عند وضعه في جهاز كومبيوتر محمول مزود بتقنية «بلوتووث» إنزال كل المعلومات المخزنة على الهواتف الجوالة الموجودة في محيط 100 متر خلال ثوان محدودة. وحذرت الشركة التي طورت البرنامج للفت انتباه الشركات المطورة للهواتف إلى هذا الخطر، وبخاصة بعد أن أثبتت دراسات أن الكثيرين صاروا يعتمدون على هذه الهواتف لتخزين الكثير من أسرارهم، من بينها أرقام بطاقات الائتمان وأرقام الحسابات وأرقام الدخول إليها، وحتى كلمات السر لأجهزة بالغة الحساسية كما اعترف البعض. وفي بلد يشتكي من انتشار حوادث الاعتداء على الأطفال واختطافهم كما يشتكي مما يسمى بالتجسس الصناعي، حذرت الشركة من أن المخاطر لا تتعلق بالتجسس على أسرار الشركات فحسب، بل يمكن لمثل هذه النوعية من المجرمين التجول بجانب مدارس الأطفال والحصول على جميع الأرقام والصور المخزنة في هواتفهم، واستخدامها للتخطيط لاقتراف جرائمهم.