قطاع التقنية العالمي يتساءل: هل سيختفي كومدكس إلى الأبد؟

نظرة سريعة على تاريخ هذا المعرض التقني الذي كان الأهم على مستوى العالم أجمع

TT

ألغى منظمو معرض «كومدكس» التجاري الذي يجري سنويا في لاس فيغاس تنظيمه لهذا العام. وقد تطور هذا المعرض الأشهر على مستوى العالم، من حوالي الأربعة آلاف متخصص تجمعوا في قاعة واحدة عام 1979، ليصبح حدثا مهما يجتذب أكثر من 210 آلاف عارض ومشتر. وأرجعت شركة «ميديا لايف انترناشينال» المتمركزة في سان فرانسيسكو، التي تدير معرض «كومدكس» ذلك إلى وانتشار المعارض التجارية المتخصصة التي ساهمت في تقليص الحضور في هذا المعرض، كما لامت اتجاه الشركات نحو الاقتصاد في الانفاق، حيث حدث مرة ان بيل غيتس رئيس شركة مايكروسوفت استعان بوالده لتشغيل ذات مرة عارضة الشرائح اثناء القائه لمحاضرة في «كومدكس».

وقال اريك فوروت نائب رئيس ومدير عام شركة «ميديا لايف» ان «الأكبر هو الأحسن. الآن حان الوقت العودة للاستثمار. والسؤال المطروح هو كيف يمكننا ان نجعل هذا العمل لصالح صناعتنا اليوم». وأعلن فوروت أن شركته تخطط لإعادة معرض «كومدكس» في نوفمبر (تشرين ثاني) 2005، باعتباره معرضا يركز على زبائن التقنية. أما الآن فستبتلع الشركة مبلغا لم تحدد قيمته، مقابل إلغاء معرض هذا العام، الذي كان مخططا لافتتاحه في 14 نوفمبر المقبل.

ووقعت أول التصدعات التي أثرت في معرض «كومدكس» عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول). إذ هبط الحضور بمعدل 41 في المائة، ليصبح عدد الزوار حوالي 125 ألف شخص. كذلك هبط عدد المشاركين في المعرض إلى 1700 شركة، بينما كان عدد الشركات في العام السابق 2300. وفي السنة اللاحقة ومع استمرار تفكك الشركات تقلصت المساحة التي كانت مخصصة للعرض من 806 آلاف قدم مربع الى 455 ألف مربع، وتجنبت شركات أساسية مثل «آي بي أم» و«ديل» المشاركة في المعرض.

وقد تألق كومدكس في التسعينات بشكل خاص، مع انتشار اجهزة الكومبيوتر الشخصية في المنازل والمكاتب. وكانت مساحة المعرض الذي اقيم عام 1997 قد وصلت الى 1.4 مليون قدم مربع، وكان الآلاف يصطفون على مدى ساعات للحصول على سيارات الأجرة والهواتف والوجبات، كما ان الفنادق كانت محجوزة قبل اشهر من اقامة المعرض. الا ان الكثير من الشركات بعد ذلك بدأت بحضور المعارض المتخصصة مثل معرض الاجهزة الإلكترونية للمستهلكين، ومعرض أجهزة التسلية والترفيه الالكترونية E3. فيما فضلت بعض الشركات أحداث ومناسبات اصغر حجما حتى لا تضيع وسط الشاشات الرقمية واجهزة الراديو المزودة بساعات ومقاعد التدليك. فقد طرحت مايكروسوفت، على سبيل المثال، اجهزة «اكس بوكس» للألعاب في مؤتمر لتطوير الألعاب عام 1999. وأعلنت شركة سوني هذا العام جهاز كفي للتسلية في معرض E3.

ويقول مايكل هيوز، مدير قسم البحوث مجلة «تريدشو ويك»، ان عددا من المؤتمرات والمعارض المصغرة ظهر اثر تشعب وازدياد قطاع وصناعات تقنية المعلومات. الا ان فوروت يصر على انه لا يزال هناك دور لكومديكس، وأضاف قائلا ان قطاع تقنية المعلومات الذي تقدر قيمة بحوالي 915 مليار دولار في حاجة الى حدث او مناسبة. ويقول محللون أن المشترين وعندما يحددون ميزانياتهم للعام المقبل، فإنهم سيظلون في حاجة إلى مكان يشاهدون فيه ما استجد من منتجات، ويتحدثون الى البائعين وجها لوجه ويختبرون المنتجات قبل شرائها. وبحلول عام 2003 تقدمت «شركة كي ثري ميديا غروب» المالكة السابقة للمعرض بطلب الحماية من الافلاس بعدما بلغت ديونها 370 مليون دولار معظمها لصالح المصرف الاستثماري توماس ويزل كابيتال ببارتنرز، الذي استولى على ودائعها في شهر يونيو (حزيران) الماضي وشكل شركة خاصة أطلق عليها ميديا لايف. وكان أول معرض «كومدكس» تحت اشراف ميديا لايف مربحا، ولكنه كان مختلفا تماما عن المعارض السابقة لكومدكس. وقال جون دفوراك الكاتب في مجلة «بي سي» ان طبيعة المعرض تغييرت بصورة راديكالية. وقد تلاشت في السنتين او الثلاثة الماضية. وقد اثر التدهور على فنادق لاس فيغاس ومطاعمها. فقد ادر «كومدكس» عائدات قيمتها 69.5 مليون دولار فقط للشركات في المدينة في العام الماضي، بالمقارنة بحوالي 250 مليون دولار في عام 2000. وقد بدأ المؤتمر كمعرض لوكلاء شركات الكومبيوتر، وتحول مع مرور الوقت إلى مكان لعرض احدث المنتجات في عالم الكومبيوتر والبرامج الالكيترونية. وقد بلغ تأثير «كومدكس» في عالم التقنية ان المنتجات الاساسية مثل «مايكروسوفت أوفيس» او «لوتس 1 2 3» قد ظهرت لأول مرة فيه. وفي عام 1983 قدم رئيس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، الذي أصبحت كلمته الآن امام المعرض من الكلمات الأساسية، أول كلمة له بمساعدة من والده، حيث لم يكن أحد قد سمع به من قبل تقريبا، فقد كان احد شباب التقنية الذين يحاولون بناء شركة.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز»