تطوير المجتمع العربي تقنيا وظيفة كبيرة جدا لا يمكن تحميل مسؤوليتها لشركة واحدة

المدير الإقليمي لمايكروسوفت في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: ما نقدمه للحكومات من برمجيات هو حسب قواعد النظام المفتوح وليس المصدر المفتوح

TT

بمناسبة مرور ما يقارب من نصف عام على تقلده منصب نائب لرئيس مايكروسوفت في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ومدير إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو أول منصب من هذا المستوى يصل إليه شخص عربي، التقت «الشرق الأوسط» علي فرماوي في حوار سريع للتعرف على تقييمه لهذه الفترة.

* بعد حوالي ستة أشهر من تقلدك لمنصبك، كيف تلخص أحداث هذه الأشهر الأخيرة؟

ـ خلال الأشهر الستة المنصرمة. بغض النظر عن النمو لحجم الشركة أو بإيراداتها. يمكنك قياس النجاح إما عن طريق نمو حجم الأعمال أو الزيادة في الإيرادات أو عن طريق مقاييس أخرى حيث تستطيع أن ترى نجاحات أكبر وأكثر بوجوه متعددة، أحد هذه الطرق هي متابعة وملاحظة تأثير التقنية على حياة كل من الفرد والمؤسسة في المجتمع عند دخول تقنية المعلومات على عالمنا. وأكثر المستفيدين بنظري من النهضة التي تشهدها صناعة تقنية المعلومات هم الشريحة الأصغر سنا من المجتمع إذ حققوا تطورا ملحوظا في هذا المجال في مدة قصيرة جدا وتسارع غير مسبوق. أما بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، فنلاحظ أن العديد من هذه الشركات قد تبنت تقنيات جديدة، بل وتسعى لتبني كل ما هو جديد متقدم، ولكن هل نستطيع أن نرى ناتج هذه التبنيات والاستثناءات يبقى هذا السؤال بدون إجابة بعد.

ولو نظرت إلى المؤسسات الكبيرة فسترى أن معظم هذه الشركات قامت باستثمارات كبيرة في مجال البنية التحتية لتقنية المعلومات والبعض من التطبيقات الجديدة ولكن مع كل هذه الاستشارات هل استطاعت المؤسسات الكبيرة تطوير أنظمة تعمل مع بعضها البعض بحيث توفر للشركة محيطا للعمل بتناغم مع عملائها أو مورديها سواء كانوا أفرادا أو شركات لا نستطيع إنكار التطور ولكن هذا التطور يتراوح من شركة إلى أخرى وبغض النظر عن حجم التطور من المؤكد انه ما زال هناك مجال كبير للمزيد من التطور.

تطوير المجتمع من الناحية التقنية وظيفة كبيرة جدا لا يمكن تحميلها مسؤوليتها لشركة واحدة لتحقيق المستويات المطلوبة من التقدم يتوجب العمل بتعاون وتناغم بين أربعة أطراف الأولى وهي الوضع الحالي للصناعة داخل المجتمع والثاني الحكومة والدور الذي نلعبه في التوعية والثالث هو الشركات ودورها الفعال في توفير احتياجات المجتمع والرابع وهو المجتمع ورغبته في تبني التقنيات الجديدة والعمل بجد لتحقيق الأمنية

* وماذا عن شركة مايكروسوفت نفسها في الشرق الأوسط؟

ـ بالنسبة لمايكروسوفت داخليا، هناك عوامل أساسية للشركة: أولا مواردنا البشرية، وهي من الأساسيات ومن العوامل التي لها تأثير كبير على أداء الشركة، ولذلك وعند تعيين أي شخص للعمل في الشركة يجب أن يمتلك هذا الشخص المقومات الرئيسية من تعلم وذكاء وخبرة وقدرة على التطور، ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن على كل فرد في شركة مايكروسوفت أن يمتلك القدرة على معرفة تأثير أعماله على نفسه والعميل والشريك والشركة بل والأهم من هذا كله تأثير هذه الأعمال على المجتمع. وينطبق هذا الوصف على كل مستويات الموظفين من أعلى الهرم الوظيفي إلى أدناه. ثانيا: الشركاء، فقد استثمرت شركة مايكروسوفت الكثير في عملائها على نطاق العالم كله. بحيث توفر مايكروسوفت لهم نفس التدريب والإمكانيات التي توفرها لموظفي الشركة، وبهذا يتحول الشريك إلى أداة فعالة تعمل على توفير ما يحتاجه المجتمع بالفعل وبالتالي تكون هذه الخطوة واحدة من تلك الفعالة جدا في تحويل شركة مايكروسوفت من شركة غريبة إلى شركة محلية في كل مكان على الخارطة، بحيث تصبح مايكروسوفت في السعودية شركة سعودية وفي مصر مصرية وفي الكويت كويتية، ولكنها في الوقت نفسه من أصول دولية وهذا هو هدف الشركة الآن. بهذا تكون مايكروسوفت قد حققت هدفها في إنتاج حلول وبرمجيات يحتاجها المجتمع فعلا وليس تقنية معلومات لا تعني لأفراد المجتمع شيئا.

* بالنسبة لموضوع العقوبات التي فرضتها بعض الحكومات على مايكروسوفت في أوروبا وأمريكا بخصوص قضايا الاحتكار. والرد الذي ردت به مايكروسوفت أن هذا ليس إلا إبداعا لمايكروسوفت وليس احتكارا منها. ما تعليقك على هذا الكلام؟

ـ من أهم كفاءات شركة مايكروسوفت توفير بنية تحتية لتقنية المعلومات يكون بمقدور العملاء بناء حلول تعمل على الاستجابة لمتطلباتهم. وتقوم مايكروسوفت بتوفير البنية التحتية لشركائها بحيث يقومون ببناء حلول توفر لعملائهم ما يحتاجونه، وتعتبر مايكروسوفت هذه البنى التحتية والقواعد جزءا من عمل أبحاث الشركة للتطوير. أما بالنسبة لإشراك الحكومة في المصدر لبرمجياتنا فهي أحد الخطوات التي قامت بها مايكروسوفت لإثبات أنها شركة غير محتكرة.

* يرى البعض أن ما توفرونه للحكومات من مصادر البرمجيات ليس على أي قدر من الأهمية، فما رأيك؟

ـ الهدف من إعطائنا المصدر للحكومات هو إتاحة الفرصة لها للتأكد بنفسها من مستويات الأمان في نظام التشغيل، وكيفية عمله والتعرف عليه من قرب أكثر، وليس بهدف القيام بالتغيير عليه أو في طريقة عمله أو مزاياه. وللتوضيح يجب أن نعلم تماما أن هناك فرقا كبيرا بين المصدر المفتوح والنظام المفتوح. المصدر المفتوح هو الذي يسمح للشركات بالتغيير في كيفية عمله وأدائه بل والتغيير في تركيبه. أما النظام المفتوح فهو النظام الذي يتقبل أنظمة وحلول وبرمجيات للعمل والتواصل. ومايكروسوفت ليس لديها مصدر مفتوح ولكن نظام مفتوح، بل وقد يكون من اكثر الأنظمة قدرة على التواصل والتفاهم مع مختلف الحلول.

* كيف تقيم مستوى الحكومات العربية من الناحية التقنية؟ وهل لديها ما يكفي من الدعم التقني؟

ـ دعم الحكومة يتمثل بالمور التالية: توفير الدعم الاستراتيجي، وتوفير حماية الملكية الفكرية، وإطلاق الحكومات الإلكترونية، ولعب دور المحفز، وإغناء البنية التحتية ودعمها، ثم القيام بمبادرات لنشر تقنية المعلومات في اكبر رقعة ممكنة. وأرى أن معظم الدول العربية تعمل بجد في كل النقاط المذكورة أعلاه، لهذا السبب اعتقد أن الدول في المنطقة ستحرز تقدما كبيرا ولها مستقبل مشرق جدا في هذا المجال.