شركات ألعاب الكومبيوتر تتجه لاستقطاب زبائن جددا تقل أعمارهم عن أربع سنوات

TT

كشف تقرير أصدرته في الخريف الماضي مؤسسة أسرة هنري كايزر، وهي مركز أبحاث متخصص في السياسات الصحية، أن نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات قد استخدموا ألعاب الفيديو، سواء على الأجهزة اليدوية أو الكومبيوتر، وأن واحدا من بين أربعة يلعبون هذه الألعاب عدة مرات أسبوعيا. وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات، فإن 14 في المائة منهم قد استخدموا ألعاب الكومبيوتر. وأوضحت فيكي ريدويت نائبة رئيس المؤسسة أن «الشركات اكتشفت سوقا لم يستغل بعد هو سوق الأطفال الصغار للغاية». وأضافت «أنهم يشاهدون إخوتهم الأكبر بل وفي بعض الأحيان الآباء، يلعبون ألعاب الفيديو، ويريدون فعل نفس الأشياء». وقد بدأ العديد من صانعي ألعاب الفيديو للأطفال، في إعداد ألعاب تتناسب مع أعمار الأطفال الصغار، من بينها على سبيل المثال، نشاطات تتعلق بالتلوين الافتراضي. وفي الوقت الذي ينتظر فيه قطاع الألعاب الإلكترونية ألعابا مثل هالو 2، وآكل الثعابين «سنايك إيتر»، فإن مجموعة متزايدة من صانعي ألعاب الفيديو والدمى يستهدفون أطفالا تصل أعمارهم إلى ثلاث سنوات بسلسلة من الألعاب مثل نظام «في سمايل» V.Smile.

ويشير عدد من المحللين والمطورين إلى أن الأطفال يكبرون بسرعة، مما يعني أن الأطفال الصغار للغاية يكتسبون اهتماما أكبر من سنهم بالنسبة للإلكترونيات، وبما في ذلك أجهزة الكومبيوتر الحضنية، والمفكرات الإلكترونية، وأجهزة «دي في دي» والألعاب الإلكترونية.

وذكرت الجمعية الأميركية لبرمجيات التسلية، وهو التجمع الذي يمثل ناشري برامج الكومبيوتر وألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، أن استخدام ألعاب الفيديو «يأتي طبيعيا» بالنسبة للأطفال الصغار. وهو أمر نراه دائما مع نمو هذا الجيل، إذ أنهم يشعرون براحة طبيعية مع برامج الكومبيوتر التفاعلية. ويلاحظ أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو في سن صغيرة هو أمر جيد بالنسبة لقطاع ألعاب الفيديو الذي يقدر حجمه بمليارات الدولارات. وتتميز أنظمة الألعاب الجديدة بألوان زاهية، وتقدم ألعابا بها شخصيات مثل ميكي ماوس و«سبونجبوب سكوير بانتس» وغيرها من الشخصيات الكرتونية. وتسوق «أتاري» مجموعة من ألعاب الكومبيوتر للأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات موضوعة في صناديق شفافة تظهر خلفها شخصيات كارتونية. في حين ستطرح شركة سوني لعبة من طراز «آي توي» eye toy هي AntiGrav، التي تعد من أكثر ألعابها تقدما من هذا الطراز، فهي تسمح للاعبين بالتنقل عبر بيئات مستقبلية في قارب حوامة «هوفر كرافت». ويتم التحكم عن طريق الاسلوب الذي يقف به اللاعبون وينقلون وزنهم وهم يقفون أمام كاميرا «آي توي» المتصلة بجهاز «بلاي ستايشن» واضعين أربطة خاصة على أيديهم. وبالرغم من أن هذه اللعبة التي يصل ثمنها إلى 50 دولارا مخصصة للأطفال الكبار والمراهقين، فقد أثبتت الاختبارات أن الأطفال من سن الخامسة وأقل لا يجدون أية مشكلة في فهم أبعادها.

أما «نينتندو» التي تعتبر أكثر الشركات الصانعة للألعاب الإلكترونية توجها للأطفال وصاحبة «غيم بوي»، الذي يعتبر أول الألعاب الإلكترونية التي يقتنيها الأطفال، فقد صممت من جهتها مجموعة من الألعاب التي تستخدم نظم تحكم غير تقليدية. فلعبة «دونكي كونغا»Donkey Konga لجهاز «غيم كيوب» تستخدم مجموعة من الطبول البلاستيكية للتحكم في اللعبة عبر الدق والتصفيق. وقد لوحظ أنه وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار قادرون على لعب ألعاب «دونكي كونغا»، فإن الطبول لم تصمم لهم بالذات، وهو أمر لم يعني شيئا للأطفال الذين أثبتوا أن بإمكانهم التعامل معها بسهولة.

وبالإضافة إلى هذه الشركات المشهورة، فقد بادرت العديد من الشركات الأخرى المتخصصة بمنتجات وألعاب الأطفال بإنتاج أجهزة ألعاب كومبيوتر خاصة بهذه الفئة صغيرة السن من الزبائن، ومن بينها شركة «فيتيك» www.vtech.com التي تنتج جهاز «في سمايل ليرنينغ سيستم» الذي يوصل بالتلفزيون مباشرة، ويناسب الأطفال ما بين 3 و7 سنوات. وهناك شركة «فيديوناو» www.videonowjr.com التي تصنع مشغل أفلاك الفيديو اليدوي «بلاي سكوول فيديوناو جي آر» PLAYSKOOL VIDEONOW JR، الذي صمم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات.

أما شركة «كرايولا» CRAYOLA التي تشتهر بأقلامها الشمعية الملونة، وغيرها من المنتجات التي تشجع الأطفال على الإبداع، فدخلت هي الأخرى لسوق ألعاب الكومبيوتر، وأصبح لديها جهازان يحملان اسمها، الأول «جهازي الأول للألعاب» Crayola My First Tv Play System ، الذي صمم للأطفال من عمر 3 سنوات فما فوق، والذي يوصل بالتلفزيون مباشرة وفيه 20 لعبة ونشاط من بينها دفتر للتلوين على الشاشة. أما الثاني فهو «لعبتي الإلكترونية الأولى» Crayola My First Electronic Game ، وهي لعبة إلكترونية يدوية تأتي بطرازين، وهي مصممة للأطفال من عمر 3 سنوات فما دون.

* خدمة «نيويورك تايمز»