«دكاكين» تسيطر على سوق تقنية المعلومات في السعودية ومحتوى المؤسسات الحكومية حبيس الخزائن

TT

حذر خبير ومتخصص تقنية معلومات من ظاهرة انتشار ما اسماه «بالدكاكين» التي تسيطر حاليا على سوق تقنية المعلومات في السعودية، وذلك لما تقدمه من خدمات متدنية المستوى والنوعية والأسعار، مما أثر على سمعة هذه السوق التي تعتبر الأكبر والأكثر نموا على الإطلاق في الشرق الأوسط.

وأشار عماد سرحان المدير التنفيذي والمشرف التقني على شركة عرب لتقنية المعلومات في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أن كثيرا من العملاء يعتقدون أن ما تقدمه تلك الدكاكين من خدمات في هذا المجال وبأسعار قليلة، هو ذاته ما تقدمه الشركات الجيدة بأسعار أعلى، مما يؤدي إلى توجه الكثير من الشركات والمؤسسات لتلك الدكاكين، فيحصلون على خدمة رديئة قد لا تتناسب مع حجم منشآتهم وسمعتها فيتم إهمال الأمر لاحقا نظرا لعدم حدوث أي جدوى مما تم تنفيذه. كما أن كثيرا من هذه الدكاكين ذاتها تغلق بشكل دوري ومتكرر حيث أن أغلبها يعتمد على الهواية وليس على الاحتراف، والأدهى من ذلك أن العملاء يعممون ما يجدونه لدى تلك الدكاكين على كافة الشركات. ونوه سرحان إلى أن الحل يكمن في العمل على زيادة وعي الجمهور من شركات ومؤسسات وأفراد في مجال الإنترنت وأهمية وجود موقع فعال، والتفريق بينه وبين المواقع الساكنة التي لا تجدي نحو ذلك. وأكد سرحان أن مواقع الإنترنت تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، أولها تلك المواقع الصغيرة التي تتشابه إلى حد كبير مع بروشور الشركة أو المنشأة وهي ما تعمل الدكاكين على ترويجه وبيعه على أنه الحل الأمثل، والنوع الثاني المواقع متوسطة الحجم التي تقدم محتوى ذا جودة لزوارها، مع توفير الإمكانية لهم بالتفاعل مع الموقع ومحتواه بشكل أو بآخر، وهي ما يمكن أن نقول عنها إنها مواقع إنترنت حقيقية تستفيد من الإمكانيات التي أوجدتها الشبكة العنكبوتية. أما النوع الثالث فهي المواقع الضخمة التي تهدف إلى تقديم محتوى غزير وتفاعلية كاملة مع الزوار، وتمثل مثل هذه المواقع مشروعا استثماريا بحد ذاته.

ويرى عماد سرحان أن الحكومة الإلكترونية ساهمت وما زالت تساهم في زيادة النمو في هذا المجال، فالرغبة الأكيدة لدى الحكومة في تقديم كافة خدماتها إلكترونيا جعلت الإنترنت من أولويات الجميع بلا استثناء في كلا القطاعين العام والخاص، فيما أشار إلى انه لكي تنجح أية حكومة إلكترونية فلا بد أولا من توفير المعلومة لجمهور هذه الحكومة من مواطنين ومقيمين، قبل أن نشرع في تقديم الخدمة، فهناك كم كبير من المعلومات والمحتويات التابعة لمؤسسات القطاعين العام والخاص مخزنا في الأدراج والخزائن لم ير النور بعد رغم أهميتها، وأن على الحكومة الإلكترونية أن تعمل على وضع للمستفيدين عبر الإنترنت لخلق جو يناسب نمو حكومة إلكترونية قوية، وهذا ما بدأت فيه فعلا كثير من الوزارات في السعودية بينما ما زال البعض غير ملتحق بالركب. وعلل أسباب التوجه للاستثمار في هذا النشاط رغم الصعوبات التي تواجهها السوق، والمتمثلة في اعتقادهم أن هذا المجال لم يخدم بشكل جيد حتى الآن في السوق السعودية، علما بأن توقعات النمو فيها عالية جدا، خصوصا أن الحكومة السعودية تتجه نحو الحكومة الإلكترونية ودعمها الكامل للقطاع الخاص للمساهمة بفعالية في هذا المجال. وأكد أن السوق السعودية لم تصل إلى حالة التشبع بعد، حيث أن الشركات العاملة في هذا المجال لا يتجاوز عددها أصابع اليدين.