الاتصالات والهواتف الجوالة شهدت نموا فاق التوقعات

TT

مازال انتشار أجهزة الهاتف الجوال يتنامى على وتيرةٍ أعلى مما كان مقدراً له في الأصل، وأصبح عدد مستعملي هذه الأجهزة نحو 7،1 مليار مستعمل، أي ما يوازي 26% من مجموع سكان الكرة الأرضية. ويزيد اليوم عدد الهواتف الجوالة عن عدد أجهزة الهاتف الثابتة السلكية التقليدية، مع الجوالة عددٍ من البلدان عن شبكات الهاتف السلكي الثابت للتحول مباشرةً إلى الهواتف النقالة. ومن المتوقع أن يتواصل النمو على المدى المنظور مع انتشار الأجهزة المزودة بآلات تصوير، وتنوي شركات أجهزة الهواتف إطلاق ما يزيد عن 20 طرازاً جديداً من تلك الأجهزة مع نسبة وضوح مرتفعة. وتتوقع إنزال هذه الأجهزة اعتبارا من سنة 2005 .

وقد ارتفعت خلال عام 2004 مبيعات الهواتف الجوالة بمعدل13.5% أي ما يعادل 505 ملايين دولار، واتت هذه النسبة المرتفعة عن طريق استبدال الأجهزة القديمة بالجديدة. ومما ساعد على ارتفاع المبيعات أيضا طرح الأجهزة الملونة ذات القيمة المضافة، مثل قدرة استخدام GPRS النظام العالمي «جي بي آر إس» والألعاب والكاميرات، ومشغل MP3، التي جذبت المستخدمين، بالإضافة إلى جودة تصميم أجهزة الشركات المشهورة ذات الصناعات القوية والمعروفة مثل نوكيا وسامسونغ وتفوقها على غيرها من الأسماء الأخرى.

وساهم أعطاء المقاييس الأوروبية نظام «جي بي آر إس» الميزات العالية لتصبح شبكة تقنية توفر الكثير من خدمات البيانات، مضافا إليها السرعة العالية أو ما يعرف بتقنية EDGE في تأجيل انتشار أجهزة الجيل الثالث 3G، والتي كان متوقعا انتشارها بشكل أوسع في نهاية عام 2004. كما ظلت الاستثمارات في تقنية UMTS منخفضة. وبوجه عام تجاوزت مصروفات البنية التحتية في الاتصالات الانخفاض الذي شهدته خلال الأعوام الأربعة الماضية لترتفع من جديد في بداية عام 2005. ويرجع ذلك إلى الانتعاش والنمو الجزئي في الاستثمارات في روسيا والهند والبرازيل والصين.

وقد حققت شركات الاتصالات في الولايات المتحدة قفزة كبيرة في أرباحها بسبب تطوير الجيل الثالث للهواتف الجوالة التي توفر خدمة تبديل الصور الرقمية على الهواتف الجوالة مع الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، والذي يتميز بالسرعة العالية والأسعار المتدنية.

ويرى المحللون أن الغالبية العظمى من مستخدمي الهاتف الجوال يرغبون في الخدمات الترفيهية، وهو ما أدركته بعض شركات تصنيع الهواتف مثل «نوكيا» وغيرها، حيث بدأت تدعم أجيالها الجديدة من الهواتف الجوالة بالتقنية التي تسمح بتنزيل الألعاب الرقمية وأنغام الجرس المعقدة، وأيضا الاتصال بالإنترنت ليتمكن المستهلك من تصفح الإنترنت وقراءة البريد الإلكتروني وإرسال وتسلم الملفات الرقمية المرئية والصوتية. وتشير توقعات بعض المحللين إلى أن عدد الراغبين في الخدمات التقنية المتطورة في هواتفهم الجوالة سيصل بنهاية عام 2004 إلى ما يفوق نصف مستعملي الهواتف الجوالة حول العالم تقريبا، وبما يوازي 140 مليونا. وبعد ابتكار الشركات الإلكترونية جيلا جديدا من الهواتف النقالة المزودة بكاميرات للتصوير الرقمي، أشارت الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في حجم مبيعات الهواتف الجوالة التي تعرض وترسل الصور الرقمية. ويرى خبراء أن الابتكار الجديد لن يؤثر بالسلب على سوق الكاميرات الرقمية بالنظر إلى استخداماتها المحددة.

ووفقا لتحليلات وحدة World Cellular Database التابعة للمؤسسة، فإن الشرق الأوسط هو واحد من مناطق قليلة في العالم لا تزال تسجل فيها صناعة الاتصالات الجوالة نموا وتوسعا قويين. ويقول جون ايفرينغتون كبير المحللين في «إي ام سي» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المنطقة تشهد نموا كبيرا، وإن عدد مشتركي الهواتف الجوالة بنظام الجيل الثالث ارتفع إلى 38.8 مليون مشترك بنهاية 2003، بزيادة نسبتها 40.1% مقارنة بعام 2002. ويضيف أنه من المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 51.9 مليون مشترك بنهاية 2004، في ظل النمو السريع لعدد المشتركين في أسواق تونس ومصر والجزائر. وشهد عام 2004 حتى الآن عملية تحرير اكبر سوقين في المنطقة، وهما السوق السعودية والسوق الإيرانية. كما شهد عام 2004 تدشين باكورة شبكات الجيل الثالث في المنطقة من خلال MTC فودافون البحرين، ومؤسسة «اتصالات» في الإمارات العربية المتحدة.