أهم أحداث تقنية المعلومات والاتصالات خلال عام 2004 على المستوى العالمي والشرق أوسطي

تكريم مخترع الويب * تهديدات أمنية جديدة للمعلومات * فيروسات للهاتف الجوال * أول زيارة يقوم بها بيل غيتس للعالم العربي * زيادة في عدد مشتركي برودباند * السماح باستخدام الإنترنت في الطائرات

TT

حفل عام 2004 بالعديد من أحداث تقنية المعلومات والاتصالات الهامة، ليس على المستوى العالمي فحسب بل وفي العالم العربي، الذي ما زالت دوله تتمتع بأعلى معدلات في تبني التقنية في العديد من القطاعات، لدرجة أعلنت معها مؤسسة الأبحاث «آي دي سي» أنها تتوقع أن يشهد قطاع تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط نمواً هائلاً في المستقبل مرتفعا من 6.9 مليار دولار عام 2003 إلى حوالي 13.4 مليار دولار بحلول عام 2008. كما شهد 2004 العديد من الأحداث التقنية الهامة التي ستظل آثارها ماثلة للعيان خلال 2005. وكان أمن المعلومات واحدا من أهم المجالات التي لاقت اهتماما كبيرا من جميع من تعامل مع التقنية، ليس على مستوى الحكومات والمؤسسات الكبرى فحسب، بل وحتى على مستوى الأفراد، الذين شاهد بعضهم لأول مرة تطبيقا لأول فيروس إلكتروني صنع ليصيب الهواتف الجوالة. ومع كل هذه المشاكل شهد العام نفسه العديد من الانجازات المهمة، ليس على مستوى التقنيات والمنتجات فحسب، بل وما شهده الشهر الأول من العام عندما بادرت اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، بمنح تيم بيرنرز ـ لي مخترع شبكة الويب العالمية لقب «سير»، من خلال منحه وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة فارس كوماندرز، وهي ثاني أعلى مرتبة شرفية في الإمبراطورية البريطانية، وهو الاختراع الذي أدى إلى نشر ثقافة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، من دون أن يستفيد هو منها ماليا على الإطلاق. كما شهد الشهر الأول من العام، أول زيارة يقوم بها بيل غيتس، رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت وكبير مهندسي التطوير فيها، لمنطقة الشرق الأوسط، عندما زار القاهرة للمشاركة في «مؤتمر القيادات الحكومية العربية».

* أمن المعلومات: فيروسات ورسائل غير مرغوب فيها

*بعد مرور شهر واحد من 2004 انتشر فيروس «مايدووم» بسرعة كبيرة وأوقع خسائر جسيمة قدرت بالملايين في مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر الخاصة على نطاق العالم، وما لبث أن تبعه فيروس أو دودة الكومبيوتر «ساسر»، الذي تسبب هو الآخر في شهر مايو (أيار) بتعطيل ملايين من الأجهزة حول العالم، إلا أنه ولحسن الحظ تم القبض بعد أيام من انتشاره على شاب ألماني، 18 عاما، بتهمه العمل على إنتاجه وتوزيعه. وفي الشهر نفسه، أعلن عن تحليل لأول فيروس كومبيوتر حتى الآن صمم ليصيب أنظمة الكومبيوتر المصممة حسب تقنية 64 بت، أطلق عليه اسم W64.Rugrat.3344، الأمر الذي ينذر بأن حتى الأجهزة العاملة بهذه التقنية، التي لم تنتشر بعد بشكل واسع على مستوى العالم، ما عادت هي الأخرى آمنة من التعرض لتهديد مباشر. وبعد شهر كانت المفاجأة المزعجة الأخرى التي تمثلت في الإعلان عن إنتاج «كبير» كأول فيروس ينتقل بين هاتف جوال وآخر من فئة الهواتف «الذكية» التي تعمل على نظام التشغيل «سيمبيان» والمجهزة بتقنية «بلوتووث» ايضا. من جانب آخر، استمرت رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها، أو ما يعرف بمصطلح «سبام»، تصل بالمليارات لمعظم المتعاملين بها في جميع أنحاء العالم، لدرجة قيل معها إن غيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» يتلقى هو نفسه نحو 4 ملايين رسالة بريد إلكتروني منها يوميا. وأظهرت الدراسات أن هذه النوعية من الرسائل تستحوذ بنسبة 80 في المائة من المجموع الكلي من الرسائل الإلكترونية. ولهذا سارعت العديد من الشركات بمحاولة تطوير أدوات للحد منها، كان آخرها ما أعلنت عنه مايكروسوفت نفسها. التي كانت قد أطلقت في الربع الأخير من أبرز تعديلات الأمنية على نظام التشغيل ويندوز «إكس بي»، والتي أطلقت عليها اسم «سيرفيس باك 2»، التي هدفت إلى سد العديد من الثغرات في هذا النظام التي كانت تستغل من الهاكرز ومنتجي فيروسات وديدان الكومبيوتر لاختراق أجهزة الكومبيوتر والسيطرة عليها.

* صراعات الشركات

* كان من أبرز ما تم على صعيد الشركات، اعلان شركة «آي بي إم» العملاقة عن عودتها إلى سوق أجهزة الكومبيوتر المنزلية، وذلك عندما وافقت على بيع قسم الكومبيوتر الشخصي لشركة «لينوفو» الصينية مقابل 1.25 مليار دولار، على أن تستمر هي في دعم التطوير في هذا القطاع بنفسها.

أما على مستوى صراعات السيطرة، فقد تكبدت شركة مايكروسوفت، عملاق برمجيات الكومبيوتر العالمي الأكبر، خسائر فادحة بسبب قضايا رفعتها عليها العديد من الجهات بسبب اتهامها بالاحتكار، أبرزها القضية التي رفعها الاتحاد الأوروبي، وأدت إلى فرض غرامة قياسية ضد «مايكروسوفت» قيمتها 611 مليون دولار. كما وافق قاض أمريكي بمنح موافقته النهائية على تسوية قاربت 1.1 مليار دولار بين «مايكروسوفت» في ولاية كاليفورنيا.

* الهواتف الجوالة والاتصالات

* استمرت وتيرة إنتاج أجهزة هواتف جوالة جديدة بالارتفاع خلال 2004، وزاد عدد الأجهزة المزودة آلات تصوير، وتطورت جودة العديد منها بحيث أصبحت تنافس آلات التصوير الرقمية العادية. كما زاد الاهتمام بالهواتف الجوالة التي توصف بالذكية، والتي أصبحت تقوم بالعديد من المهام التي تتجاوز الاتصال الهاتفي وارسال الرسائل فحسب، بل وباستخدامها في أمور كانت تميز أجهزة الكومبيوتر اليدوية.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلت في العام الذي سبقه، لم يشهد 2004 انتشارا كبيرا للهواتف الجوالة العاملة بتقنية الجيل الثالث 3G، لنفس الأسباب المتعلقة بقلة المحتوى المناسب لها، وارتفاع تكلفتها سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى مؤسسات الاتصالات التي ترغب في استخدامها. وعلى الرغم من ذلك، شهد العالم العربي بوادر تبشر بتحسن في هذا المجال في العام المقبل، إذ أعلنت مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» عن تدشين شبكة الجيل الثالث للهواتف الجوالة G3 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك أعلنت السعودية عندما منحت اتحاد اتصالات الإمارات الرخصة الثانية لتقديم خدمات الجوال من الجيل الثاني بتقنية «جي إس إم» والجيل الثالث بتقنية «3 جي»، وغيرها من الدول العربية. كما أعلن في سورية أخيرا عن قريب إطلاق نظام الحزم العامة للراديو «جي بي آر اس» للمرة الأولى هناك.

* الإنترنت

* أما على صعيد الإنترنت، فقد كان هناك العديد من الانجازات منها ازدياد عدد المتصلين بخدمة الاتصال بتقنية النطاق العريض «برودباند دي أس أل» بحوالي 9.5 مليون مشترك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2004، ليصل المجموع الكلي لعدد المشتركين على مستوى العالم إلى 73.4 مليون مشترك. كما أعلنت شركتا «فوجيتسو» و«نت تو كوم» عن تطوير أول هاتف جوال في العالم يعمل اعتمادا على بروتوكول الإنترنت IP، يستطيع التحول من الاتصال بشبكة محلية LAN لاسلكية إلى شبكة لاسلكية عامة وبالعكس تلقائيا. ولفتت شركة «غوغل» الأنظار إليها عدة مرات هذا العام، عندما أشعلت أوار المنافسة بينها وبين شركات البريد الإلكتروني العريقة، باعلانها عن تقديم بريد مجاني خاص بها تحت اسم «جي ميل» أو G-mail ، الذي كان أول من 1 غيغابايت كاملة من سعة التخزين المجاني لمشتركيه. كما أنها أطلقت مبادرة لتوفير كتب مجموعة من كتب أهم المكتبات العالمية من خلال الإنترنت، عدا عن إعلانها عن تقديم أداة بحث في الكومبيوتر نفسه.

وفي مجال الاتصالات أيضا كانت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا الأولى التي تدشن خدمة «كونكشن باي بوينغ»، التي تتيح للركاب المسافرين على طائراتها الحصول على خدمة الاتصال لاسلكياً بالإنترنت بواسطة تقنيات «واي فاي» السريعة أثناء السفر. كما شهد العام كذلك قيام مؤسسة «موزيلا» رسميا باطلاق الإصدار الأول من متصفحها «فايرفوكس» Firefox (أو ثعلب النار) ذي المصدر المفتوح، الذي يتوقع له أن يشكل تهديدا كبيرا لمتصفح إنترنت إكسبلورر الذي تنتجه مايكروسوفت.

* إنجازات متنوعة

* ـ شركة الكومبيوتر الأميركية «آبل» تعلن أنها تعكف على إنتاج ثالث أسرع كومبيوتر في العالم، سيكون بمقدوره القيام بإتمام 10.3 تريليون عملية في الثانية الواحدة، لكن بكلفة لا تتجاوز 7 ملايين دولار، وبحجم اصغر بكثير مما هو متوفر حاليا.

ـ شركة «آبل» تعلن أنها ستبدأ ببيع «آيبود ميني» صغير الحجم، بعد أن حاز نموذجه الكبير العديد من الجوائز خلال عام 2003. ـ علماء شركة «إنتل» يتمكنون من تصنيع نموذج أولي لشريحة إلكترونية جديدة يمكنها تشغيل الضوء وتغلقه تماما مثل الكهرباء، الأمر الذي سيجعل الفارق بين الحسابات المعقدة والاتصالات يتلاشى تماما.

ـ الشركة العربية لتصنيع الحاسب الآلي تعلن البدء في الخطوات التنفيذية لتصنيع أول كومبيوتر عربي بالكامل في مصر، بمساهمة كويتية ـ مصرية. ـ دراسة حديثة تكشف عن انخفاض نسبة الإناث بين مستخدمي الإنترنت في الدول العربية مقارنة بباقي دول العالم، حيث أظهرت أن نسبة الإناث تصل إلى 4 % فقط في العالم العربي، بينما تصل في الولايات المتحدة إلى 51%، وفي السويد إلى 48%، و37% في ألمانيا.

ـ الفلسطينيون يحتفلون بافتتاح معرض ومؤتمر فلسطين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات «إكسبوتك»، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المناطق الفلسطينية. ويطلقون مكتبة فلسطين الرقمية التنموية، التي تعد الأولى من نوعها في فلسطين والعالم العربي، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ـ الإعلان في الأردن عن إطلاق أول موقع إلكتروني لصيدلية على الإنترنت على مستوى العالم العربي، يوفر للمستهلكين إمكانية الاتصال الفوري بالموقع لصرف وصفاتهم الطبية والدفع الإلكتروني الآمن والموثوق.