شركة أبل تطرح أجهزة جديدة في استراتيجية للسيطرة على مزيد من السوق

متسلحة بكومبيوتر «ماك ميني» و«آي بود شافل» لتشغيل ملفات «أم بي 3» ومجموعة جديدة من البرمجيات الإبداعية

TT

أكد رئيس شركة «ابل» للكومبيوتر ستيف جوبز التكهنات التي سادت أوساط الكومبيوتر في الأسبوع الماضي قبل انعقاد معرض «ماك وورلد» السنوي المخصص لمنتجات شركة «ابل»، في سان فرانسيسكو، عندما أعلن عن ظهور نموذج رخيص من أجهزة الكومبيوتر، بالإضافة إلى نموذج صغير ورخيص لمشغل ملفات «أم بي 3» الصوتية «آي بود»، في إشارة واضحة إلى بداية التغيير في توجهات مستخدمي أجهزة الكومبيوتر التي يعتبرونها الآن من بين ضمن الأجهزة الإلكترونية في المنزل الحديث، وليس كما كان الأمر من قبل كجهاز يحول المنزل إلى مكتب، فمعظم الأمريكيين يستخدمون الكومبيوتر الآن في غرفة النوم والمطبخ كجهاز لإرسال واستقبل البريد الإلكتروني وللاستماع إلى الموسيقي ولتخزين الصور، ولتصفح مواقع الإنترنت.

فخلال حديث جوبز للمنتجات الجديدة للشركة ونشاطها التجاري، عرض جهاز كومبيوتر جديد أطلق عليه اسم «ماك ميني» Mac Mini وهو عبارة عن جهاز بدون شاشة عرض أو لوحة مفاتيح أو ماوس بسعر أساسي لا يزيد على 499 دولارا. كما أعلن أيضا ـ وسط تصفيق وترحيب عشاق ماك كما يطلق عليهم، أو يطلقون على أنفسهم ـ نموذج جديد من «آي بود» أطلق عليه اسم «آي بود شافل» iPod Shuffle، وهو عبارة عن نسخة مصغرة ومبسطة ورخيصة من جهاز «آي بود» الشهير الذي تحول إلى جهازا لا غنى عنه لعشاق الموسيقى.

ويعتقد البعض أن «أبل» شركة تتبنى استراتيجية جديدة تنتقل بمقتضاها إلى سوق الالكترونيات الاستهلاكية، وتجعل جهاز «ماك ميني» مركزا للتسلية والاتصال. وترجع هذه الاستراتيجية في جزء منها إلى النجاح الأسطوري لجهاز أو لأجهزة «آي بود» للموسيقى، حيث بلغت مبيعاتها، طبقا لما ذكره جوبز، في الجلسة الافتتاحية في 10 ملايين جهاز في السنوات الثلاث الماضية. وأضاف جوبز في عرضه «نريد تسعير هذا الجهاز الجديد بحيث لا توجد حجة بالنسبة للمترددين لشرائه».

وكانت «ابل» قد رفضت الانتقادات التي تعرضت لها في السنوات الماضية بأنها لا تمثل إلا 3 في المائة من سوق الكومبيوتر، بمقارنة نفسها بسيارات بي أم دبليو التي لا تسيطر إلا على نفس النسبة تقريبا من سوق السيارات في العالم. وقد ظلت دائما تصنع أجهزة رائدة وجذابة يمكن تجذب انتباه الصفوة من المستخدمين الذين هم على استعداد لدفع ثمن اكبر من اجل تصميم ومنتج افضل.

وقد حاول جوبز التقليل من قيمة التكهنات بوجود خطة شاملة لتغيير قاعدة عملائها. وقال أن استراتيجية التسعير الجديدة كانت ردا علي الأشياء التي يطالب بها مستخدمو «ابل». وقد دفع التحول الجديد لاستراتيجية «ابل» جون غالاهار بروفيسور الأعمال في جامعة بوسطن إلى القول «نشاهد اليوم الكشف عن استراتيجية أعمال، سيتحدث عنها الناس لسنوات مقبلة».

وتجدر الإشارة إلى أن تردد المستهلك ولا سيما هؤلاء الذين استخدموا واشتروا «آي بود» في شراء كومبيوتر ماكنتوش بسبب ارتفاع ثمنها ولعدم تناسقها مع أجهزة الكومبيوتر التقليدية لويندوز والشرائح الإلكترونية من انتل، قد بدأ يتغير في الآونة الأخيرة بعد التحول التدريجي للكومبيوتر المنزلي إلى جهاز للترويح والتسلية اكثر منه جهازا للأعمال، وهو الأمر الذي يضعف حجة التلاؤم التي بدأت في التلاشي، فيما عدا في مجال الألعاب. ويأتي «ماك ميني» ليقضى على حجة ارتفاع أسعار أجهزة ماكنتوش، فسعر الجهاز الأساسي من «ماك ميني» هو 499 دولارا. ويأتي الجهاز بدون شاشة العرض ولوحة المفاتيح والماوس، وهو الأمر الذي أثار بعض الانتقادات في أوساط المتخصصين في سوق الكومبيوتر.غير أن هيئة الإذاعة البريطانية أكدت في دراسة لها، بعد تصفح العديد من مواقع بيع أجهزة الكومبيوتر الأخرى (من غير الماكنتوش) أن جهاز الميني يظل ارخص حتى بعد شراء الشاشة ولوحة المفاتيح والماوس من أجهزة الكومبيوتر الأخرى التي تستخدم برامج تشغيل ويندوز.

وبالإضافة إلى «ماك ميني» الذي لا يزيد حجمه عن حجم صندوق للشوكولاتة أو كتاب كبير، والمقرر طرحه في الأسواق في 22 يناير (كانون ثاني) الحالي، عرض جوبز جهازا صغيرا للغاية للاستماع للموسيقى من عائلة «آي بود» أطلق عليه «آي بود شافل» الذي يصل سعر النموذج الأساسي منه إلى 99 دولارا وهو بلا شاشة ويمكنه الاحتفاظ بـ 120 أغنية مقارنة بحوالي 5000 ألف أغنية لجهاز «آي بود» الأساسي. وفي الوقت ذاته يتفق الخبراء على انه من الحكمة بالنسبة لأبل، بعدما قدمت جهاز أصبح لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لعشاق الموسيقى، وظهور العديد من الاستخدامات الأخرى له، تطوير سلسلة من المنتجات لتلبية احتياجات مختلف القوى الشرائية. وهذا ما حدث عندما قدمت أبل «آي بود شافل» الذي يعتمد على تقنية الفلاش بدلا من القرص الصلب الموجود في أجهزة «أي بود» الأخرى. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاح تجربة «آي بود ميني» الذي طرح في الأسواق في العام الماضي.

* «ماك ميني» (يوجد طرازان)

* الحجم: لا يزيد على 16.5 سنتيمتر مكعب، وارتفاعه لا يتعدى 5 سنتيمترات.

الإمكانيات: محرك متعدد الاستخدامات (لتشغيل الأقراص المدمجة وأقراص «دي في دي»).

البرامج: نظام تشغيل «إكس 1.3» المعروف باسم «بانثر»، كما يضم مجموعة «آي لايف 05» التي تضم أحدث نسخة من «آي تيونز» لتخزين الملفات الموسيقية و«آي فوتو» لتخزين الملفات المصورة و«آي موفي» لإجراء مونتاج على كليبات الفيديو، و«غراجباند» لتأليف وتوزيع الموسيقى إلكترونيا، بالإضافة إلى برنامج «أبل وورك».

* النموذج الأول:

ـ السرعة: 1.25 غيغاهيرتز ـ السعة: 40 غيغابايت ـ الثمن: 499 دولارا

* النموذج الثاني:

ـ السرعة: 1.42 غيغاهيرتز ـالسعة: 80 غيغابايت ـ الثمن: 599 دولارا

* «آي بود شافل» (يوجد طرازان)

* البطارية: تستمر لمدة 12 ساعة ويعاد شحنها.

الوزن: 22 غراما والحجم لا يزيد على حجم علبة علكة (لبان).

الاتصال: من خلال منفذ «يو إس بي» مدمج.

النموذج الأول: سعته 512 ميغابايت أي ما يساوي 9 ساعات من الأغاني.

النموذج الثاني: سعته 1 غيغابايت أي ما يساوي 18 ساعة من الأغاني.