«الشرق الأوسط» في مقر «سيسكو سيستمز» جولة في رحاب شركة تقنية معلومات فريدة

جولة في رحاب شركة تقنية معلومات فريدة تدعم أجيال الإنترنت

TT

[email protected] وجهت شركة «سيسكو سيستمز» الدعوة لـ«الشرق الأوسط» لزيارة مقرها الرئيسي في مدينة سان هوزيه في وادي السيليكون الاميركي، ضمن مجموعة من ممثلي الصحافة الدولية في مناطق الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا. حيث اطلعت على رؤية كبار مسؤوليها والتقنيات التي جعلتها أهم شركات التشبيك في العالم، والتي أتاحت بتقنياتها توفير الإنترنت كبيئة إنتاجية ساهمت في رفد الاقتصاد الحديث. وفي ما يلي بعض مما سمعناه هناك.

شركة ذات رؤية لم تصل «سيسكو سيستمز» (www.cisco.com) إلى ما وصلت إليه من موقع عالمي مرموق، ونصيب تحسد عليه من السوق العالمية من دون خطط ونماذج عمل ذكية، ونظرة بعيدة إلى الأمام، فعدى عن منتجاتها التي أصبحت تشكل البنية التحتية والعمود الفقري لأي عمل يعتمد على الإنترنت مهما كان حجمه، تبنت «سيسكو» العديد من المبادرات التي لمست الحاجات الأساسية لدى البشر، إلى الدرجة التي أصبح فيها اسمها مرتبطا بالتعليم الأكاديمي عالي المستوى الذي استفاد ويستفيد منه الملايين من البشر حول العالم، والذي أتى بتوقيت مناسب سواء للأفراد الذين يحتاجون للتخلص من مشاكل البطالة، أو الدول المتقدمة التي تعاني من نقص بالغ في أعداد الأيدي العاملة المتدربة في مجال الشبكات والإنترنت، أو حتى لدعم الدول الأقل تطورا التي ستستفيد من هذه المبادرة في الحصول على عناصر بشرية مؤهلة تشكل مصدرا جديدا وهاما للدخل بشكل مباشر أو غير مباشر. ولعل أهم ما يختصر تلك النظرة المتميزة جملة لجون تشامبرز، رئيس الشركة وأحد أبرز العقول في عالم الأعمال الاميركي المعاصر، عندما قال «ان أهم عناصر المساواة في الحياة هما الإنترنت والتعليم». وهو نفسه الذي يؤمن بأن الأثر الحقيقي للشبكة (الإنترنت) هو في زيادة الإنتاجية في الاقتصاد الحديث المرتبط بها (The Network effect: productivity in the Internet economy) لأنه هو الذي يغير حاليا الطريقة التي نعمل ونحيا ونتعلم أو حتى نلعب بها، كما يقول تشامبرز، عندما يتكلم عن الرؤية التي تميز شركته.

ويعزو تشامبرز نجاح شركته إلى تركيزها على الزبون قبل كل شيء وتقديم الحل المناسب له، والاهتمام بتطوير التقنية واستخدامها ودعم الموظفين، بالإضافة إلى القدرة إلى التخطيط الاستراتيجي لسنوات قادمة، والأهم من ذلك التفاعل الايجابي والسريع مع المستجدات، وبخاصة السلبية منها. ولا شك أن «سيسكو» متميزة بهذه الأمور، لدرجة أنها أصبحت بمنتجاتها وخدماتها كمن ينظم المرور في طريق الإنترنت السريع، كما يقول تشامبرز، إذ «سيسكو» هي الشركة الوحيدة التي استمر نموها في جميع المناطق في أشد الظروف، كما حصل عندما عصفت الأزمة الاقتصادية الحادة باقتصادات دول شرق آسيا عام 1997، ونجحت عندها في تغيير استراتيجيتها بسرعة حسب ما يتناسب مع الأوضاع الطارئة، وهو الأمر الذي اعتمد عليه لفهم ثقافة المناطق التي تعمل بها. ومن اللافت للنظر أن «سيسكو» نفسها قد تغيرت ست مرات خلال عقد واحد فقط، كما يقول تشامبرز، وهو الأمر الذي زاد من خبرتها الرائدة في الانترنت، والتي تقدر بأكثر من 500 سنة، كما تقول الشركة.

ولأن الدخول الكامل إلى عالم الاقتصاد الحديث يحتاج الى قرارات من أعلى المستويات، فإن تشامبرز يتجه دائما مباشرة نحو قادة دول العالم، إذ قال لنا تشامبرز انه عقد لقاءات مع حوالي الثلاثة آلاف من كبار الشخصيات العالمية من ملوك رؤساء ووزراء دول إلى كبار رؤساء الشركات، من أجل التعرف مباشرة على احتياجات كل دولة وتقديم شرح لقادتها حول أثر التقنية الحديثة على مستقبلها، وزيادة إنتاجيتها. كما أنه أكد ضرورة تعديل وتغيير القوانين والتشريعات بما يتناسب وهذه المعطيات الجديدة. كما بين كيف تحسن الدخل القومي للدول المتقدمة منذ أن بدأت بالالتفات إلى منتجات وخدمات تقنية المعلومات والاستفادة منها في دعم اقتصادها. اعتماد كامل على الإنترنت لقد كان للثقافة الالكترونية اثر كبير على «سيسكو» في مجالات متعددة، إذ أنها لم تكن لتبشر بنجاح استخدامها في جميع الأعمال من دون أن تبدأ هي باستخدامها أولا وتنجح فيها (يقول تشامبرز ان «سيسكو» هي أفضل مستخدم للتقنيات التي تنتجها)، ومن ذلك التجارة الإلكترونية، إذ أن 90 في المائة من طلبات الشراء من «سيسكو» أصبحت تطلب منها من خلال الإنترنت، مما جعلها تحقق عوائد بلغت 20 مليار دولار في العام، مع توفير بلغ 65 مليون دولار. أما بالنسبة للخدمات والدعم، فقد أصبحت انترنتية بصورة كبيرة لدرجة أن 80 في المائة من المشاكل التي يواجهها زبائنها أصبحت تحل من خلال زيارة موقع cisco.com، مما انعكس على زيادة نسبة رضا الزبائن بلغت خمسا وعشرين في المائة، وحصول الشركة على توفير بلغ 506 ملايين من الدولارات. وبشكل عام يتوقع تشامبرز أن تختفي الوظائف الوسيطة من العالم بسبب الإنترنت خلال عقد أو ربما عقدين من الزمن.

وحتى تبقى في المقدمة فإنها تحتاج باستمرار لتقديم تدريب عالي المستوى وتحديث معلومات موظفيها الذين يصل عددهم إلى 41400 موظف موزعين على 67 دولة من دول العالم، ويزيد عددهم بمعدل 1500 موظف كل شهر، لم تجد «سيسكو» افضل من الإنترنت كوسيلة لتحقيق ذلك، من خلال موقع لها خاص بالتدريب، وضع خارج جدران الحماية حتى يكون متاحا للجميع، بمن في ذلك شركاء أعمالها. التعليم الإلكتروني الحديث عن التدريب الإلكتروني يأخذنا إلى التعليم الإلكتروني (وهما أمران مختلفان) الذي يقول عن تشامبرز انه في وضع يشبه فيه الوضع الذي كانت به التجارة الإلكترونية قبل أربع سنوات، إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه أنه واحد من أهم التطبيقات التي تعتبرها «سيسكو سيستمز» من أولوياتها، إذ لا يمكن مجاراة التطورات السريعة التي تجري الآن بالاعتماد على أساليب التعليم التقليدية. ويجدر القول ان مناهج أكاديمية «سيسكو» للشبكات تقدم حاليا بإحدى عشر لغة ستنضم اللغة العربية إليها قريبا. استراتيجية الصوت من خلال «بروتوكول الإنترنت» هو من الاساسيات التي تؤمن «سيسكو» بضرورة الاعتماد عليها، بل أنها أصبحت تطبقها أيضا، إذ أنا استبدلت نصف عدد أجهزة الهواتف في مكاتبها والتي يبلغ مجموعها خمسين ألفا، بهواتف تعتمد على نقل الصوت من خلال الإنترنت (Voice over IP)، على أن تستبدل باقي الأجهزة مع نهاية العام الحالي، حيث ستستغني نهائيا عن مقاسم الهواتف التقليدية. وقد أتيحت للصحافيين فرصة استخدام هذه الأجهزة لإجراء مكالمات هاتفية دولية لم تكلف «سيسكو» شيئا يذكر لأنها تمت من خلال الإنترنت، وقد كان الصوت بالغ الوضوح نظرا للتقنية المتقدمة التي استخدمت في صناعة الهواتف نفسها. ويفتخر تقنيو «سيسكو» بأن هذه التقنية الحديثة قد استخدمت أخيرا للقيام بأول مكالمة هاتفية تتم من خلالها من رواد المكوك الفضائي الاميركي، حيث تمت بوضوح وبسرعة عادية بدون تقطيع أو تأخير. وأشار بايرون هيندرسون، مدير التسويق على مستوى المؤسسات في «سيسكو» إلى أن شركته كانت قد بدأت بالعمل على تقنية IP والاستثمار في الأبحاث المتعلقة بها منذ 15 سنة. وردا على سؤل «الشرق الأوسط» حول وجود معايير تتفق عليها الشركات المختلفة التي بدأت بالالتفات أخيرا إلى هذه التقنية، حتى لا تتكرر الاختلافات التي حدثت في تقنيات حديثة أخرى، قال هندرسون ان هناك اتجاها نحو عقد اتفاق بين هذه الشركات على توحيد معايير استخدام تقنية IP. وتتميز هذه التقنية بأنها تتماشى تماما مع التطور العام، إذ أنها تستغل شبكة الإنترنت القائمة أصلا في نقل الصوت والفيديو بالإضافة إلى البيانات من خلال القنوات نفسها، مما يعني توفيرا كبيرا في تكاليف الاتصال، وتقليل التعقيدات التقنية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لظهور إبداعات ومنتجات جديدة تستغل هذه التقنية.

مكتب «سيسكو» الإنترنتي المتنقل يعتبر Mobile Office حلا متكاملا يتكون من برمجيات وأجهزة وشبكات شاملة سلكية ولاسلكية، مع منتجات تضمن الأمن واتصالا فوريا بالإنترنت، بحيث يمكن استخدام اي تطبيق من أي جهاز أو وسط، وفي أي وقت أو مكان، سواء في مكان العمل أو في المنزل، أو أثناء التنقل. وقد بدأت «سيسكو» باتصالات مع العديد من الجهات لتوفير هذه الإمكانيات لمن يرغب في استخدامها لضمان الاتصال الدائم مع العمل بشكل دائم. ومن بين هذه الأماكن الفنادق والمطارات ومراكز المؤتمرات وغيرها من الأماكن العامة. ولا شك بأن هناك زبائن فعليين لهذه المبادرة، إذ تشير الاحصائيات إلى وجود 45 مليونا من رجال الأعمال المتنقلين في العالم، يقومون بما يقارب 250 مليون رحلة عمل، وأن 20 في المائة منهم يستخدمون الكومبيوترات المحمولة، وأن ذلك كله يكلف 200 مليار من الدولارات في كل عام. كما تشير الاحصائيات إلى أن 62% يدخلون إلى الإنترنت أثناء وجودهم في الفنادق، و14% من المطارات، وأن 75% يتعاملون مع البريد الإلكتروني من بعد، وأن نصفهم يستعرض الإنترنت. أما عن الوقت، فأشارت الاحصائيات الى ان كل عملية دخول تتطلب 30 دقيقة وأن ذلك يتم بمعدل 2.3 مرة في كل يوم، بزمن يصل إلى 75 دقيقة.

وتقدم «سيسكو» العديد من المنتجات للمساعدة في تحقيق فكرة العمل عن بعد، مثل منتجات «إيرونت 340» اللاسلكية، وCat 2900/3500K في مجال الإيثرنت، وUBR 7000 في مجال التصال الكيبلي، وCisco 6015 لتقنية DSL، وغيرها.