والمستقبل في عصر الإنترنت أقرب بكثير مما نتوقع نظرا لسرعة إيقاع هذه الشبكة، إذ تتوقع «سيسكو» على لسان جون تشامبرز أن تعود شركات «دوت كوم» للظهور مرة أخرى بعد الأزمة العنيفة التي مرت بها، ولكن بشكل أفضل مما كانت عليه، وخطط أكثر وضوحا، وسيستمرون بالحصول على التمويل الذي يحتاجون اليه، ولكن ليس كالسابق، إذ ستحصل عليه إذا استطاعت أن تثبت اولا أنها قادرة فعلا على تحقيق عوائد. ويذكرنا تشامبرز بالقاعدة الأساسية الضرورية لاستمرار الشركات، وهي أن تكون قادرة على التحرك بسرعة استجابة للظروف التي تمر بها، وأن يكون لها في الوقت نفسه ثقافة مستقرة. كما لفت الانتباه إلى أن التحالفات الاستراتيجية ضرورة من ضروريات الاستمرار، إذ بدلا من محاولة عمل المستحيل بتغيير حركة السوق المستمرة والسريعة، يجب فهمها والتماشي معها والتأكيد على التعاون بدلا من التنافس غير المدروس. ومن ناحية أخرى تراهن «سيسكو» على أن التطور التقني المستمر مع الاندماج والتكامل الذي حصل في الكثير من المجالات والشبكات، سيؤدي بعد مدة ليست بالطويلة إلى أن يصبح نقل الصوت من خلال شبكات الاتصالات مجانا وبدون مقابل. كما أن منتجات التشبيك نفسها ستصبح أرخص سعرا بسبب التنافس الشديد، بسبب أن السوق وأسعار المنتجات فيها قد أصبحت مكشوفة بفضل الإنترنت. وستستمر التقنيات التي بدأت الآن بالظهور، ومنها الصوت من خلال بروتوكول الإنترنت (Voice over IP) وتداخلها مع التقنيات الضوئية (Optical)، إذ أن لشركة «سيسكو» استراتيجية تقوم على إدخال الاعتماد على بروتوكول الإنترنت (IP) في كل شيء. كما أنها تتوقع أن تتطور تقنيات الاتصالات التي تعتمد على النطاق العريض «برودباند»، والإعلام المتدفق «ستريمنغ»، والشبكات التي تعمل بمبدأ نظير إلى نظير (Peer-to-Peer)، بالإضافة الى التركيز على تقديم المحتوى المناسب، وبخاصة مع زيادة الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي أصبح بالإمكان وصلها بالإنترنت، التي ستدعم الاتجاه نحو التطبيقات اللاسلكية والإنترنت المتحركة.
وحتى يمكن الاستعداد للمستقبل بشكل أفضل، تخصص «سيسكو» مبالغ ضخمة للاستثمارات في البحث والتطوير، إذ أنها خصصت للفترة القريبة القادمة مليارين من الدولارات من أجل ذلك، كما أنها ستستمر في سياسة استحواذ الشركات التي تناسبها وتساعدها على الاستمرار في الريادة والإبداع، مع تركيز إضافي على دعم منتجات شركائها في الأعمال، واستقطاب الكفاءات المتميزة