مدير شركة الاتصالات الأردنية: تقنية VoIP ستلعب دورا كبيرا مع انتهاء احتكار الاتصالات الثابتة

مع حلول عام 2007 سيكون واحد من كل خط من 6 خطوط اتصال في الأردن مزودا بتقنية الاتصال ذي النطاق العريض بالإنترنت

TT

تمتعت شركة الاتصالات الأردنية، منذ أن تأسست عام 1971 باحتكار توفير خدمة الهواتف الثابتة وإرسال المعطيات حتى نهاية عام 2004، أما الآن ومع بداية هذا العام، صار المجال مفتوحا أمام أية جهة للدخول على هذه السوق الواعدة اقتصاديا، والصغيرة حجما في الوقت نفسه. ولا شك أن هذا الأمر يفتح صفحة جديدة واسعة أمام هذه الشركة التي كانت نفسها قد كسرت احتكار خدمة الاتصالات الجوالة التي كانت تتمتع به شركة «فاستلينك» لسنوات. ولكنها إن كانت قد تحدت شركة واحدة في ذلك الحين، فإن عليها أن تواجه عدة شركات في آن واحد، كل منها يطمع أن يقتسم معها سوق اتصالات الخطوط الثابتة، متسلحة بالعديد من المزايا التي تجذب المواطن الأردني، وبالذات فيما يتعلق بأسعار الخدمة.

وللتعرف على خطط المرحلة المقبلة، التقت «الشرق الأوسط» لوران مياليه، المدير التنفيذي الأول لشركة الاتصالات الأردنية، في حوار خاص.

بادر مياليه في البداية بتذكيرنا بأسبقية الاتصالات الأردنية (www.jordantelecom.jo) إلى دخول السوق، الأمر الذي جعلها تشكل العمود الفقري للعديد من خدمات الاتصالات في الأردن، وكونها قد أسست شبكة رقمية تغطي 98% من مختلف مناطق الأردن. كما أشار إلى أنها تمتلك الآن مجموعة من الشركات التي تقدم جميع الخدمات التي تتعلق بالاتصالات، من الخطوط الثابتة إلى الجوالة والخطوط المؤجرة وخدمات الإنترنت، فعدا عن أنها كانت الموفر الوحيد لخدمة الخطوط الهاتفية الثابتة، فهي تمتلك «موبايلكم» ثاني مزود لخدمة الهواتف الجوالة في الأردن بحصة تصل إلى 30% من حجم السوق، وتقدم خدمة الإنترنت من خلال شركة «وانادوو» المرخصة من شركة «فرانس تيليكوم»، بالإضافة إلى شركة «أي دايمنشن» المتخصصة بتقديم الحلول البرمجية المتكاملة المتطورة بكل ما يتعلق في مجال الاتصالات. ومن المعروف أن شركة الاتصالات الأردنية تأسست كجهة حكومية قبل أن تتم خصخصتها عام 1997 ثم دخولها في شراكة استراتيجية مع «فرانس تيليكوم» عام 2000، مما منحها ميزة الاستفادة من الخبرة العريقة لتلك الشركة الفرنسية الكبرى. ويقول مياليه إن شركته كانت مدركة منذ البداية إلى أن الاحتكار الذي تمتعت به سيأتي إلى نهاية، ولهذا فهي مستعدة له تمام الاستعداد، ليس لتكون لاعبا أساسيا كما كانت في الأردن، بل وعلى مستوى عالمي كذلك، كما صرح لنا. وتتركز استراتيجية الاتصالات الأردنية لمواجهة الحقبة الجديدة على عدة عناصر، يأتي في مقدمتها تخفيض أسعار المكالمات من الخطوط الهاتفية الثابتة الدولية لتصبح أقل من السابق بشكل مغر، على حد تعبير مياليه. وهي خطوة لا تهدف إلى تأخير منافسة الشركات الأخرى على زبائنها فحسب، بل ولمواجهة الخسارة الكبيرة التي تقدر بحوالي 12 مليون دينار أردني، أصيبت بها بسبب الشركات التي كانت تقدم الاتصالات الدولية الواردة من الخارج من خلال تقنية VoIP (نقل الصوت من خلال تقنية بروتوكول الإنترنت) من خلال الإنترنت، وهي ممارسة تعد غير مشروعة في الأردن حتى الآن.

وردا على سؤالنا عن الذي يمنع الاتصالات الأردنية بأن تقوم هي نفسها بتقديم الاتصالات من خلال VoIP كذلك، قال مياليه إن شركته على أتم الاستعداد تقنيا للقيام بذلك، إلا أن ذلك يتوقف على ما إذا قررت الحكومة الأردنية أن تسمح بذلك. بل إنه قال إن شركة تخطط في حال اتخاذ هذا القرار أن تتيح استخدام هذه التقنية للمكالمات الدولية، ثم في المكالمات الوطنية إن لزم الأمر، على حد تعبيره، وأضاف قائلا «وفي جميع الأحوال ستكون تعرفتنا هي الأقل».

وفي الواقع فإن كون شركة الاتصالات الأردنية هي مالكة الشبكة الرقمية في الأردن، فإن هذا سيجعلها المزود الوحيد للخدمات الرقمية بما في ذلك خطوط الاتصال بالإنترنت للشركات التي ستنافسها في تقديم خدماتها للجمهور، إلا أن ذلك سيتم برقابة حكومية صارمة، تتيح فرص المنافسة الشريفة أمام الجميع، على الرغم من إمكانية أن تكون هذه الشركات قادرة على توفير عروضها بأسعار تنافس الاتصالات الأردنية نفسها. ومع ذلك يتوقع مياليه أن تكون السوق مستقرة في النهاية والعائدات مرضية على الرغم من انخفاض الأسعار المتوقع، مما يعني أن الجميع سيكونون سعداء. وقد أشار مياليه إلى أن شركته تتوقع أن يأتي ما بين 25 و30 في المائة من عوائدها، من الخدمات التي ستبيعها إلى منافسيها.

وقبل أن يبدأ منافسوها بالتحرك ستعلن شركة الاتصالات الأردنية عروضا جديدة تتيح للجمهور الأردني الحصول على مجموعة من الخدمات تضم الاتصال الجوال والدخول إلى الإنترنت، وحتى تقديم خدمة مشاهدة البث التلفزيوني، وذلك كله اعتمادا على الإنترنت بتقنية برودباند ADSL. وفي البداية ستطرح الشركة حاليا عرضين أحدهما للمستخدمين المنزليين، والآخر للشركات. أما الأول فسيقدم خط اتصال هاتفي مع عدد محدد من المكالمات المجانية، بالإضافة إلى اتصال برودباند بالإنترنت بسرعة 128 ميغابت في الثانية. أما الشركات فستحصل على عرض خاص يقدم لها الاتصال بالإنترنت بسرعة 16 ميغابت بالثانية أو ما يعرف بتقنية DSL2+. كما كشف النقاب عن أن الشركة وبالتعاون مع شركة إنتل ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الأردنية، ستعلن رسميا في منتصف الشهر الحالي عن البدء في مشروع «كومبيوتر في كل منزل»، التي ستتيح لجميع المواطنين الحصول على جهاز كومبيوتر شخصي مزود باتصال سريع بالإنترنت، يسدد ثمنه بالتقسيط مباشرة من خلال فاتورة الهاتف بواقع 25 دينارا على مدى 36 شهرا. وأكد على أن من حق المواطن أن يختار مزود خدمة الإنترنت الذي يفضله، في إشارة إلى أن شركة الاتصالات الأردنية لن تفرض على أحد الحصول على الخدمة من شركة «وانادوو» التابعة لها.

وردا على توقعاته حول مستقبل الصراع بين شركات الاتصالات على اتصالات الخطوط الثابتة في سوق الأردن الصغير نسبيا من ناحية الحجم، قال لوران مياليه إن السوق قادر على تحمل المنافسة، وأن هناك فرصة لذلك في مجال المكالمات الهاتفية الدولية بشكل خاص، كما توقع أن تلعب تقنية VoIP دورا كبيرا في ذلك. وتوقع أن تتقدم جميع الشركات بمبادرات تحاول كل منها التركيز على جزء معين من السوق.

وختم حديثه قائلا «إن هذه السوق واعدة على الرغم من حجمها، وهي تتحرك بسرعة نحو تبني التقنيات الحديثة واستخدامها في جميع مناحي الحياة. ونحن نتوقع أنه مع حلول عام 2007 سيكون واحد من كل خط من 6 خطوط اتصال في الأردن مزودا بتقنية الاتصال ذي النطاق العريض (برودباند) بالإنترنت، وهي نسبة ليست بالقليلة».

* نبذة عن لوران مياليه

* بدأ لوران حياته المهنية مع فرانس تيليكوم عام 1971 في قسم العمليات الدولية، حيث عمل في مشروع تركيب أول خط كوابل بحري عبر المحيط الأطلسي وعبر البحر الأبيض المتوسط، كما عمل أيضا في مشروع تركيب Sea-Me-We-1، أول كيبل اتصالات يربط اسيا بأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط. ثم انضم في عام 1982 إلى قسم التسويق والمبيعات مشرفا على نشر الجيل الأول من خدمات المعلومات المباشرة: نظام مينيتل/تيليتل فيديوتكس. وشغل لوران بعد ذلك منصب مدير فرانس تيليكوم الإقليمي لمنطقة النورماندي بين عامي 1987 و1992 وانتقل بعد ذلك إلى باريس عام 1992 بعد أن تم تعيينه في منصب المدير التنفيذي لشركة إف. سي. آر، الشركة الفرنسية للكيبل واللاسلكي، وهي شركة قابضة تابعة لشركة فرانس تيليكوم ومسؤولة عن استثمارات المجموعة العالمية. ونجحت إف. سي. آر. بين عام 1992 و2003 في إطلاق عدد من المشاريع الكبرى لشركة فرانس تيليكوم في أوروبا، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا. وتشمل مسؤوليات لوران التفاوض لإتمام عمليات الاكتتاب الرئيسية، التي تجري عادة في إطار الخصخصة. ولقد اشتهر بإعداد الاتفاقية التي وقعها رئيس مجلس إدارة شركة فرانس تيليكوم مع الحكومة الأردنية. في عام 2003 تم دمج إف. سي. آر. مع قسم العمليات الدولية في شركة فرانس تيليكوم.

وتم تعيين لوران مياليه في منصب المدير التنفيذي الأول لشركة الاتصالات الأردنية، بناء على طلب قدمته فرانس تيليكوم إلى مجلس إدارة الشركة كمؤشر على اهتمام فرانس تيليكوم بمجموعة الاتصالات الأردنية وحرصها على تطوير الشركة لكي تعزز من ريادتها في المجالات التعليمية والتقنية الحديثة.

يذكر أن مياليه يحمل وسامي فارس، نال الأول عام 1987 ونال الثاني عام 2001.